السبت 27-04-2024
الوكيل الاخباري
 

قهوة وفقّوس و لانا القسوس



( ذات « جُمعة «.. قبل سنوات )
كنتُ قي الطريق الى التلفزيون ومعي طفلي خالد الذي « لزق « فيّ بمجرد أن عرف أن برنامج « يسعد صباحك « سوف يستضيفني في فقرة « فنجان قهوة « للحديث عن المهرجانات الاردنية وتحديدا عن مهرجان جرش.اضافة اعلان

وطمأنتني العزيزة لانا القسوس أنهم سوف يسمحون للفتى الصغير بالدخول وإنه « اسمه على الباب «.
من « صويلح « وعبر « طريق المطار « وصولا الى منطقة « أم الحيران « حيث مؤسسة الاذاعة والتلفزيون وعلى جانبي الطريق ثمة « فقّوس» و « بطيخ». وللدقة كانت كميات « الفقوس « أكثر.
الغريب أنه ورغم أننا كنا في الوقت المبكر من الصباح « قبل التاسعة صباحا «، الا أن الاقبال على الفقوس كان شديدا.
من اين جاءت كل هؤلاء الكائنات، وما أهمية « الفقوس « وهل نصح الأطباء بتناوله « على الرّيق « لفائدة لا أعلمها؟
تساءلتُ وأنا أتأكد أن الولد لا يزال في المقعد الخلفي صامدا.
بالنسبة لي لا أكره « الفقوس» وليس بيني وبينه وبنات خالته من « القثّائيات « أية مشاكل أو « زعولات « أو « حساسيات «.
لكن لماذا كل هذا الفقوس وعلى الرّيق؟

وصلنا بسلامة الله وتجاوزنا كل التحويلات على الطريق، ولحسن الحظ أننا كنا في مستهل النهار والواحد لسه عنيه بخير.
استقبلنا الحرس على باب» الاذاعة « وابتسموا للصغير الذي كان « يلبد « مثل عصفور في المقعد الخلفي ولعله كان فرحا لأنه سيرى التلفزيون من الداخل ولأول مرة في حياته. قالوا « وين خالد شناعة «. أشرت اليه. وداعب الرجل طفلي وسأله عن مدرسته وعن صفه. ودخلنا بيمن الله ورعايته.

استقبلنا موظف العلاقات العامة ورحب بنا وأمر لنا ب « اثنين شاي» واعتذر للصغير لعدم وجود عصير في التلفزيون.
قلنا ماشي.

خلال ربع ساعة أمطرني الصغير بالأسئلة حول المكان وبالطبع سأل عن « المذيعة « وعن « صاحبي مأمون مساد» معد البرنامج الذي أصر على اصطحاب الصغير.
ثم جاء فتى مهذبا ووضع الميكروفون في حزامي ـ غير الناسف ـ. وبعده قادني رجل مهذب آخر الى « الاستوديو» وطلب من الصغير الصمت والهدوء والا فإنه سيبقى في الخارج.
التزمنا جميعا وعانقنا « مأمون « وصافحنا العزيزة « لانا « واختفى الصغير بجانب المصورين وكانت عيناه تلتقطان الفضاء بكل ما فيه.

وعلى الفور وبشكل يثير الدهشة ، جاءت القهوة الجميلة ونحن نتحدث على الهواء مباشرة ، ربما ليعرف الجميع أن ثمة قهوة في التلفزيون بعكس ما حدث معي في مرات سابقة.

وبابتسامتها ، أنهت « لانا القسوس» فقرة استضافتي وودعناها ومن معها في الاستوديو ونال الصغير الكثير من القبلات الناعمة والخشنة وهو ما حسدته عليها « الناعمة «. وعدنا لنرى الناس لا يزالون يشترون « الفقوس « على امتداد « طريق المطار»!!.