الإثنين 06-05-2024
الوكيل الاخباري
 

كم تساوي ... ؟



انغمسنا بالماديات وانغمست المصالح بنا حتى غدونا «وقودا وحطبا لها». وبذلك فقدت حياتنا «روعتها وبساطتها»، وصار الواحد منا ـ بلا مؤاخذة ـ، مثل «ثور الساقية» يلفّ ويدور حول مصالحه دون حساب للأخلاق والمبادىء التي أصبحت في نظر معظم الناس «دقّة قديمة» و»موضة عتيقة».اضافة اعلان

تخيّلوا..

وفي حراكنا اليومي، وأقصد، مسيرتنا اليومية، وأعني لهاثنا اليومي وصراعنا من أجل لقمة العيش المغمّسة بالشقاء، نسينا أنفسنا. ولم يعد الحديث عن الأخلاق والمشاعر ذا جدوى. يعني «مش جايب همّه».
وكلما قابلت مسؤولا أو شخصا وتحدثت مع الآخرين عن لقائك به، اول ما يكون ردهم وسؤالهم «قديش اعطاك». وإذا كان السائل مهذّبا جاء سؤاله «طيب شو استفدت من هاللقاء».؟
حتى في العلاقات الانسانية ولأكن أكثر جرأة و»العاطفية»، تجد من يسألك: طيب هي شو راح تستفيد منها، يعني اذا احتجت فلوس بتعطيك؟».

الى هذا الحدّ بلغنا من الطمع والجشع وجفاف النفوس والأرواح وغياب الضمير الذي تحول لدى بعض الناس الى « عجل كاوشوك»؟

حتى المشاعر الرقيقة والسامية صار لها ثمن. يعني لو أردتُ إقامة علاقة ما ـ مثلا ـ مع احد الكائنات، هل ينبغي ان أعرف أولا معلومات عن « كشف حسابها او مقدار راتبها او كم دونم لأهلها؟»
أعتقد ان من يوجه لي مثل هذا الكلام، مؤكد أنه لا يحترمني، وكأنه يقول لي: كم تساوي وما هو ثمنك؟.
أكيد، سيكون ردي: مين انت ومع مين جاي؟.

 




 

 


 

أخبار متعلقة