ورغم حرص كثير من المسلمين على أداء الأضحية في موسمها المبارك، فإن جهل البعض بالشروط والضوابط الشرعية قد يُفقد هذا النسك قيمته التعبدية أو يُنقص من ثوابه، مما يُحتّم أهمية الرجوع إلى الفقه الصحيح والفهم الدقيق. فقد وضعت الشريعة الإسلامية منظومة متكاملة تحكم هذا النسك العظيم، وبيّنتها دار الإفتاء المصرية في دليل وافٍ عبر 13 سؤالًا توضح كل ما يجب على المُضحّين معرفته من أحكام وآداب.
ما هي الأضحية ولماذا شُرعت؟
بحسب ما ورد في دليل دار الإفتاء، فإن الأضحية هي ما يُذبح تقربًا إلى الله تعالى في أيام النحر، بشروط مخصوصة. ولا تُعدّ الأضحية صحيحة إلا إذا توافرت فيها نية التعبّد، والتوقيت الشرعي، والنوع المحدد من الأنعام. أما ما يُذبح لأغراض دنيوية كالإطعام أو التجارة، أو ما يُقدم كعقيقة أو هدي، فلا يدخل في حكم الأضحية الشرعية.
وقد شُرعت الأضحية شكرًا لله على بلوغ العبد أيام ذي الحجة المباركة، وقد دلّ على مشروعيتها الكتاب والسنة والإجماع، قال تعالى:
﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ [الكوثر: 2]،
كما ثبت عن النبي ﷺ أنه ضحى بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمّى وكبّر.
ما حكمها وشروطها؟
اتفقت المذاهب الفقهية الكبرى على أن الأضحية سنة مؤكدة للقادرين، وذهب بعض العلماء، كأبي حنيفة ومالك في أحد قوليه، إلى أنها واجبة.
ومن شروط صحة الأضحية:
أن تكون من الأنعام: الإبل، البقر، الجاموس، أو الغنم (ضأنًا أو ماعزًا).
أن تبلغ السنّ الشرعي:
الضأن: 6 أشهر فأكثر
الماعز: سنة فأكثر
البقر: سنتان
الإبل: خمس سنوات
أن تكون خالية من العيوب الفاحشة.
أن تكون مملوكة للمُضحّي أو مأذونًا له بها.
أن يكون الذابح مسلمًا أو من أهل الكتاب، مع التسمية عند الذبح.
كيف نُضحّي كما ضحّى النبي ﷺ؟
يُستحب أن يذبح المُضحّي أضحيته بيده إن استطاع، اقتداءً بالنبي ﷺ. ويبدأ وقت الذبح بعد صلاة العيد في المدن، أو بعد طلوع فجر يوم النحر في غيرها، ويمتد حتى غروب شمس آخر أيام التشريق (رابع يوم العيد).
من آداب الذبح:
استقبال القبلة.
استخدام سكين حادة.
عدم إظهار السكين للذبيحة.
إضجاع الذبيحة على جنبها الأيسر.
الرفق بها وعدم تعذيبها.
الدعاء عند الذبح: "بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك"، والصلاة على النبي ﷺ.
أما توزيع اللحم، فالسنة أن يُقسم إلى ثلاثة أثلاث:
ثلث للمُضحّي وأهله، وثلث يُهدى، وثلث يُتصدق به.
ما الذي يجب أن ننتبه إليه؟
تنبه دار الإفتاء إلى أن الجهل بأحكام الأضحية لا يُعفي من المسؤولية، وقد يُبطل الأضحية أو يُنقص أجرها، لذلك يُستحب للمسلم أن يعزم على الإتقان، ويتحرى الشروط، ويقدّم القُربة إلى الله تعالى بقلب خاشع وعمل متقن.
ففي هذا النسك العظيم، تتجلى أسمى معاني التوحيد، والتسليم، والطاعة، اقتداءً بإبراهيم عليه السلام، وسيدنا محمد ﷺ خاتم النبيين.
-
أخبار متعلقة
-
من الملاعب إلى القصر.. بيكهام يحصل على لقب فارس ملكي
-
منشأة الجمرات.. أيقونة هندسية تُدهش الحجاج
-
كيف تتخلص من رائحة الرطوبة المزعجة في سيارتك؟
-
أدعية مستحبة ليوم عرفة: أفضل ما يُقال حتى غروب الشمس
-
دول عربية وإسلامية تحتفل بعيد الأضحى يوم السبت
-
نفوق أكثر من 300 رأس ماعز في لبنان - صور
-
ما هي شروط الأضحية في عيد الأضحى؟
-
تعرف على 10 معلومات عن جبل "عرفات"