السبت 27-04-2024
الوكيل الاخباري
 

عرّاطون بلا حدود




اعترف على رؤوس القراء، بأني واحد من الذين أكتب عنهم هنا، لا بل من غلاتهم الذين يدبّون الصوت ع الطالعة والنازلة، ويسوؤني هنا أن اتخذ من نفسي نموذجا لا يحتذى.اضافة اعلان


أنا وأمثالي ما ان نسمع عن هدم بناية تراثية، مثلا، حتى نبرد اقلامنا وأسناننا ننهش فيها أصحاب الأرض ونطالب الحكومة بإلحاح وسؤدد بالمسارعة في شراء الارض أو مصادرتها على اعتبار أنها ثروة وطنية ينبغي الحفاظ عليها وهي وديعة عندنا وملك للأجيال القادمة.

وإذا شاهدنا الجرافات تفض بكارة منطقة حرجية أو زراعية لبناء مواقع سكنية أو تجارية أو سياحية، فإننا لا ننفك نرثي براءة الغابات ونهجو وحوش الإسمنت التي تدمر الطبيعة، وما إلى ذلك من الخطب الرنانة.

أمس سالت نفسي: ترى لو كنت مكان صاحب العقار، فهل كنت أرضى بيعه ببخس الثمن مع مماطلة تصل لسنوات في الدفع. من أجل ان احفظ حق الاجيال القادمة في مقهى او مبنى أثريّ أو تراثي؟

لو كنت فعلا امتلك تلك الارض أو ذلك المكان الأثري اعتقد أني كنت سأفكر في بيعه أو بيعها أو استثمارها دون النظر إلى فوائدها التراثية أو البيئية. ارجو ان لا تزعج صراحتي احدا، لكني واحد من ملايين يتقنون فن (العرط) بلا قيد أو شرط.

القصة ليست مجرد مبنى او بيوت اسمنتية، القصة تبدأ وتنتهي من نمط التفكير وبنية العقل التي تتلبسنا مثل الجن والعفاريت التي لم نستطع ان نتخلص منها لا بتمائم العلم ولا بالعلمانية، لا بنذور الماركسية ولا بأكباش الرأسمالية ...حتى الأديان طوعناها لتخدم انماط تفكيرنا الجاهلي بدل أن تكون وسيلة تحرر من جاهلة الروح التي تئد الفكر والحياة والإنسانية.

عراطون بلا حدود!