السبت 2024-12-14 03:47 ص
 

الأمم المتحدة تحذر من مجاعة في مدن سورية

12:25 م

أعلن وزير الدفاع التركي أمس ان فصائل سورية معارضة تدعمها انقرة تقوم ب»تطهير» مدينة الباب، معقل تنظيم داعش في شمال سوريا. وقال فكري ايشيك كما نقلت عنه وكالة انباء الاناضول الحكومية «تبذل جهود كبيرة لتطهير وسط المدينة من عناصر داعش»، مضيفا ان «الجيش السوري الحر يقوم بذلك مع قواتنا المسلحة».اضافة اعلان


والباب هي اخر معقل لداعش في محافظة حلب وتتعرض منذ اشهر لهجوم مشترك تشنه القوات التركية وفصائل سورية معارضة.

وقتل 24 مدنيا على الأقل بينهم 11 طفلاً خلال الساعات الـ24 الاخيرة، في قصف قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات التركية نفذته على مدينة الباب السورية.

وكرر وزير الدفاع التركي الخميس ان لانقرة اهدافا اخرى بعد استعادة الباب في مقدمها مدينتا منبج والرقة، «عاصمة» داعش في سوريا. واوضح ايشيك ان رئيس اركان الجيوش الاميركية جو دانفورد سيلتقي اليوم الجمعة نظيره التركي خلوصي اكار في تركيا لبحث احتمال شن عملية عسكرية لاستعادة الرقة. وتسعى تركيا الى اقناع الولايات المتحدة بعدم التعويل على المقاتلين الاكراد مبدية استعدادها للمساهمة في عملية برية.

من جانبه، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أمس أن استعادة الرقة ليست على رأس أولويات الجيش السوري وأن الهدف هو استعادة «كل شبر» من الأراضي السورية. وقال الرئيس السوري في مقابلة أجرتها معه بالانكليزية وسائل إعلام فرنسية ان «الرقة هي رمز»، مشيرا إلى أن الاعتداءات في فرنسا «لم يتم الاعداد لها بالضرورة» في معقل داعش في سوريا. وأضاف في المقابلة التي أجرتها معه في دمشق إذاعة «اوروبا 1» والقناة الفرنسية الأولى وقناة «ال سي إي»، «تجدون داعش بالقرب من دمشق، تجدونهم في كل مكان». وتابع «كل مكان في سوريا له الأولوية اعتماداً على تطور المعركة».

وقال الأسد «إنهم في تدمر الآن وفي الجزء الشرقي من سوريا»، مضيفا «كلها متساوية بالنسبة لنا، الرقة وتدمر وإدلب، كلها متساوية». وقال الأسد إن «من واجب أي حكومة» أن تستعيد السيطرة «على كل شبر» من أراضيها. ونفى الأسد بشكل قاطع في المقابلة أن يكون نظامه يمارس التعذيب، مؤكداً رفضه للاتهامات الصادرة أخيرا عن منظمة العفو الدولية بشأن عمليات إعدام وفظائع ارتكبت في سجن صيدنايا قرب دمشق. وقال الأسد إن «التقرير الصبياني» الذي أصدرته منظمة العفو لا يتضمن «ولا حقيقة واحدة (أو) دليلا» لدعم مزاعمها بأن نحو 13 الف شخص شنقوا في سجن صيدنايا بين 2011 و2015. واضاف الأسد «قالوا إنهم قابلوا عددا من الشهود من المعارضة ومنشقين. إنه متحيز إذن». وبشأن التعذيب، قال «نحن لا نفعل ذلك، هذه ليست سياستنا (...) التعذيب من أجل ماذا؟ من أجل السادية؟ للحصول على معلومات؟ لدينا كل المعلومات.»

وقال الرئيس السوري «لو ارتكبنا مثل هذه الفظاعات ستصب في مصلحة الإرهابيين، سيكسبون. الأمر يتعلق بأن نكسب حب الشعب السوري، لو ارتكبنا مثل هذه الفظاعات لما حظينا بتأييد (شعبي على مدى) ست سنوات» من الحرب. وفي ما يتعلق بالمفاوضات الدولية لإنهاء النزاع الذي أودى بحياة أكثر من 300 ألف شخص، قال الأسد إن الدول الغربية «أضاعت فرصتها في إنجاز أي شئ في جنيف مرتين».

وقال إنه في حين ترعى روسيا وإيران وتركيا مفاوضات في استانا، أصبح موقف الغرب «سلبياً». وانتقد التحالف الدولي بقيادة واشنطن لتوفيره الدعم «لتلك المجموعات التي تمثل الإرهابيين ضد الحكومة»، معتبرا ان الغربيين «لم يرغبوا في تحقيق السلام في سوريا».

في سياق، نشرت منظمة أطباء بلا حدود الأربعاء معلومات جديدة اتهمت بموجبها الجيشين الروسي والسوري بقصف مستشفيين في شمال شرق سوريا في شباط 2016، بينهما مرفق كانت تدعمه. وكشفت تسجيلات فيديو منشورة على مواقع التواصل «وقوع هجمات ممنهجة على مستشفيات نفذها الجيشان الروسي والسوري» بحسب متحدث باسم مركز فورنسيك اركيتكتشر البريطاني للابحاث الذي كلفته المنظمة تحليلها «بأدق التفاصيل».

إلى ذلك، اعرب مسؤول في الامم المتحدة أمس عن الامل بايصال مساعدات الى العديد من المناطق المحاصرة في سوريا ك»بادرة حسن نية» قبل استئناف مفاوضات السلام في جنيف في 23 شباط. وقال يان ايغلاند رئيس مجموعة العمل الاممية حول المساعدة الانسانية في سوريا «لدينا قوافل جاهزة للمغادرة الى حي الوعر اعتبارا من الغد والى مناطق اخرى محاصرة او يصعب الوصول اليها في الايام المقبلة». واضاف في مؤتمر صحافي «ستكون هذه الخطوة بالغة الاهمية كبادرة حسن نية في وقت ستبدأ المفاوضات السياسية (قريبا) في جنيف».

وحي الوعر غرب مدينة حمص لا يزال في ايدي الفصائل المعارضة في حين تسيطر قوات الدولة السورية على باقي المدينة. وحذر ايغلاند من خطر المجاعة الذي يهدد سكان بلدات الزبداني ومضايا والفوعة وكفريا اذا لم يسمح لقوافل المساعدات بالوصول اليها. واضاف «اذا لم نتمكن من الوصول الى هذه البلدات الاربع فسنشهد في وقت وشيك جدا المشهد نفسه الذي شهدناه قبل عام: اناس يموتون جوعا». وتحاصر قوات الجيش الزبداني ومضايا في ريف دمشق في حين يحاصر جهاديون بلدتي الفوعا وكفريا الشيعيتين في محافظة ادلب (شمال غرب). وكشف ايغلاند ان «خمسة اشخاص توفوا في الايام الاخيرة في مضايا وكفريا (...) لانه لم يتم اجلاؤهم في الوقت المناسب». واضاف «لا يزال هناك ثمانون حالة ينبغي اجلاؤها سريعا. انها مسالة حياة او موت لعدد كبير من الناس».

أخيرا، نقلت الوكالات الروسية عن مصادر في الوفود المشاركة بمفاوضات آستانا حول التسوية بسوريا، عن حزمة مسودات وثائق من المقرر إصدارها رسميا في ختام الاجتماعات. وقال مصدر في أحد الوفود إن من بين المسودات المقترحة للنقاش خطة مفصلة لتطبيق الهدنة في سوريا، إذ تذكر هذه الوثيقة الخطوات التي يجب اتخاذها من قبل الحكومة السورية والمعارضة لتثبيت الهدنة.

وتابع أن هناك وثيقة أخرى تتعلق بإنشاء مجموعة عمل مشتركة للرقابة على وقف إطلاق النار بمشاركة روسيا وتركيا وإيران.

وأوضح متحدث باسم الخارجية الكازاخستانية أن من بين المسودات المقترحة نظام تشكيل مجموعة العمل المشتركة للرقابة على وقف إطلاق النار في سوريا، ومسودة البيان الختامي. وأضاف أن الأطراف المشاركة ستبحث أيضا موضوع انضمام بلدات معينة لنظام الهدنة.

وقال الوزير المفوض في السفارة الروسية بكازاخستان ألكسندر موسيينكو إن الدول الضامنة ستوقع على الوثيقة النهائية الصادرة عن اجتماعات أستانا، وفي حال وقعت الحكومة السورية والمعارضة على الوثيقة أيضا سيكون هذا الأمر «مثاليا»، لكنه أكد أن إمضاءات الدول الضامنة تعد كافية.

إلى ذلك قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إنه يتوقع من لقاءات آستانا إقرار خريطة تظهر بدقة مناطق سيطرة المعارضة المعتدلة والتنظيمات الإرهابية. وأوضح أن رسم هذه الخريطة يأتي على أساس إحداثيات قدمتها الحكومة السورية والمعارضة على حد سواء، مشددا على ضرورة إيلاء أهمية خاصة لتحديد مواقع تنظيمي «داعش» و»جبهة النصرة»، لتسهيل مواصلة محاربة هذين التنظيمين لاحقا بالتعاون مع المعارضة المعتدلة وتركيا وإيران.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة