تقسيم الزمن إلى ماضٍ وحاضرٍ وهم، أنت كل زمانك الذي تعيشه، أمس هو أنت بقدر ما هو أنت اليوم، حتى أن حياتك هي كل الزمان الذي تعيه البشرية، منذ إنسان الكهوف حتى إنسان التواصل الدائم المسمى «اجتماعي»!!اضافة اعلان
الأيام والسنوات أحداث تمر عليك قهرا أحيانا واختيارا أحيانا أخرى، أذكر رحلة الجسر عبورا إلى عمان في حرب 1967 كأنها الآن وأسمع الآن صوت الجسر الخشبي الذي غنت له فيروز، وباص النازحين الذي يمر عليه كأنه يطحن عظامهم حزنا وجزعا وهزيمة، أذكر لحظة صعود روح أمي إلى النور وهي تودعني بصلابة امرأة فلسطينية عاشت كل الحروب، حتى حرب الموت واستمرت بالحياة، أذكر اندفاعي الفطري نحو تحرير الإنسان اقتصاديا، فإن أول الحريات هي حرية ألا تحتاج!
أعيش تعلقي بفكرة الإنسان المواطن الحر!، أعشق الفضاء الإنساني الذي يحتضن كل الألوان وكل الأفكار وكل التصرفات بكشف الذي يقر بعيوبه فيحجم عن إنكار عيوب وتقصير الآخرين، المهم أنني أشعر أن كل ذلك ليس محتوى فرديًا بل هو تراكم حضور كل الذين مروا علي في هذا العمر وفي هذه الأيام ما مضى منها وما سيأتي!
أحاول أن أضع حمولة هذا العام على الطاولة، رحيل أمي الذي لم أقوَ إلى الآن على مواجهته تماما، وأتجنب حتى التفكير فيه، هذا المخاض الذي نمر به في الأردن، الخروج من كوفيد، القدرة على أن تكون في المكان ومع القرار الذي يمثل الخير والحب والجمال، التحرر من الخوف والجزع .. من الآتي في مواجهة هذا العالم الجديد الذي يكاد يطمرك بالتواصل حتى التلاشي!! هذا المخاض الذي يمر به الأردن الذي نحب!! إلى أين المآل؟! كأننا في محطة الآتي تحيط بنا كل المخاطر والشرور والآمال والتطلعات، يطحننا الكثير من السياسية والقليل من العقل والتفكر واللحمة!!
تجربة صديقي عبد الرحمن البيطار الإنسانية الفريدة في التعافي من المرض الخبيث، حيث فاجأه المرض قبل أن يقول ما يريد في هذه الحياة وكيف حول بشجاعة نادرة روع المفاجأة واحتمال الموت لفرصة للحياة والعطاء فكتب ألفا وخمسمائة صفحة عن معشوقته فلسطين وعن عقيدته في حق الشعوب بالتحرر وتقرير المصير وجسَّد أيضا قدرة الإنسان على التعافي وخلق فرص الحياة من رحم التحديات والموت!
من المهم أن تعيش الحياة بهدف التعافي وليس بهدف رصد الموت، قد يبدو هذا شعرا تبريريا ولكنه حقيقي ومهم، أشعر أننا نتحلق حول الأردن ندافع عنه كل بطريقته، ولكن كأننا لم نتفق على فكرة التعافي والخروج من الأزمة بل لعل بعضنا يستبق الموت – لا سمح الله- ويستحضره كأنه المصير المحتوم، قراراتنا تغلفها السياسة وصراعات القوى والخوف، كل خائف بطريقته وكل يهرب من خوفه بطريقة ما.. هنا الكثير من الضوضاء والقليل من التأمل والفهم! زماننا هو كل زمان الأردن ونحن الآن على مفترق طرق، ومن غير المنطقي أن ننظر للآن وكأنه ابن اللحظة الحالية فقط، ومن غير المفهوم ألا نرى وجود اللحظة في كل الزمان ومن غير المعقول أن نعزل بخوف كل ما ساهم لما نحن فيه الآن وكأنه نبت شيطاني!
نحن على مفترق طرق وهو مفترق نعم، ولكن نحتاج أن نتوافق على وجهتنا على الأقل، هل نأخذ البلاد للموت أم للحياة هل نبحث عن التعافي أم عن فتح باب العزاء!
قد يكون هذا الكلام شاعريا وطوبويًا، ولكننا نحتاج أن نتوافق على أننا نذهب لأردن وطن حي، وطن حر اقتصاديا وسياسيا حيث فيه الحرية الشخصية هي كل ما نملك وحيث سيادة القانون هي ثروتنا الحقيقة وحيث المواطنة هي طريقنا لتوزيع الثروة وتكافؤ الفرص، وحيث قبول الآخر والتسامح هو إرثنا المتواتر.
نذهب لوطن فيه الكثير من العلم والتخطيط والتحدي وخلق الفرص، والقليل من السياسية والتنظير والتناحر والأنانية وإقصاء الآخر وقهر الرجال!
تقولون هذه أحلام، نسيت أن أقول لكم أن الحياة تبدأ بأحلامنا التي هي أيضا جزء من زمننا الشامل العام، الذي يبدأ قبل الوعي ونحققه باستهداف التعافي، أي باستهداف الحياة واستمرارها.
أتمنى لكم عاما مختلفا فيه القليل من السياسة والكثير من العمل والإنجاز والحب والحرية والمواطنة وسيادة القانون والتسامح، قولوا آمين جنابكم!
الأيام والسنوات أحداث تمر عليك قهرا أحيانا واختيارا أحيانا أخرى، أذكر رحلة الجسر عبورا إلى عمان في حرب 1967 كأنها الآن وأسمع الآن صوت الجسر الخشبي الذي غنت له فيروز، وباص النازحين الذي يمر عليه كأنه يطحن عظامهم حزنا وجزعا وهزيمة، أذكر لحظة صعود روح أمي إلى النور وهي تودعني بصلابة امرأة فلسطينية عاشت كل الحروب، حتى حرب الموت واستمرت بالحياة، أذكر اندفاعي الفطري نحو تحرير الإنسان اقتصاديا، فإن أول الحريات هي حرية ألا تحتاج!
أعيش تعلقي بفكرة الإنسان المواطن الحر!، أعشق الفضاء الإنساني الذي يحتضن كل الألوان وكل الأفكار وكل التصرفات بكشف الذي يقر بعيوبه فيحجم عن إنكار عيوب وتقصير الآخرين، المهم أنني أشعر أن كل ذلك ليس محتوى فرديًا بل هو تراكم حضور كل الذين مروا علي في هذا العمر وفي هذه الأيام ما مضى منها وما سيأتي!
أحاول أن أضع حمولة هذا العام على الطاولة، رحيل أمي الذي لم أقوَ إلى الآن على مواجهته تماما، وأتجنب حتى التفكير فيه، هذا المخاض الذي نمر به في الأردن، الخروج من كوفيد، القدرة على أن تكون في المكان ومع القرار الذي يمثل الخير والحب والجمال، التحرر من الخوف والجزع .. من الآتي في مواجهة هذا العالم الجديد الذي يكاد يطمرك بالتواصل حتى التلاشي!! هذا المخاض الذي يمر به الأردن الذي نحب!! إلى أين المآل؟! كأننا في محطة الآتي تحيط بنا كل المخاطر والشرور والآمال والتطلعات، يطحننا الكثير من السياسية والقليل من العقل والتفكر واللحمة!!
تجربة صديقي عبد الرحمن البيطار الإنسانية الفريدة في التعافي من المرض الخبيث، حيث فاجأه المرض قبل أن يقول ما يريد في هذه الحياة وكيف حول بشجاعة نادرة روع المفاجأة واحتمال الموت لفرصة للحياة والعطاء فكتب ألفا وخمسمائة صفحة عن معشوقته فلسطين وعن عقيدته في حق الشعوب بالتحرر وتقرير المصير وجسَّد أيضا قدرة الإنسان على التعافي وخلق فرص الحياة من رحم التحديات والموت!
من المهم أن تعيش الحياة بهدف التعافي وليس بهدف رصد الموت، قد يبدو هذا شعرا تبريريا ولكنه حقيقي ومهم، أشعر أننا نتحلق حول الأردن ندافع عنه كل بطريقته، ولكن كأننا لم نتفق على فكرة التعافي والخروج من الأزمة بل لعل بعضنا يستبق الموت – لا سمح الله- ويستحضره كأنه المصير المحتوم، قراراتنا تغلفها السياسة وصراعات القوى والخوف، كل خائف بطريقته وكل يهرب من خوفه بطريقة ما.. هنا الكثير من الضوضاء والقليل من التأمل والفهم! زماننا هو كل زمان الأردن ونحن الآن على مفترق طرق، ومن غير المنطقي أن ننظر للآن وكأنه ابن اللحظة الحالية فقط، ومن غير المفهوم ألا نرى وجود اللحظة في كل الزمان ومن غير المعقول أن نعزل بخوف كل ما ساهم لما نحن فيه الآن وكأنه نبت شيطاني!
نحن على مفترق طرق وهو مفترق نعم، ولكن نحتاج أن نتوافق على وجهتنا على الأقل، هل نأخذ البلاد للموت أم للحياة هل نبحث عن التعافي أم عن فتح باب العزاء!
قد يكون هذا الكلام شاعريا وطوبويًا، ولكننا نحتاج أن نتوافق على أننا نذهب لأردن وطن حي، وطن حر اقتصاديا وسياسيا حيث فيه الحرية الشخصية هي كل ما نملك وحيث سيادة القانون هي ثروتنا الحقيقة وحيث المواطنة هي طريقنا لتوزيع الثروة وتكافؤ الفرص، وحيث قبول الآخر والتسامح هو إرثنا المتواتر.
نذهب لوطن فيه الكثير من العلم والتخطيط والتحدي وخلق الفرص، والقليل من السياسية والتنظير والتناحر والأنانية وإقصاء الآخر وقهر الرجال!
تقولون هذه أحلام، نسيت أن أقول لكم أن الحياة تبدأ بأحلامنا التي هي أيضا جزء من زمننا الشامل العام، الذي يبدأ قبل الوعي ونحققه باستهداف التعافي، أي باستهداف الحياة واستمرارها.
أتمنى لكم عاما مختلفا فيه القليل من السياسة والكثير من العمل والإنجاز والحب والحرية والمواطنة وسيادة القانون والتسامح، قولوا آمين جنابكم!
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي