الإثنين 29-04-2024
الوكيل الاخباري
 

ثلاثة أنواع محتجين وثلاث طرق للتعامل



أيام غضب وحزن يعيشها الأردنيون فقدوا لغاية اللحظة اربعة من خيرة فرسانهم. رجال في عمر الورد والعطاء قضوا دفاعا عنا، تركوا أيتاما وزوجات وامهات ثكلى ابكى مصابهم الأردنيين كافة.اضافة اعلان


إنها معركتنا المستمرة مع الغلو والتطرف ودعاته وحملة سلاحه، ويتبين لنا الآن أن المعركة ليست مع هؤلاء فقط، بل ومع الذين يخلقون البيئة الحاضنة لهم عن طريق بث السواد والاحباط وانعدام الامل، يصورون البلد خرابا بلا أفق مليء بالفساد، وهذا ظلم وافتراء.

معركتنا في العمق مع هؤلاء وتكون بإنصاف بلدنا، ونرى الحق في أنه صمد بوجه العاتيات، وان جل ضيقه الاقتصادي بسبب الاوضاع الاقليمي الكارثية التي تحيطه، وأسباب عالمية خارجة عن ارادته ومقدرته، ولو أنه لم يكن بلدا عاقلا راشدا يتخذ القرار القويم، لانزلق لمنحدرات تعيشها دولا شعبوية حولنا.

بعد المصاب الجلل، مزيد من العقلاء سيضعون الامور بنصابها الصحيح، ينتظمون حول توجيه الملك وبوصلته الوطنية في أن الاعتصام مُصان بالقانون، لكن التجاوز ورفع السلاح بوجه الأجهزة الامنية واستهدافها مرفوض ومجرّم.

قراءة المشهد بعقل وازن تخلص إلى أن ثمة ثلاثة انواع من المحتجين؛ الأول، أولئك الشرفاء الذين اعتصموا لأن الضر مسهم، يريدون إعلاء الصوت ليسمع كل ذي صلة ان الوجع تخطى اللحم ووصل العظم، وان ضيق الحال بلغ مبلغه.

هؤلاء أردنيون كرماء شرفاء يجب أن نشتبك معهم ونحاول مساعدتهم بكل ما أوتينا من قوة، ونفعل ذلك دون ترحيل للمشاكل أو السعي للشعبوية، ونقول لهم بصدق ما نقدر وما لا نقدر عليه، وان القرارات يجب ان تراعي مستقبل الاجيال لا ان نرحل المشاكل طمعا بتسكين آني، فالدول التي فعلت ذلك وقعت في طامات كبرى.

أما النوع الثاني، فهو فئة محتجين تعاني ايضا، ولكنها تجاوزت الاعتصام السلمي للتخريب، فقطعت الكهرباء واعمدتها، وهاجمت الشاحنات واغلقت الطرق، هذه الفئة وإن كانت صاحبت مظلمة، فقد أدانتها طريقتها، والتعامل معها يكون بسيف القانون، وهي مدانة ترتكب الاجرام بالتعدي على الممتلكات، تحاول النيل من السلم المجتمعي، غرر بها من قبل الفئة الثالثة.

الفئة الثالثة هي الاخطر، معركتنا معها استراتيجية في العمق، فئة تحرض وتؤجج، تبث الكذب والفتنة والسواد، لتؤثر بأصحاب العقول الضيقة، تخلق البيئة الحاضنة للتجاوزات والعنف.

هذه الفئة في متنهى الخطورة، ومواجهتها تحتاج خوارزمية ومنظومة متكاملة من العمل الجمعي وايضا المستمر. يقول هؤلاء إن الأردن مليء بالفساد، وان الخراب عم وطم، وإن البلد ليس محدود الموارد ولكنه مليء باللصوص!

يفترون لا يتورعون، ووالله الذي لا اله الا هو انهم لكاذبون ضالون، ففي هذا البلد كل الخير والاستقامة، وقلة محدودة من الفاسدين، يلاحقهم القانون، يقبعون بالسجون او ملاحقون. يكذب هؤلاء المؤججون ويتناسون أن الأردن صمد في ظل اعصارات اقليمية عاتية، صرف ايراداته والمساعدات على ثروة من البناء الوطني والبنية التحتية تقدر بآلاف المليارات.

هم لا يقرون بذلك وينتقصون منه، لأنه يعارض روايتهم الدنيئة عن الأردن العظيم. مجابهة هذه الفئة معركتنا الوطنية الحتمية، سننتصر عليهم ولو بعد حين، لأننا على جانب الحق من التاريخ، واننا على يقين ان لن يصح إلا الصحيح.