السبت 2024-12-14 04:32 ص
 

أسـرار اغتيـال بن لادن

09:35 ص

الوكيل - علي مدار ما يزيد عن عقد كامل‏,‏ ظل بن لادن هو العدو الأكثر كرها من الشعب الأمريكي‏,‏ الرجل الذي يحلم كل أمريكي‏,‏ آيا كان شأنه‏,‏ الاقتصاص منه‏,‏ لذا فانه حتي بعد مرور عام علي مقتله.
تظل أي لمحة جديدة عنه, أو تفصيلة صغيرة قد أهملت في احدي زوايا قصة الرجل التي غير للأبد منحي التاريخ, تثير نفس القدر من اهتمام الأمريكيين الذين لم ينسوا أبدا ما جري, خاصة مع استرجاع ذكري هجمات الحادي عشر من سبتمبر, وهكذا فقد صعد كتابيوم صعب بسرعة البرق, ليصبح اعلي الكتب مبيعا في الولايات المتحدة, بمجرد الإشارة إلي محتواه.

اضافة اعلان


الكتاب الذي نشره احد أفراد القوات البحرية الخاصة, تحت اسم مستعار, هو مارك أوين بالمشاركة مع زميله كيفين مورار, أثار حفيظة وزارة الدفاع الأمريكية, التي لم تخضعه للتدقيق قبل النشر لضمان عدم نشر أسرار قد تضر الأمن القومي الأمريكي, خاصة وان لدي البنتاجون لائحتان علي الأقل تتطلبان مراجعة الوزارة لما يكتبه جنودها المتقاعدين قبل نشره, لذا فقد هددت وزارة الدفاع بمقاضاته بتهمة انتهاك اللوائح.
الجندي المتقاعد, صاحب الاسم المستعار الذي تم الكشف فيما بعد عن اسمه الحقيقي, وهو مات بيزونيت, قدم رؤية جريئة ومثيرة للدهشة أحيانا, حول العملية السرية التي تم خلالها قتل بن لادن, إضافة إلي تفاصيل تدريب وتهيئة الجنود الذين ينتمون للوحدة الخاصة التي نفذت العمليةSEALS6.
أوين-36 عاما, قدم معلومات جديدة حول الهجوم علي المجمع السكني الذي كان يقيم فيه بن لادن في أبت آباد بباكستان, بدت مختلفة عن تلك التي تناولتها التقارير الصحفية من قبل, والتي وصفها في كتابه, بأنها جعلت العملية تبدو مثل فيلم اكشن رديء ومثير للضحك.
الواقع أن هناك القليل في الكتاب يتناول تفاصيل صنع قرار شن الهجوم, الذي أودي بحياة بن لادن في نهاية المطاف, أو عن سر توقيت تنفيذها, وان كان المؤلف في احد فصول الكتاب يشير إلي انه رغم تقديره لإعطاء اوباما الضوء الأخضر بتنفيذ العملية التي طال انتظارها, إلا انه يري, أن الرئيس كان يخطط بعناية لتوقيت استغلالها في جولة إعادة انتخابه, يكتب:كنا نعرف الصفقة, وكنا أدوات في صندوق معدات الرئيس, وهو أيضا من جهة أخري يروي أن قائدة فريق الاستخبارات الذي رافق العملية, واسمها المستعار جين والتي كان قد تم تجنيدها لتحديد موقع بن لادن لمدة خمس سنوات, كانت أكدت له أنها كانت واثقة من مكانه100% منذ سنوات, مما يزيد من الفضول لمعرفة جواب السؤال الذي لم يتم حتي الآن الإجابة عنه بشكل قاطع, هل كان بإمكان الولايات المتحدة القضاء علي بن لادن من قبل ولكنها فضلت الانتظار لتحقيق مصالح أخري؟ وعلي أية حال يوم صعب لا يقدم إجابات في هذا الاتجاه, لكنه بالتأكيد يسرد تفاصيل أخري تنشر للمرة الأولي.
علي سبيل المثال يؤكد الكتاب, أن عملية اغتيال بن لادن لم تستمر لمدة أربعين دقيقة كما نشر في التقارير الإخبارية, وانه لم تكن هناك مقاومة من قبله, ولكن العملية برمتها لم تتجاوز15 دقيقة, وهكذا فان الرواية الجديدة تنفي تلك الرؤية الدرامية التي روجت من قبل, بأنه كان أمام الرجل فرصة للنظر في أعين قاتليه, وانه راوغ وكان مسلحا, أو انه قتل في غرفة نومه.
وفقا لرواية مؤلف الكتاب المختلفة, فقد تم اقتحام المبني الذي كان يسكنه بن لادن وعائلته خلسة في مدينة أبت آباد الباكستانية, وكان خاليا, وخلال الدخول شاهد احد الجنود ابن بن لادن خالد ولم يكن قد لاحظهم, وكانوا يعرفون اسمه, فما كان من احدهم إلا أن همس باسمه, وعندما التفت الشاب تم إطلاق النار عليه, وصعد الفريق إلي الدور الثالث, حيث شاهد قناص العملية رجلا, عرف انه الهدف جيرونيمو الاسم السري لبن لادن في العملية, كان ينظر من غرفة في هذا الدور, وسرعان ما أطلق طلقة علي رأسه, وتحرك الرجل ببطء إلي داخل الغرفة المظلمة, ووراءه أعضاء فريق القوات الخاصة, حيث وجدوا بداخلها رجل ملقي علي الأرض يلقي أنفاسه الأخيرة, كان جسده ينتفض وقد جلست حوله نساء ينتحبن, وحوله تناثر الدم وأجزاء من المخ, عندها أطلقوا نحو صدره عدة طلقات بأسلحة الليزر حتي أصبح بلا حراك, ويروي مؤلف الكتاب كيف اخرج كتيب الصور الذي بحوزته للتأكد من انه زعيم القاعدة المطلوب, والتقط له صوره واضحة تظهر ما تبقي من وجهه, وفحصت الغرفة, التي كانت مرتبة بعناية, ووجدوا سلاحين بلا ذخيرة, ويعلق أوين, أن الرجل الذي طلب لعقود من أتباعه ارتداء السترات الناسفة, أو قيادة الطائرات لتفجير المباني, لم يكن حتي مستعدا للدفاع عن نفسه.
يشير المؤلف بوضوح إلا أن التعليمات التي كان الفريق قد تلقاها, في مركز القيادة في البنتاجون, كانت قد أشارت إلي ضرورة تنفيذ المهمة دون أن تكون اغتيالا, وعندما سئل أعضاء الفريق عن هذا, قيل لهم,: لن أقول لكم كيف تقوموا بعملكم, ما نقوله انه إذا كان لا يشكل تهديدااعزل, سوف تقوموا باعتقاله.
يروي أيضا المؤلف, كيف تعامل مع الجثة الثقيلة وهو ينقلها إلي الطائرة, ثم تم نقلها إلي سطح السفينة فينسون كارل حيث تم إلقاءها قبالة سواحل باكستان.
علي أية حال يظل هناك الكثير من الغموض الذي ما زال يحيط بعملية اغتيال بن لادن, والأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها, لكنها بالتأكيد قصة مرشحة لان تكون مصدر ثراء الكثير ممن سيصدرون كتبا جديدة حول العملية, كلما جاء موسم ذكري9/11, ليقدم كل منهم جزء صغيرا من الحقيقة, أو رؤية مختلفة لها, تغري شعبا, مازال حتي الآن يتحرق لمعرفة حقيقة اغتيال رئيسهم جون كيندي.

الأهرام المصرية


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة