الأحد 05-05-2024
الوكيل الاخباري
 

فهدٌ وفيصل، تعويلٌ متبادل (1) !



وهمومُ الإعلام، متطورةٌ،متحورة، متغيرة، مثلما هو الإعلامُ في كل العالم، متطورٌ، ومتحور، ومتغير.

وهموم الإعلام الأردني وتحدياته بالأمس، ليست هي همومه وتحدياته اليوم.

لكنها نفس الهموم والتحديات، التي تحددها وتعددها، الملتقيات الإعلامية الوازنة، كملتقى النهضة العربي الثقافي، الذي ينظمه للمرة الخامسة، باسل الطراونة وسمر محارب، والذي شاركت فيه بصحبة نحو 40 إعلاميا أردنيا صباح أمس.

ظهر أمس زارنا في الدستور، الإعلامي والصحافي العتيق، فيصل الشبول وزير الإعلام، فشخّصنا المشكلات والتحديات الإعلامية التي تواجهنا، وكانت مماثلة تقريبا، للتي شخّصها ملتقى النهضة صباحا.

ومثلما أن هناك اتفاقا على التنزيل، وافتراقا في التأويل. فثمة اتفاق على التشخيص، وضعف وهشاشة في المعالجة، خاصة توفر القيادات الإعلامية الوطنية الشجاعة، التي نعوّل عليها لحمل أعباء المعالجة.

كان التحدي الإعلامي في الثمانينات، ليس الحصول على الخبر، بل نشر الخبر !!

وكانت الصحافة موزعة بين الخبر، وله قرابة 80% من المحتوى والأهمية، والرأي- المقالات ولها نحو 10% من الأهمية، والصورة ولها مثل ما للخبر.

إلى أن جاءت مرحلة الصحافة الأسبوعية، التي مزجت بين الرأي والإشاعة، فشاع وهمُ أنها رفعت سقف الحريات الإعلامية، في حين أن تلك الحريّات، كانت مضبوطة على الميلمتر، والفرجار، والدائرة، تنشر ما يُملى عليها، بالهاتف والفاكس، فانطلت، واستحوذت على نسبة من اهتمام الرأي العام.

وعلى صفحات الصحافة الأسبوعية، تعربشت بعض الحثالات الضحلة، الهايفة، المرتزقة، التي تركت لطخات وقباحات سيئة، ما نزال نعاني من فجورها إلى اليوم.

التحدي الإعلامي اليوم، متحور، متسارع، متدحرج، ما أن تستقر له صيغة، حتى تحيلها صيغةٌ أخرى، إلى الاستيداع ، ولا اقول إلى الاحتياط.

هذا الفضاء ليس فالتا !! لا يُعقل أن يكون مقطعٌ من الأمن الوطني فالتا !! وليس يخدع ذوو الأصوات العالية، عاقلا بصيرا. وإن «ميكانزمات التنفيس»، من صميم دور الإعلام، التي فيها بيادق مموهة تتميز بالقدرة على التلون والفجور.

لحسن الحظ، في المشهد الإعلامي الوطني اليوم، قائدان مجرَّبان موثوقان، هما فهد الخيطان وفيصل الشبول، نعوّل عليهما، ويعوّلان علينا الكثير الكثير.اضافة اعلان