أحلامي وأحلامها وأحلامهم

مهند هشام الغرايبة

سن الله عز وجل الزواج وجعله شريعة ومنهجا للحياة ولا تستمر الحياة إلا به وإلا ستتعطل عجلة الحياة وتتوقف وكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة حثّت على الزواج

قال تعالى { {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً } سورة النحل 72

وقال صلى الله عليه وسلم' يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ' رواه البخاري
لو عدنا بذاكرتنا إلى الوراء قبل ثلاثين أو أربعين سنة أو ربما قبل عشرين سنة وسألنا شاباً عن حلم حياته بالزواج ولو أعطيناه ورقة وقلنا له أكتب مواصفاتِ فتاةِ أحلامك يا ترى ما الذي كان سيكتبه
كان سيكتب ' أريدها جميلة , خلوقة , لها قدرة على تربية الأطفال , صبورة تصبر على حلو الحياة ومُرها , وربما متعلمة لكي تعلم الأبناء , محتشمة لا متبرجة , ذات سيرةٍ حسنة , تستطيع أن تعد الطعام , تقبل الحوار , وتحترم أمه وأباه

ولو أعطينا فتاة قلماً وورقة مثل الشاب وفي ذاكَ الزمان يا ترى ما الذي كانت ستكتبه
كانت ستكتب ' أريده رجلا , أريده عاملاً , لديه القدرة على إسعادي , وربما معه من النقود ما يكفيني لأعيش حياة كريمة , أريده ممن عرف بالأخلاق وحسن المعاملة , أريده ذكيا , مثقفا , قادرا على تحمل المسؤولية .
نعم هكذا كانت الفتاة وهكذا كان الشاب وهذه هي أحلامهم .. لكن لو سافرنا الآن من الماضي إلى الحاضر إلى القرن الحادي والعشرين وأعدنا التجربة السابقة مع كلٍ من الشاب والفتاة هل سنجد تغييرا هل سنجد اختلافا هل ستتغير نظرة كل منهما إلى الآخر ؟ لنرى إجابة شاب وإجابة فتاة
الشاب ' أريدها متعلمة , مثقفة , عاملة , لديها من الحنان ما يكفيني لأسعد , لا اشترط أن تجيد الطبخ , أريدها جميلة , طويلة , ذات عيون جميلة , ذات قوام رشيق , ذات شعر سحري لامع , أريدها منفتحة على العالم , خلوقة , تهتم بنفسها , لها القدرة أن تواكب الموضة , لديها شهادة جامعية بمستوى شهادتي , أصغر مني سنا أو بسني , عائلتها , بلدها وأصلها ومولدها , '
الفتاة ' أريده شابا وسيما , ذو قوام جذاب , -طويل مفتول العضلات وعيونه حلوين وبعرف يسرح شعراته - , ذو بشرة سمراء اللون , متعلم , منفتح على العالم , ينادي بأن للمرأة حق في مشاركته العمل , لديه أموال ولديه سيارة وشقة , يسعدني وأسعده , ذو سمعة طيبة حسنة , يجيد الاهتمام بمظهره , يحميني , ينفذ طلباتي , '

ربما نلاحظ الاختلاف بين أحلامه وأحلامها وأحلامهم , تغيرت الطلبات وتغيرت الأحلام تغيرت الطلبات , كان في قديم الزمان يزوج ابنته للرجل الصالح التقي أما الآن للرجل الأغنى بغض النظر عن ماهيته
كان في قديم الزمان يزوج ابنته بمهر يقدر عليه الشاب ليستر ابنته لكن الآن ؟؟ أصبح الشاب شيك مفتوح وأصبحت الفتاة مزاد علني من يدفع أكثر يفز بصاحبة الجمال والجاه .... لربما هكذا تطلب مننا عصرنا ان نتغير ربما يكون التغير الذي حصل صحيحا ولا بد منه وربما يكون خاطئا يجب التخلص منه هكذا اختلفت وجهات النظر ..

مهند هشام الغرايبة

[email protected]