الخميس 25-04-2024
الوكيل الاخباري
 

فأرسل حكيمًا و لا توصِهِ



كثيرة هي القضايا المحقة العادلة التي يهشمها ويقتلها ويطعنها حاملوها، باللجوء الى المبالغة والمزاودة والتنمر والتهديد والوعيد، ومحاولة القفز اكبر مما في طاقة القدمين على تجاوز الحفرة العميقة.اضافة اعلان


تم تنظيم وقفة احتجاجية نسائية امام مجلس النواب، للتنديد بالعنف ضد النساء، بعد استمرار الجرائم المروعة ضدهن التي ضربت ضميرنا بعنف.

كان الهدف من تلك الوقفة محاولة حماية النساء من الجرائم الموصوفة التي نهانا رب العزة والقانون عن مقارفتها.

لقد حملت المشاركات في الوقفة يافطات تطالب بتغليظ العقوبات ضد مرتكبي الجرائم ضد النساء، وعدم التساهل وعدم التسامح معهم.

لكن بعض المتظاهرات الساذجات او المتعصبات او الجاهلات باصول التظاهر وفنونه، استغلت تلك الوقفة التي كان الهدف منها التضامن، فطرحن شعارات «شايطة» و «over».

شعارات غبية استفزازية ادت الى عكس ما ارادت المتظاهرات.

لقد ادى الشطط في رفع بعض الشعارات الى وصف المطالب بانها مطالب خارجة عن حدود الدين والشرع والعادات الأردنية العريقة !!

وانها مطالب تظهر رجال الأردن بالمجرمين والمتسلطين والمُعنِّفين. وتظهر المرأة الأردنية بالمسلوبة الإرادة والمُعنَّفة.

ان رفع الشعارات المطلبية، فن وخبرة وحنكة وتجربة عميقة في العمل بأوساط الجماهير.

ولا تستقيم ابدا ولا تثمر بطلب الفزعة «يلا يا شباب على الدوار»!!

لا ينفصل توقيت- زمان ومكان طرح الشعارات المطلبية عن فن صياغتها ومحتواها وعن فن لهجتها ونبرتها !

والشواهد كثيرة وليس اخرها تلك الوقفة، على ان الصوت العالي لا يؤسس موقفا. وان التوتير والتنمر، يفضيان الى الضرر والفشل والخسران.

لقد قرأنا كلنا حكاية الدب الذي كان يحمي صاحبه المستغرق في النوم في ظل شجرة.

الدب الذي حين عجز عن طرد الذبابة المزعجة عن أنف صاحبه، حمل حجرا ضرب به الذبابة الواقفة على أنف صاحبه.

نحن بالطبع لا نعلم مصير الذبابة،

وهل سحقها الحجَرُ كما سحق وجه الرجل، ام انها طارت وافلتت قبل ان يصلها الحجَر!!

حين تكون السيوف أطول من القامات، يقع حاملوها تحت أوهام ضارة مؤذية ويحدث التنمر والتعثر.