الجمعة 19-04-2024
الوكيل الاخباري
 

رحلة التحول المالي الرقمي في المملكة إنجازات وآفاق واعدة - بقراءة أمجد الصادق

upload_1508220222


الوكيل الإخباري - شهدت المملكة عبر السنوات الماضية العديد من التغيرات السريعة فيما يتعلق بالتحول من النقد، الأمر الذي ساعدت في تحقيقه المبادرات الحكومية والتنظيمية، ومبادرات ومشاريع مزودي خدمات الدفع المعززة بالأدوات التقنية والتكنولوجيات المالية، ما أدى لتسريع وتيرة تبني التحول الرقمي في هذا المجال، والذي أسفر بدوره عن نمو المدفوعات الرقمية وازدهار قطاع التجارة الإلكترونية حسب الدراسات والإحصائيات.اضافة اعلان


وفي حديث معه حول هذا التغير واتجاهاته، بيّن الرئيس التنفيذي لشركة "نتورك إنترناشيونال – الأردن"، أمجد الصادق، بأن التحيز الثقافي والمجتمعي للنقد قد انخفض عما كان سابقاً، مشدداً على أن رحلة التحول الرقمي في المملكة بدأت بالفعل، خاصة في ظل التوجه المتواصل نحو الدفع الإلكتروني الذي يعد مكوناً أساسياً للتحول.

 

1) ما هو تقييكم لواقع خدمات المدفوعات والخدمات المالية من حيث تحولها من الطرق التقليدية إلى الرقمية في الأردن اليوم؟

قطعت المملكة شوطاً كبيراً فيما يتعلق بتطوير صناعة الدفع الإلكتروني والوصول للخدمات المالية والمصرفية عبر العديد من القنوات الإلكترونية. وقد شهدت المملكة منذ بداية جائحة كورونا تسارعاً في النشاط غير النقدي، وزيادة في حجم المدفوعات والتعاملات المالية الرقمية في المملكة، إلا أن التطور والنمو لا يزال متواضعاً لحد ما في هذا المجال بالمقارنة مع دول قريبة كالسعودية على سبيل المثال.

وبالرغم من أن المملكة لم تصل للتحول الكامل المنشود، إلا أن السوق الأردنية مؤهلة للتحول لمجتمع غير نقدي، بدءاً من البنية التحتية الآمنة والموثوقة، مروراً بالمدفوعات الإلكترونية التي يواصل التوجه نحوها مساره التصاعدي بما فيها مدفوعات الدولة خاصة في ظل الإثراء المتواصل لخدمات الحكومة الإلكترونية المنطوية على قنوات للدفع الإلكتروني، وصولاً إلى قطاع مصرفي رقمي قوي. كذلك، فإن أبناء المجتمع مستعدون للتحول خاصة في ظل وجود فئة كبيرة من نسيج المجتمع تميل له، سواء من الشباب، وممن هم منفتحون على المعاملات الإلكترونية.

وبفضل توافر هذه العوامل التي تعتبر عوامل تمكين رئيسة، فإنني أؤكد على أن المملكة تمتلك كل المقومات لتحقيق معدل أعلى من المعاملات الإلكترونية، وأعتقد أننا نسير على الطريق الصحيح، خاصة مع جاهزية منظومة الدفع الإلكتروني بقيادة البنك المركزي، لكن يبقى على الجهات المعنية، ونحن من بينها، الاستفادة من هذه المقومات بمواصلة العمل على تشجيع ثقافة الاستخدام الرقمي على مستوى الأفراد والمؤسسات أيضاً، بما فيها البنوك وشركات خدمات المدفوعات وقطاع التجزئة والعديد من القطاعات الاقتصادية التي تنطوي على تعاملات تجارية ومالية، والتي يتواجب تعزيز تحفيز تحولها الرقمي بسرعة ومرونة، بما يضمن تكامل المنظومة المطلوبة.

 

2) بتصوراتكم، ما هي الاستراتيجية والإجراءات الأنسب للوصول لمجتمع خالٍ من النقد على نطاق واسع خلال فترة ليست بالطويلة؟

تتطلب عملية التحول جهداً تعاونياً يجب على الجميع التكاتف ضمنها، وكما ذكرت نحن نعتبر أنفسنا في "نتورك إنترناشيونال – الأردن" جزءاً لا يتجزأ من هذا الجهد.

وباعتبارنا المزود الرائد للخدمات الداعمة للتجارة الرقمية والمعالجة المصرفية الرقمية ليس فقط في المملكة، بل وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وكوننا نتميز بامتلاك الكثير من المقومات اللازمة لتعزيز رحلة التحول المالي الرقمي بالأخص من ناحية الخبرة والموارد التي نتمتع بها، بما فيها الكفاءات البشرية، فإننا نضع على عاتقنا مهمة مواصلة إدخال المنتجات والخدمات ذات الطابع التكنولوجي المالي التي تسهل التحول المالي الرقمي.

ولعل أبرز ما نعتزم القيام به كوننا المزود الإقليمي الرئيس لحلول المدفوعات الرقمية على نطاق واسع مع تواجد كبير لنا عبر سلسلة القيمة للمدفوعات، يتمثل في العمل على إثراء وتعزيز انتشار حلول الدفع المتكاملة، وحلول التجارة والخدمات الإلكترونية، وخدمات البطاقات المبتكرة بما فيها خدمات القبول والإصدار والمصادقة والمعالجة، ووسائل القبول الإلكتروني الذكية والمتكاملة الداعمة لنماذج الأعمال المختلفة، فضلاً عن الخدمات التحليلية والاستشارية.

هذا وتتنوع حلول وخدمات الدفع التي نربط عبرها أطراف النشاط الاقتصادي مع أطراف النشاط الاجتماعي، بين خدمة رمز الاستجابة السريعة للمدفوعات، وخدمة الدفع بالعملات المتعددة عبر الإنترنت، وخدمة تزويد آلات البيع الذاتي بأجهزة نقاط البيع الثابت ذاتي الدفع Unattended POS، وخدمة السحب النقدي باستخدام بطاقات الخصم في محطات نقاط البيع.

وفي ذات السياق، فإن خدماتنا تشمل كل من بوابة إن-جينيس التي تعمل كوسيلة للدفع دون تلامس وتغني عن شــــراء أجهزة باهظة الثمن لقبول المدفوعات باستخدام بطاقات الدفع الإلكتروني التي نعمل على نشرها على نطاق أوسع، وخدمة "تكامل سجلات النقد الإلكترونية ECR"، والتي توفر للشركات والتجار حلاً مثالياً لدمج وربط أجهزة نقاط البيع بصناديق المحاسبة وأنظمة تسجيل المدفوعات النقدية، بالإضافة لنظام الدفع الفوري "كليك CliQ" الذي يتيح للمستخدمين تحويل الأموال بين الحسابات البنكية في جميع البنوك المشاركة في الأردن بشكل فوري ومجاني من خلال التطبيقات على الهواتف الذكية.

أما على صعيد خدماتنا الموجهة لدعم المؤسسات ابتداءً من الشركات الناشئة مروراً بكبرى المؤسسات وتحديداً البنوك والشركات المالية وشركات التكنولوجيا المالية، وصولاً للحكومات، فإننا نعكف على التوسع في تقديم خدمات الاستضافة المدارة لهذا النوع من الأعمال؛ حيث نعد في "نتورك إنترناشيونال – الأردن" معالج طرف ثالث يتولى مهام التعامل مع كافة أنواع وأشكال معالجة البيانات ومعاملات الدفع نيابة عن تلك المؤسسات، إلى جانب تعزيز العمل على تزويد المؤسسات بالخبرات والتوصيات وإحالات الموردين؛ حيث أن عملنا لا يقتصر على المعالجة المصرفية.

وإذ يمتد العمل لاستكمال عملية التحول ليشمل العديد من الأطراف التي توحدت منذ البداية بهدفٍ لتطوير منظومة المدفوعات الرقمية بما يعزز الاشتمال المالي في المملكة، وعلى رأسها الجهات الرسمية والمعنية من سلطات نقدية، فإن ضرورة توسع هذه السلطات أكثر في استخدام التكنولوجيا المالية تفرض نفسها، كإنشاء بنوك رقمية شاملة ومتكاملة لمزاولة أعمالها المصرفية عبر القنوات الرقمية دون الحاجة لفروع قائمة، لقدرتها على إضفاء القيمة الكبيرة لأعمال الشركات والتجارة، والمساهمة في تطوير النظام البيئي المالي الشامل وتعزيز خدماته.

هذا ويمكن التشجيع على إنشاء البنوك الرقمية والتوسع فيها عبر إطلاق المبادرات التي تنطوي على المحددات والضوابط المرنة المحفزة، دون المساس بمتطلبات الإشراف والرقابة المطبقة على البنوك العاملة، لقدرتها على إضفاء القيمة الكبيرة لأعمال الشركات والتجارة، والمساهمة في تطوير النظام البيئي المالي الشامل وتعزيز خدماته.

كذللك، فإنه يمكن للجهات الرسمية المعنية الاستفادة من العديد من التجارب والمقترحات التي تخدم الهدف الرامي لتمكين المستهلك من استخدام وسائل الدفع الإلكتروني في جميع المنافذ وتقليل تداول النقد، ومنها التجربة السعودية على سبيل المثال بإلزام متاجر ومنافذ بيع التجزئة بتوفير هذه الوسائل ضمن مبادرة يمكن تنفيذها على مراحل لتغطية مختلف النشاطات التجارية من قطاع التجزئة بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية، وإطلاق المزيد من البرامج التحفيزية للقطاعات لاستخدام وسائل الدفع الإلكتروني بما في ذلك البرامج المتعلقة بالعمولات وإن كانت نسبتها الحالية مقبولة، بالإضافة للعمل على المزيد من التوعية للمستهلكين (المؤسسات والأفراد) بجدوى التعاملات الرقمية.

 

3)  كانت نتورك إنترناشيونال الأم قد أعلنت عن تحقيقها للربحية في النصف الأول من العام في الأسواق التي تعمل ضمنها بما فيها الأردن، مع خطط لتسريع وتيرة نموها. هل لك أن تحدثنا عن أداء الشركة في الأردن خلال العام 2020 والعام الحالي، ومساهمتها في تنمية حجم الإنفاق والمدفوعات الإلكترونية خلال هذه الفترة؟

في بداية العام 2020 شهدت حركة المدفوعات حركة ضعيفة جراء الإغلاقات، لكن مع الاستجابة السريعة من الشركة للظروف بالتعاون مع الجهات المعنية واستئناف عملها عن بعد بشكل كامل، في ظل تغير السلوك الاستهلاكي طلباً للأمان الصحي، والذي رافقه تغير في السلوك الترويجي والتسويقي ضمن القطاع المؤسسي، زاد قبول أدوات الدفع الإلكتروني من قبل شريحة أوسع من المستهلكين، ما أسفر عن زيادة عمليات الدفع والتبادل المالي الإلكتروني.

ومع عودة الحياة تدريجياً، واصلت حركات الدفع والتبادل المالي الإلكتروني ارتفاعها بشكل ملحوظ، خاصة مع زيادة التسوق عبر الإنترنت والإقبال على نحو أوسع على استخدام البطاقات أو المحافظ الرقمية لإجراء المدفوعات مقارنة بالدفع عند الاستلام.

وقد أسهمت هذه الحركات في رفع مؤشرات أدائنا على الصعيد المحلي، وفي رفد الحجم الإجمالي للمدفوعات التي تستحوذ عليها نتورك إنترناشيونال من عملاء وزبائن التجار والمؤسسات المنضمين لمنصتنا خاصة في قطاع التجزئة، وتحديداً خلال العام الحالي حتى الربع الثالث.

وهنا، أود الإشارة إلى أن هذه النتائج جاءت نتيجة لقدرتنا الكبيرة على التكيف والاستعداد والجاهزية لممارسة كافة جوانب أعمالنا تحت أية ظروف؛ حيث أننا إلى جانب عملنا عن بعد، اتخذنا جملة من الخطوات التحفيزية للمؤسسات والتجار للانخراط في التحول المالي الرقمي، بما في ذلك نشاطاتنا البيعية المحسنة، ونهجنا الكفؤ في تسريع إجراءات انضمام المؤسسات والتجار، فضلاً عن التحسينات التقنية المتواصلة.

وباتباعنا لنفس نهج الشركة الأم في إطار رؤيتها الاستراتيجية المحدثة، فإننا نركز على تسريع وتيرة الأداء بالتركيز على ريادة السوق بتحقيق نمو متواصل وسريع، مع إطلاق المزيد من الخدمات والمنتجات بما يضمن منح شبكة الشركاء المحليين فرصة اعتماد أحدث توجهات المدفوعات الرقمية، وبالتالي دعم ازدهار أعمالهم وتعزيز مساهمتهم في رفد الاقتصاد، وسط توقعات بنمو إيراداتنا على نحو كبير ومتسارع.

وفي ختام الحديث معه، أوضح الصادق بأن شركة "نتورك إنترناشيونال – الأردن" تحظى بمكانة مميزة تؤهلها لمواصلة قيادة النمو في القطاع، بالاستفادة من قدرتها على توظيف خبراتها ومعرفتها السوقية وإمكاناتها ومواردها المحلية، وتلك المكتسبة من الشركة الأم، نتورك إنترناشيونال، بما فيها نموذج الأعمال المتنوع، والمنصة التقنية العابرة للحدود، والحضور الواسع على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، والمعززة جميعها بالالتزام الشديد نحو العمل الجاد.