الثلاثاء 16-04-2024
الوكيل الاخباري
 

سنة الكوفيد بعشرين قيراطا



في ذلك اليوم وبعد عودتي سالما غير غانم ستفقد الكرة الارضية توازنها، وتختلّ كثافتها مع ازيز الالعاب النارية احتفاء بقدوم العام الجديد. وندخل، نحن الذين ما نزال على قيد الحياة بكامل هزائمنا وجراحنا وخيباتنا. بينما خيبات الناس في بقية العالم ذلك اليوم تقتصر على عدم قدرتهم على الاحتفال الجماعي وعناق الأحبة والأصدقاء...بسبب كوفيد التاسع عشر.اضافة اعلان


نحن العرب المستعربة. هل نستحق هذه الحياة ونحن نحصل على (إكمال) دائم في مادة ومقرر وكتاب الزمن منذ وفاة المعتصم بالله؟؟
هل نستحق الحياة في هذا الزمن العربي الرث الذي تشيب له الولدان ويسقط من عليائه طرزان؟؟
نولد شيوخا ونموت أطفالا بلا ذاكرة ولا تجارب، نولد عبيدا وتنتهي حياتنا ونحن نقاتل ونناضل ونموت.
نولد بلا مهد، ونعيش بلا حياة ونموت بلا قبر.

لو كان التاريخ يقبل الرشوة لألغيت حياتي من جذورها، وتدخلت مثل (سام بيكيت) في أحداث الماضي لأمنع ندى سلامة النحاس من الزواج من ميخائيل عودة الغيشان في أحد أيام 1955 الحقيرة،حيث ولدت في عصر الثورات ونشأت في عهد الاحتجاجات وترعرعت في عصر الانقلابات ورشدت في عصر الهزائم والخسارات.
نحتفل دوما بانتهاء سنة وقدوم أخرى بينما نعيش خارج الزمن وخارج السنوات وخارج التاريخ،
نتذكر أن لنا صدورا ورئات حينما نصاب بالكورونا!
وأن لنا جلدا حينما نصاب بالسرطان!
وأن لنا شعرا حينما نصاب بالصلع،وأن لنا عقلا حينما نصاب بالعقلانية (وليس بالجنون لانه حالنا الطبيعي)!
ربما أهذي وأهلوس على شرفة العام الجديد، ولا أعرف إذا كان ما كتبته له معنى أم انه مجرد هراء في هراء، وهو كذلك على الأغلب.
على أية حال: كل عام وأنتم على قيد الحياة!!