إضراب معلمين في أميركا

شهدت مدينة شيكاغو ، ثالث أكبر المدن الأميركية ، إضراباً للمعلمين يبلغ عددهم 26 ألف معلم تاركين 400 ألف طالب وطالبة في منازلهم أو في الشوارع.اضافة اعلان

سببان للإضراب ، الأول ان السلطة بهدف تحفيز المعلمين ومكافأة المتميزين منهم قررت أن يكون تقييم أداء المعلمين في كل مدرسة حسب مستوى طلبتهم في امتحان عام والثاني أن السلطة قررت تمديد اليوم الدراسي من خمس ساعات و45 دقيقة حالياً ليصبح سبع ساعات يومياً وذلك لمنفعة الطلاب.
السبب الأول رفضه المعلمون بحجة أن مستوى الطلبة لا يتوقف على أداء المعلم فقط ، فهناك الفقر والإهمال والظروف الاجتماعية والصحية وغيرها من العوامل.
السبب الثاني رفضه المعلمون إلا إذا رفعت رواتبهم بنسبة 29% ، أي بنسبة تفوق زيادة ساعات العمل اليومي ، في حين أن السلطة عرضت عليهم زيادة بمعدل 16% موزعة على أربع سنوات قادمة بالنظر لصعوبة الوضع المالي للمدينة.
لم تقف قضية معلمي شيكاغو عند هذه المدينة ، بل أصبحت قضية عامة تناقشها الصحف وينقسم بشأنها أصحاب الرأي والمختصون في مجال التربية والتعليم.
النظام المقترح للتقييم لا يخلو من العيوب ، تمامأً مثل امتحان التوجيهي في الأردن الذي يعتمد عليه كلياً في تقييم كفاءة الطلبة وتحديد مستقبلهم في دخول الكليات التي يرغبون فيها.
المعلقون هناك وهنا أوضحوا عيوب هذا الأسلوب في التقييم ، ولكن المشكلة أن أي أسلوب آخر سيكون أسوأ ، فالتقييم ضروري ولا مجال للمساواة في هذه الحالة ، ولكن التربويين لم يهتدوا بعد لأسلوب أفضل في التقييم,
الرأي العام الأميركي انقسم ، فأغلب الديمقراطيين ، وهم الأقرب إلى اليسار أيدوا السلطة في ضرورة إيجاد أسلوب تقييم يؤدي إلى تحفيز المعلمين على الإجادة ، في حين أن الجمهوريين وهم الأقرب إلى اليمين رفضوا هذا الأسلوب لأنهم في العادة من الأغنياء ولديهم وسائل الوصول بعيدأً عن أي منافسة عادلة.
ماذا لو طبق هذا الأسلوب في الأردن بحيث تتقرر علاوات المعلمين حسب أداء طلبتهم في الامتحانات العامة. وماذا سيكون مصير معلمي المدارس الذين لم ينجح من طلبتهم أحد ، ومع ذلك فإنهم في مقدمة من يضرب عن العمل ويطالب بالمزيد من العلاوات!. في كل الحالات الضحايا هم الطلبة.