مفاوضات واشنطن التي ستبدأ الأسبوع المقبل بين الفلسطينيين والإسرائيليين لم تضع القانون الدولي وقرارات مجلس الامن مرجعية لها ( قراري 242 و338 و194 و قرار التقسيم ) وهو ما يترك الباب مفتوحاً امام حكومة نتنياهو لفرض مرجعياتها الخاصة ، التي بدأنا نسمعها منذ عدة سنوات ، وهي استخدام التاريخ لإثبات ( شرعية ) تهويد القدس والزعم بان هذه المدينة لم تكن عاصمة لأي شعب لكنها عاصمة اسرائيل منذ الاف السنين وهو زعم يؤسس لمزاعم أخرى بان فلسطين كانت دائماً وطن ( الشعب اليهودي ) .
امام هذا المنطق المتخلف المستند الى الأكاذيب المدعومة بالقوة الإسرائيلية الأمريكية اقترح على المفاوض الفلسطيني ان يأخذ معه الى مائدة التفاوض مؤرخين محايدين ومعهم خرائط العالم القديم ومكتشفات الآثار في فلسطين من زمن الكنعانيين واليبوسيين والادوميين والفنيقيين والفلسطينيين لمقارعة المزاعم الصهيونية عن القدس وغير القدس من مدن فلسطين .
لقد داخ قادة اسرائيل منذ إنشاء كيانهم وهم يبحثون عن أي موقع اثري يربطهم بفلسطين وكان معروفاً عن الجنرال دايان اهتمامه بالتنقيب الأثري لكنه مات وهو لم يعثر الا على ما يثبت هوية فلسطين الكنعانية والعربية ، أما المسجد الأقصى ومنذ احتلاله في عام 67 لم تتوقف عمليات الحفر تحت أرضيته وساحاته ، بحثاً عن مزاعم وجود هيكل سليمان فلم يجدوا الا مسجداً امويا .
لقد كان لليهود حارة في القدس كما كان للارمن والمغاربة ، حارة لهم مثلها في القاهرة ودمشق وتونس وبودابست وكييف ووارسو وغيرها من مدن العالم لان اليهود لم يكونوا يوما شعباً وإنما ديانة لها اتباعها في كل أنحاء العالم وآخر شهادة في ذلك ما نشر هذا الأسبوع عن مؤرخ اسرائيلي ( بان اليهود ديانة وليسوا شعبا ) وهذا ما قاله المؤرخ البريطاني توينبي والمؤرخ اليهودي آرثر كوستلر وغيرهم الذين اجمعوا ان اغلب يهود العالم انحدروا من اقوام من الخزر على البحر الاسود لا تربطها أي رابط قومي بأرض فلسطين ، أما مملكتي اليهود في ( يهودا والسامرة ) فهما الأقل عمرا واتساعا في تاريخ حكم فلسطين ولم تصل أراضيهما أبدا الى الساحل الفلسطيني من أشدود الى عكا .
يخشى ان يكون الهدف الإسرائيلي من المفاوضات المقبلة هو فرض مفاهيم مغلوطة على مرجعية المفاوضات تقود بالمحصلة الى انتزاع الاعتراف من المفاوض الفلسطيني بان اسرائيل دولة لليهود وبان القدس عاصمتهم من الابد والى الابد ، هذا الخوف مشروع منذ ان تبرع اوباما ، عراب المفاوضات ، بمنحهم شهادة زور أخرى أثناء زيارته الأخيرة الى اسرائيل عندما خاطب مستقبليه بان فلسطين وطن الشعب اليهودي منذ الاف السنيين وانهم أبناء إبراهيم وسارة الذين زرعوا الارض !.
اذا كان يهود روسيا ( بما فيهم المليون مهاجر الذين جاؤا الى اسرائيل بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ) ويهود بولندا وفرنسا وأمريكا ، خاصة نيويورك ( منبع المستوطنيين الجدد ) هم أحفاد إبراهيم وسارة فان شكسبير هو الشيخ زبير وان اصل العرب من اسكندنافيا !.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو