الخميس 25-04-2024
الوكيل الاخباري
 

ما بيسألش عليَّ... أبداً



كان الآباء يقولون: الذي لا يتعلم من التاريخ يسقط في المستقبل.

 وأنا أقول بعد كل ما رأيتُ: إن الذي لا يتعلم من الشوارع ، يرسب في الحياة.اضافة اعلان


 أمس كنتُ أسير ببطىء شديد، وكان خلفي وحولي سيارات أشكال والوان. أحدهم أطلق اغنية رامي عيّاش التي يقول فيها مخاطبا حبيبته «خلّي عندك دم وحني عليّ». وعلى الفور أخذت أتامل السيارات من حولي لعل حبيبته موجودة بين السيارات. فلم أجد الا سائقين «مكشّرين «.

 بعدها ذهبتُ الى شارع آخر، وكانت هناك أزمة عنيفة وبالكاد استطعت العبور دون «عناقات « مع السيارات الملاصقة. وحين نظرتُ ورائي وجدتُ شاحنة عملاقة سدّت عليّ الرؤية تماما. وكان سائقها الضخم يطلق «زاموره» وكأنه في مهرجان «زوامير». وما ان صار بمحاذاتي محاولا تجاوز الجميع ، حتى لمحتُ على سيارته من الخلف عبارة : «احترام الكبير واجب». وعلى الفور ، احترمتُ نفسي و قمتُ بالواجب وابتعدتُ عنه تاركا لسيارته المجال كي يعبر. بعد ان تعلمتُ منه درسا في « آداب التعامل مع الكبار «. ثم ان المزاح مع هؤلاء.. مُكلف جدا.

 وبينما كنتُ أرتشف الشاي من كفتيريا ع الماشي وعلى طريقة « ميّل يا غزيّل « ، توقفت سيارة «بكب نص نقل» وترك سائقها «المسجّل» يردد اغنية المطرب «هوبا» ـ أرجو ان يكون اسمه صحيحا ـ والتي يتحدث فيها عن جلسة (غير ) رومانسية مع حبيبته ويقول فيها «شربت حجرين ع الشيشة».

قلت يا عمّ .. ده كان زمان، قبل ما ننبلي في ب « الكورونا «.واثناء عودتي الى البيت رأيتُ عبارة « أحب الناس الرايقة». وقلتُ في «سرّي»: وانا كمان.

 وحين كنتُ أبحث عن مكان لسيارتي في « الكراج» لمحت على زجاج سيارة جاري اغنية قديمة للمطرب محمد عبد المطلب :

« ما بيسألش عليّا أبداً «

قلت :

حالي من حالك يا جار

لا تشكيلي لاعيّطلك... !!