الخميس 25-04-2024
الوكيل الاخباري
 

لكل فعل رد فعل.. والمقاومة حق أممي



نعم أيها السادة، فلكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه، قاعدة فيزيائية قامت عليها اغلب العلوم الحديثة والقديمة، لذلك لا عجب ان يدافع الفلسطينيون عن أنفسهم ويهاجموا محتل أرضهم، فالمستعمرات، والمستوطنات أقيمت على ارض محتلة باعتراف الأمم المتحدة، والمقاومة حق دولي نصت عليه الشرائع الأممية.اضافة اعلان


فمنذ الأزل بحث بنو البشر عن حقهم في المقاومة بشكل عفوي، ولم يكن الانسان آنذاك ينتظر قانونا او دستورا يمنحه ذاك الحق، فتلك فطرة اساسية يدافع فيها الإنسان ويحافظ على نفسه وممتلكاته وكرامته في وجه الأعداء إن كان العدو حيوانا كما كان سابقا، او انسانا كما هو اليوم.

ومع تطور التشريعات منحت الشعوب حقها في المقاومة، فبات اي فعل مقاوم لا يُعاقب صاحبه على ما يقوم به مهما كانت النتيجة، ولذا فإن المقاومة ليست حقا فحسب، بل أيضًا واجبا على كل فرد يريد أن يحافظ على تواجده وكرامته وارضه.

عملية القدس الشرقية المحتلة عام 1967 جاءت بعد ان دفع الشعب الفلسطيني ما يقرب من 33 شهيدا خلال الشهر الحالي، واستمرار ممارسة الاستعمار الصهيوني سياسته الاستيطانية الاستعمارية، ومواصلته ضم الأراضي، وهدم البيوت، والاعتقالات، وتعزيز سياسات التطهير العرقي والفصل العنصري، واستباحة المقدسات الإسلامية والمسيحية، والاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى التي تحدث يوميا من قبل مستعمرين ونواب في الكنسيت ووزراء في حكومة بنيامين نتنياهو الأخيرة.

وفق كل الشرائح فإن للشعب الفلسطيني كامل الحق في مقاومة محتلة، وهو بذلك لا يخرج من اطار نص ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية جنيف عام 1994، فما تزال دولة الاحتلال والاستعمار والفصل العنصري الصهيوني تحتل الضفة الغربية والقدس الغربية وقطاع غزة والجولان، وتسلب الأرض والموارد، وترتكب جرائم حرب كان آخرها في مخيم جنين، كما انها تمارس سياستها المستمرة في تغيير الوقائع على الأرض من خلال نقلها صهاينة لمستعمرات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كان الأجدر أن يرى العالم ان السياسات النازية الصهيونية وتنصلها من الالتزام بتطبيق الاتفاقيات الموقعة وانتهاكها لقرارات الشرعية الدولية، سيؤدي لمزيد من ردود الفعل الطبيعية، فكما أشرنا لكل فعل رد فعل، وما يسمح به العالم من حق مقاومة الاوكرانيين في الدفاع عن أرضهم، عليهم في الوقت عينه ان يؤيد ويدعم حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن ارضه وكرامته، وإلزام حكومة الاحتلال الصهيوني بوقف نازيتها ضد الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال لأرض فلسطين، وربما كان الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي لا يرى بوضوح وهو الذي كتب عبر صفحته على (تويتر) «الجرائم ارتكبت باستخفاف (…) يجب ألا يكون للإرهاب مكان في العالم اليوم، لا في إسرائيل ولا في أوكرانيا»، وكأن زيلينسكي لا يريد للعالم إلا أن يرى ما تقوم به القوات الروسية في بلاده ويغض النظر عما تفعله النازية الصهيونية في الأرض المحتلة، وكأن حق المقاومة حكرا عليه وحده، وينزع الحق من كل شعوب الأرض ويهديه للقتلة والمستعمرين!.

بالمجمل، فإن مقاومة الاحتلال حقّ مشروع تكفله الشرائع كافة، والشعب الفلسطيني وصل لخيار المقاومة لأنه بات يعرف ان ذاك الخيار هو الطريق الوحيد الذي تبقى له، فالصهاينة لا يعرفون ولا يفهمون سوى لغة القوة، والاحتلال الذي يفكر بتشليح سكان مستعمراته الرابضة فوق ارض محتلة يواصل نازيته وفاشيته وضرب عرض الحائط بكل قوانين الأرض، ولذا فإن المقاومة حق، والدفاع عن الأرض والكرامة حق، والانتصار للمقدسات ولدماء الشهداء حق، ولكل فعل رد فعل، ومن حق الشعب الفلسطيني التسلح أيضا، ومن حقه الدفاع عن ارضه، ومن يقطن فوق ارض محتلة سيبقى عرضة للقتل سواء اليوم او غدا.