في رصيد الدولة اليوم 68 عاما من البناء , لكن الحديث عن الأردن الرؤية والفكرة سبق هذا التاريخ , أليس هو نتاج ثورة العرب الكبرى من أجل الحرية والعدالة والمساواة ؟, أليس هو وطن أحرار الأمة ممن أمنوا بفكر ثورة أحرارهم من الهاشميين وبرسالتهم الوحدوية؟.
تتعاظم أهمية هذه المبادئ في هذه المرحلة بالذات , لأن معترك ما يسمى بالربيع العربي لم تزل قائمة , كما أن المنطقة بأسرها لم تجتز بعد خط النار وهو الأكثر قسوة في تاريخها حيث تبدلت المفاهيم وضربت الثقة في عصبها الرئيس.
الأردن الذي يحتفي اليوم ب 68 عاما من الاستقلال , يستذكر المنجزات لكن عليه أن يتحرى في ذات الوقت تحديات المرحلة المقبلة , وهي اقتصادية , تحتاج لأن تنصرف جميع الجهود للتصدي لها , فالمرحلة هي مرحلة تحقيق الاستقلال الاقتصادي , باستكمال الاصلاحات التي تفضي الى تحسين مستوى معيشة الانسان الأردني وتعزيز مبادئ الحرية الاقتصادية وحرية الاستثمار والعمل والابداع والابتكار وتكافؤ الفرص في مناخ تسود فيه روح العدالة والمساواة , بتجاوز العراقيل والمعيقات , والأخذ بأسباب العمل والانتاج بدلا من الأخذ بأسباب التراجع والتأجيل.
الملك عبدالله الثاني الذي يقدم الاردن كنموذج لمجتمع مدني متطور يهدف لان يكون قائدا للاصلاح والتحديث في المنطقة. نموذج لم يستسلم لظروفه كقدر محتوم , بل تجاوز ضيق ذات اليد , فكان جزلا في عطائه , وفخورا بما حققه من انجازات وما يسعى اليه من طموحات تؤكد الثقة بالنهج وبالرؤية , في خطوات تترسخ نحو الهدف وهو مجتمع قادر على تحقيق التنمية المستدامة والرخاء , يمتلك قدرات التحديث والتطوير كما يمتلك جرأة المراجعة والتقييم.
لماذا للاستقلال هذه المرة طعم مختلف , ليس لأنه فحسب مؤشر على الاستقرار ’ والديمومة , بل لأن الأردن نجا من إعصار أهلك دولا كثيرة وإستنزف مقدرات كثيرة , وأعاق خطوات كثيرة وكاد أن يكون مهلكا , إختلطت فيه المفاهيم وسادت فيه الظنون والشكوك.
هذه مناسبة لاستكمال المراجعة التي منها تنطلق الخطوات واثقة , تهمل الاتهامية والشكوك , المراجعة سمة المجتمعات والاقتصادات الحية , ولا تعني بالضرورة الانقلاب على نهج ساد كما قد يعتقد البعض بل لتتبع العثرات والتعرف مجددا على العراقيل لتجاوزها نحو انجاز أفضل.
هل إنتهينا من تداعيات الربيع وما حمله الينا ؟, لم ننتهي بعد , لكن التعافي في طريقه الينا , فدولة في رصيدها 68 عاما من الاستقلال يجدر بأهلها أن ينظروا بثقة الى ما تحقق من أجل الأفضل.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو