الأربعاء 24-04-2024
الوكيل الاخباري
 

من أجل كاسة شاي



كان الوضع هادئاً تماماً في قسم الطوارئ. قال الطبيب للممرض:
-       شو رأيك تروح تعمل إلنا كأسة شاي ع َ كيف كيفك، خلينا نمز عليها ما دام ما فيه لا شغلة ولا عملة.اضافة اعلان

انطلق التمرجيّ (وهو اسم الدلع الشعبي للممرض آنذاك) من أجل تجهيز إبريق الشاي.
في هذه الأثناء، أحضرت سيارة الإسعاف مريضا ً معه مجموعة هائلة من أقاربه وجيرانه.

وضعوا المريض على طاولة الإسعاف، وبدأ الدكتور بالعمل، جاء التمرجي مسرعا ً، وخلال العمل المعتاد، قال الممرض للدكتور:
-       ما لقيت ولا كيس تي باغ (tea bag).
طبعا ً، المقصود أنه لم يجد ميداليّة شاي.

أحد الأقارب المتحمّسين للمريض التقط وجود نقص ما فصرخ:
-       شوووو ..  مركز طوارئ وما فيه ( تي باغ ) .. بدكوا تقضوا ع الزلمة؟

حاول الطبيب والتمرجي أن يشرحوا له معنى (تي باغ) إلاّ أنّ صراخه وانفعاله انتقل إلى الحضور من أقارب وجيران وضجرين وفضوليّين، فشرعوا يسبون ويشتمون الممرض والطبيب والطوارئ .
انتقل النقد النظريّ إلى نقد يدويّ وهجموا جميعا ً، بمن فيهم المريض شخصيا ً، على الطبيب والممرض وأشبعوهما ضربا ً.
(من كتابي الجديد «البالون رقم 10»)