السبت 2024-12-14 05:51 ص
 

أين تقع غواتيمالا؟!

08:23 ص

غير مستغرب أنْ تستنجد إسرائيل بدولة غواتيمالا لنقل سفارتها إلى القدس المحتلة فهذه الدولة التي تختبئ في مكان قصيٍّ في أميركا الوسطى هي إحدى تسع دولٍ أعطت صوتها في آخر تصويت للجمعية العمومية للأمم المتحدة لدولة الإحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة ومعها توغو وبالاو وهندوراس وجزر مارشال وميكرونيزيااضافة اعلان

وناورو.. وحقيقة أن الطيور على أشكالها تقع !!.

والمعروف أن 128 دولة قد صوتت عملياًّ لمصلحة فلسطين من بينها أربع دول من الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي هي فرنسا وبريطانيا وروسيا الإتحادية والصين ومن بينها الإتحاد الأوروبي ودول عدم الإنحياز وتجمع دول أميركا اللاتينية «سيلاك» وذلك في حين أن خمسا وثلاثين دولة قد إمتنعت عن التصويت والممتنع في هذه الحالة يعتبر كأنه قد صوت إيجابيا وهذا مؤكد والكل يعرفه.

لا نقول إطلاقاً أن غواتيمالا هذه ليست مهمة ولكننا نقول أنها من نمط الدول الثمانية الأخرى «المعترضة» التي هي الولايات المتحدة وإسرائيل ومعهما توغو وبالاو وهندوراس وجزر مارشال وناورو وميكرونيزيا المتحدة فهي أي غواتيمالا تختبئ تحت إبط المكسيك ومحاطة بدول بعضها أهم منها كثيراً وهنا فلعل ما يجب أن يقال أنها كانت مستعمرة إسبانية وأنها من أفقر عشر دول في أميركا اللاتينية وأن فيها جالية عربية وإسلامية صغيرة والواضح أن فيها أقلية يهودية فاعلة ومتنفذه من المؤكد أنها هي التي دفعتها إلى حضن بنيامين نتنياهو والدولة الإسرائيلية.

وحقيقة أنه ما كان يجب ترك هذه الدول التسع الواقعة في أميركا الوسطى للإختطاف الإسرائيلي طالما أن العرب والمسلمين قادرون على الوصول إليها وطالما أن المؤكد أن في هذه الدول المحاذية للمحيط الهادي جاليات فلسطينية ربما تكون صغيرة لكن من المفترض أنها نشطة وعلى إتصالٍ مع الفلسطينيين الذين حققوا حضوراً فاعلاً وبخاصة في أميركا اللاتينية على الصعيد السياسي والإقتصادي وفي كافة المجالات.

إننا لا نقول أنه غير مهم أن تكون هذه الدول التسع مع إسرائيل وحيث ربما تفعل الثماني المتبقية ما فعلته غواتيمالا ولكننا نقول أنه عندما تكون مع القضية الفلسطينية «128 «دولة من بينها أربع دول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وعندما تصوت «35 «دولة بالإمتناع فإن هذا يعني أن هناك تحولاً دولياًّ في المواقف تجاه الصراع العربي – الإسرائيلي وأن العالم كله بات يقف عملياً إلى جانب الحق الفلسطيني وأن الدولة الإسرائيلية أصبحت كياناً منبوذاً لم تعد تحتمله حتى الدول التي ساهمت في إنشائه مثل بريطانيا بالدرجة الأولى وفرنسا بالدرجة الثانية.

لكن المفترض ألاّ نصاب بنشوة من أنجز إنجازاً لكنه لم يصدق أنه أنجزه ونكتفي من الغنيمة بالإياب فالمطلوب هو الإستمرار والمواصلة وهو أن الزمن «غدار» وأن العلاقات بين الدول مصالح وأن بعض هذه الدول التي وقفت إلى جانبنا في هذه المعركة التي بالإمكان وصفها بأنها مصيرية ربما ترتد على مواقفها تحت الحاح مستجدات قادمة مما يعني إنه على الدول العربية الفاعلة والمقتدرة أن تصب إهتمامها على هذه المسألة الرئيسية وأن تتخلى عن الكثير من الإنشغالات الجانبية غير الضرورية.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة