الأحد 2024-12-15 04:59 ص
 

الأمم المتحدة تنتقد الخطاب السياسي والشعبوي إزاء أزمة المهاجرين

12:26 م

الوكيل - قال فرانسوا كريبو، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان للمهاجرين، أن الاتحاد الأوروبي بحاجة ماسة إلى الاشتراك مع دول الشمال (شمال أوروبا والأطلسي)، لوضع برنامج إعادة توطين ما بين 1.5 مليون ومليوني نسمة من المهاجرين من دول مثل سوريا، وأريتريا على مدى السنوات الخمس المقبلة.اضافة اعلان

وتضم دول الشَّمال آيسلندا، والدنمارك، والسويد، وفنلندا، والنرويج، إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
وأضاف كريبو في بيان من مكتبه لدى مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان في جنيف، امس، أن استعمال مفردات مثل التدفقات، واللصوص، وأسراب لوصف اللاجئين والمهاجرين ما هو إلا أسلوب غير محترف يستخدمه رافضي منح طالبي اللجوء والمهاجرين، حقوق الإنسان، من خلال ربطهم لغويا بالنفايات السامة أو الكوارث الطبيعية،
في حين أن الأمر يتعلق برجال ونساء وأطفال وحتى الرضع، الذين تعرضوا لتجارب مؤلمة، لو تعرض لها أي أوروبي، لفعل مثلما فعلوا، وهاجروا التماسا لملاذ آمن .
كما حذر من الخطاب السياسي والشعبوي في أوروبا، الذي يشهد سباقا نحو تأجيج المشاعر المعادية للمهاجرين، واستخدام لغة غير لائقة، والتي غالبا ما تميل إلى تجريم المهاجرين، في حين أنهم بشر، لهم حقوقهم، فروا ممن يمتهنون إنسانيتهم الى آخرين، يمتهنون انسانيتهم مجددا .
وشدد المسؤول الأممي على أن بناء الأسوار، واستخدام الغاز المسيل للدموع، والاحتجاز، وحجب الوصول إلى الأساسيات، مثل المأوى، والغذاء، والماء، وغيره من أشكال العنف ضد المهاجرين، وطالبي اللجوء، واستخدام لغة التهديد أو الكلام البغيض، لن توقف المهاجرين من القدوم، أو محاولة الوصول إلى أوروبا .
وحث الأوروبيين في بيانه على بدء التركيز على استعادة السيطرة على الحدود الخارجية من المهربين عن طريق زيادة حلول التنقل لمعظم المهاجرين، والاستثمار في تدابير الاندماج، وخاصة من خلال دعم المدن في استقبال الوافدين، وتطوير خطاب شعبي يشجع على قبول التنوع، كحجر زاوية للمجتمعات الأوروبية المعاصرة.
وأوضح أنه إذا كان الأوروبيون يريدون من حكوماتهم استعادة السيطرة على الحدود، فإنه يجب عليهم حث حكوماتهم على تقديم حلول للمهاجرين وطالبي حق اللجوء، عبر قنوات رسمية للدخول والبقاء في أوروبا .
في الوقت ذاته أشار المقرر إلى أن انفتاح أسواق العمل العادية من خلال تأشيرات دخول تواكب متطلبات السوق خطوة ستسمح للناس بالحضور بحثا عن عمل، وفي الوقت ذاته تحفزهم على العودة إذا لم يتم العثور على وظيفة ما يسمح بتنظيم سوق العمل الرسمي والسيطرة عليه بشكل أفضل .
في غضون ذلك يرتقب ان تطغى ازمة المهاجرين على جدول اعمال قمة حول غرب البلقان تعقد غدا في فيينا بحضور قادة دول المنطقة التي اصبحت منذ اشهر احدى البوابات الرئيسية للدخول الى اوروبا الغربية.
وحين تم الاعلان عن هذه القمة العام الماضي والتي دعيت اليها كل من المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني، كان من المفترض ان تقتصر على البحث في التعاون الاقليمي وآفاق انضمام بعض دول البلقان الى الاتحاد الاوروبي باعضائه ال28.
الا ان طريق غرب البلقان تحول العام الحالي الى احدى المسارات الرئيسية لآلاف المهاجرين الراغبين بالوصول الى الاتحاد الاوروبي الذي يشهد حاليا اسوأ ازمة هجرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وبين كانون الثاني وحزيران، دخل حوالى 102 الف مهاجر الى الاتحاد الاوروبي عبر مقدونيا، وصربيا، والبوسنة والهرسك، والبانيا، ومونتينيغرو وكوسوفو، مقابل ثمانية آلاف في الفترة ذاتها من العام الماضي، وفق وكالة فرونتكس المسؤولة عن امن الحدود الخارجية في منطقة شينغن (التأشيرة الموحدة).
بدوره قال وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورز الاثنين انها كارثة انسانية، كارثة للاتحاد الاوروبي بشكل عام، ومن المهم جدا ان نركز على الوضع في غرب البلقان .
وتابع خلال زيارة الى مقدونيا علينا ان نجد استراتيجية جديدة لدعم اليونان ودول غرب البلقان .
ودول البلقان هذه ليست مجرد دول عبور للفارين من حروب سوريا والعراق وافغانستان، ولكنها ايضا دول يهاجر الآلاف من سكانها الى اوروبا الغربية.
وبحسب فرونتكس فانه من اصل 44 الف مهاجر غير شرعي تم رصدهم عند حدود دول البلقان مع الاتحاد الاوروبي في الفصل الاول من العام 2015، كان بينهم 27 الفا من مواطني غرب البلقان.
من ناحية ثانية رست صباح امس في ميناء أوغوستا في جزيرة صقلية الإيطالية(أقصى الجنوب) سفينة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود، وعلى متنها جثة واحدة، و325 من المهاجرين غير الشرعيين الذين تم إنقاذهم قبل يومين في منطقة قناة صقلية.
وقالت التلفزة الحكومية، إن الكثير من النساء والأطفال كانوا من بين ركاب سفينة منظمة أطباء بلا حدود ديغنيتي ، والتي أشرفت على عمليات إنقاذ المهاجرين القادمين بحراً بالتعاون مع سفن تابعة لسلاح البحرية الإيطالي خلال ليلة الأحد-الإثنين الماضيين، وذلك في المياه الواقعة بين مدينة قليبية التونسية(شمال) وجزيرة صقلية الإيطالية.
وسمحت النيابة العامة في مدينة سيراكوزا التي يتبع لها ميناء أوغوستا، لطبيب مرخص من قبلها بالصعود على متن السفينة للتحقق من الحالة الصحية للوافدين، ولم يصرّح للركاب حتى ظهر امس بالنزول إلى الأراضي الإيطالية، دون معرفة الأسباب التي لم يبيّنها التقرير.
وفي وقت سابق دعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين الى تعاط موحد مع ازمة اللاجئين التي تعد الاسوأ التي تشهدها اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال هولاند في بيان مقتضب قبل محادثات مع ميركل في برلين علينا ان نضع نظاما موحدا بشان حق اللجوء ، واصفا تدفق اللاجئين من مناطق الازمات في العالم بانه وضع استثنائي سيستمر لفترة من الزمن .
وقالت ميركل، التي تتوقع بلادها 800 الف طلب لجوء هذا العام، انه اذا كان لدى الاتحاد الاوروبي في شكل عام حق اللجوء نفسه فعلى كل الدول الاوروبية ان تطبقه في اسرع وقت ممكن .
وطغت ازمة اللاجئين الى اوروبا على قمة برلين بعدما كان موضوعها الاساسي تجدد العنف في شرق اوكرانيا على ان يشارك فيها ايضا الرئيس بترو بورشنكو.
ووصف وزير الخارجية النمسوي سيباستيان كورز الذي زار الحدود بين اليونان ومقدونيا الوضع بانه كارثة انسانية .
وصرح الوزير للصحافيين انها كارثة انسانية، كارثة على الاتحاد الاوروبي برمته مطالبا المفوضية الاوروبية ب استراتيجية جديدة .
بدوره، اعتبر نظيره الايطالي باولو جنتيلوني ان ما كنا شهودا عليه في مقدونيا يشكل عارا على الكرامة وتاريخ اوروبا .
وقال بالنسبة الى قضية الهجرة، اما ان يعيد الاتحاد الاوروبي اكتشاف نفسه واما ان يزول تماما .
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاحد في براغ انه وضع صعب جدا، والتطورات مثيرة للقلق .
وبحسب فابيوس فانه الى جانب لقاء هولاند وميركل الاثنين فانه يجب في الايام المقبلة عقد لقاء لوزراء الداخلية او الخارجية في الاتحاد الاوروبي. وكالات


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة