إللي عدّاه العيب

هناك نوعيّة من الأشخاص يمنّون عليك بعدم ارتكاب العيب ....فلو دُعي إلى حفلة وكأنّ الأخ لا يستطيع الحضور لأسباب وقتيّة ليس إلاّ ....يمُنُّ عليك بأنّه فكّر في الموضوع ووصل إلى نتيجة مفادها أن السهر مضر بالصحة.... طبعاً بغض النظر عن الاستنتاج العظيم والمدهش ...فلنتوقف عند المطالبة الضمنية بضرورة احترامِك له .... حتى لو لبّى دعوات أخرى بعد ذلك ...فهذه المرّة اللي فوّتها إلنا تكفي لوضع هالة القداسة على حضرة المنّان الأعوج ....اضافة اعلان

ولو ارتبكت وزارة ما مرة ...فلم تستطع أن تقيم احتفالاً غير ضروري على الإطلاق ... لأسباب خارجة عن إرادتها .... فَسَتَمُنُّ علينا بأنها تتَّبع سياسة التقشّف وعلينا أن نحترمها ونزيد في ذلك .... حتى لو أقامت خمسين احتفالاً بعدها ما إلهن داعي ....!!
حكاية المنّ بترك العيب لأنه قُصُر ذيل ليس إلاّ ....حكاية تافهة ... لأن المُمَارس بعدها يدلِّل على أن العيب الذي عدّى لم يكن مقصوداً ... بَلْ عدّى لأن صاحب العيب عندما ميَّل عليه العيب لم يجده ....ولم يغضب العيبُ كثيراً ....لأنّ هناك عيوباً كثيرة لا حصر لها ....ستأتي وتطرق بابه ويفتح لها .....ويَسْهر معها على طاولة وحْدة تلك الليلة.. وبالعكس ....سيكون صاحبنا في حيرة من أمره أي العيوب يختار ...فيقرّر أن يقبلها جميعاً ...لأنه صاحب نخوة ولا يردّ أحداً يطرق بابه ....!!
يا اخوان.. الذي يندم منكم على أي عيب عدّى عنه فليُغْمِض عينيه ويفتحهما .... فالعيوب جاهزة للركوب