عندما يصبح ( الفشل ) من سمات حياتنا اليومية علينا ان نقف قليلا لمراجعة الذات .
المجتمع هو من يصنع ( القادة ) و( الزعماء ) ، وهو نفسه من يصنع ( الجبناء ) و ( الضعفاء ) وحين تريد ان تقرأ الامم فهي تقرأ من امثالها ..
لدينا على سبيل المثال الالاف من الامثال الشعبية التي تزرع فينا العزيمة والشجاعة والمواجهة لكننا تركناها جميعها واصبحنا نستذكر منها عند مواجهة الفاسدين : ( عمر الكف ما ناطح مخرز ) ، وهذا الفاسد مثل ( صابونة الميت امنين ما قضبتها بتمزط ) وعندما يأتي الحديث عن ضرورة الاسراع في محاكمتهم يقولون لك :( أبطي ولا تخطي ) ..
هذه هي لغة الاستسلام للامر الواقع ، وهذه هي لغة الجبناء والضعفاء ، وهذه هي لغة زيادة العجز والمديونية .. تلك الامثال قيلت سابقا في حوادث فردية ولم تقل في كوارث وطنية .. اجدادنا قالوا بصريح العبارة : ( من وّفر هواته ما ضرب ) .. وانتم اعتبرتم توفير ( الهوا ) من توفير النفقات لذلك لن تفلحوا ابدا في محاسبتهم .
في بلدنا اصبح ( الكذب ) منتشرا من اعلى المستويات الى ادنى المستويات ..هناك مثل الماني يقول : الاصل الطيب .. لا يكذب ابدا .. وهناك مثل صيني يقول : أكثر الناس كذبا .. أكثرهم حديثا عن نفسه .. وهناك مثل سلوفاكي يقول : لغة الصادق سهلة دائما .. وهناك مثل اسباني يقول : للصدق لون واحد وللكذب الوان عديدة ..
نحن الدولة الوحيدة في هذا العالم التي في موروثها الشعبي مثل يدعو الى الكذب ويقول : الكذب ملح الرجال ..
( ملح الرجال ) في بلدنا زاد عن الحد بحيث تنام وتصحو وإذ بالمديونية قد زادت مليارا .. وتنام وتصحو واذ بالاصلاح قد استكمل بالتمام والكمال قبل حتى ان تعود الجماهير المطالبة به الى منازلها .. اما بخصوص ( الانتخابات ) فتح عين .. غمض عين .. ما بتشوف المجلس الا قد اصبح ( منعقدا ) و ( منحلا ) !
كل هذا ما كان ليحدث لولا ان بعنا ( الفوسفات ) و( البوتاس ) واصبحنا نستثمر في ( ملح الرجال ) كونه المورد الوطني الوحيد المتوفر حاليا !
حين تخلع الحكومات ثوب المسؤولية الوطنية وتظهر امام الجميع بمظهر ( البكيني ) وهي وتقول : لامفر من تحرير اسعار المشتقات النفطية .. لامفر من رفع اسعار الغاز .. لا مفر من رفع اسعار الكهرباء .. لا مفر من انقراض المواطن الاردني ..
ولأنه ( لا مفر ) ايضا من ( الجوع ) فسأذكر لكم بعضا من الامثال التي قيلت من شعوب افزعها هذا ( الشبح ) ففي المانيا يقول المثل : انتظر .. اصعب كلمة تقولها لجائع .. وفي ايطاليا يقول المثل : القفص الذهبي لا يطعم العصفور .. وفي روسيا يقول المثل : الجوع يتحدث بأفصح لغة .. وفي بولندا يقول المثل : من اطفأ شمعة غيره بقي في الظلام مثله .. وفي فرنسا يقول المثل : من يأكل لحم الفقير يختنق بعظامه ..
طبعا انتم كالعادة اقوى من فرنسا ، والمانيا ، وروسيا ، وايطاليا حتى في مواجهة ( الجوع ) .
لذلك لن اقول لكم : مش كل مرة بتسلم ( الجرة ) .. لانكم سلمتم في المرة الماضية من تبعات الجرة ولم يعد ينفع معكم مثل هذا المثل ..
سأقول لكم فقط : اذا شفتوا الحافي قولوا يا كافي .. يا كافي .. يا كافي .. اذا شفتوه ؟! .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو