عشية انعقاد قمة العشرين في روسيا كرر بوتين تحذيراته من خطر قيام أميركا بضرب سوريا معتبرا ذلك تجاوزا لمجلس الامن وهذا التذاكي الروسي كان فاعلا قبل هجوم الكيماوي عندما ادى انحياز موسكو الكامل الى جانب الأسد الى قيام ( الفيتو الروسي ) بتعطيل جميع المحاولات التي جرت في المجس من اجل ايجاد حل مبكر للأزمة السورية، وهو ما رأت فيه موسكو تراكما لإنجازات دبلوماسية لافروف المتعنته، التي حققت مكاسب لدور روسيا العالمي بمواجهة اميركا لكن على حساب امتداد صراع ادى حتى اليوم الى 110 الاف قتيل ومليونين من اللاجئين وخمسة ملايين من اللمشردين من منازلهم.
دور روسيا العالمي يواجه اليوم مأزقا كبيرا بعد ان انضم بوتين بسرعة الى تبني دعاية النظام السوري ووصف الادلة على استخدام غاز السارين في الغوطة بانها « ترهات « وكان عليه كرئيس دولة عظمى ان يتقدم التحرك الدولي في مجلس الامن من اجل التحقق من استخدام هذا الغاز وان يذهب الى ابعد من ذلك بالسماح لمجلس الامن بالرد على هذه الجريمة. ان اكتفاء موسكو بالدفاع عن النظام السوري امام الصور المروعة ل 1400 من ضحايا السارين وبينهم 400 طفل جعل من الدور الروسي عاملا معطلا لاي تحرك دولي لإقرار السلام في سوريا.
لقد أنساقت سياسة لافروف بعيدا خلف تبني خطة الأسد الأمنية وبدل ان تقطع عنه الإمدادات العسكرية عندما كان الاتحاد الأوروبي وأميركا يفرضون الحصار على إمداد المعارضة بالسلاح وذلك لخلق المناخ لتنفيذ اتفاق جنيف 1، تجندت الدبلوماسية الروسية لتعطيل أي تحرك لمجلس الامن، وعارضت بقوة قرارات الجمعية العامة التي أيدتها الغالبية العظمى من دول العالم، وبدت موسكو سعيدة بالوجبة العسكرية الجديدة التي شنها النظام على القصير وحمص وصولا الى مجزرة الكيماوي في غوطة الشام، تحت وهم الظن بان ذلك سيرغم المعارضة على الذهاب الى جنيف 2 وهي رافعة الراية البيضاء ووفق الشروط الجديدة للافروف بان الأسد باق في المرحلة الانتقالية وكذلك قياداته الأمنية والعسكرية.
الانحياز الروسي المدعوم بالفيتو وبالجسر الجوي الذي لم ينقطع من الإمدادات العسكرية على مدى عامين هو المسؤول عن تعطيل دور مجلس الامن في إيجاد حل مبكر يقوم على مشاريع الحلول العربية والدولية العديدة التي طرحت والتي كانت كفيلة بحفظ ارواح عشرات الآلاف من السوريين، والى تجنيب سوريا والمنطقة التدخل العسكري الأجنبي الذي لا يستطيع احد تكهن النتائج الناجمة عنه.
اذا أظهرت قمة العشرين التي تعقد اليوم عزلة بوتين كما أظهرت عزلته في قمة الثمانية التي انعقدت في أيرلندا قبل اشهر فان الانطباع الدولي السائد هو اليوم باتجاه عدم الثقة بدور مجلس الامن في حل القضايا الدولية بعد ان تحول الفيتو الى سلاح نفوذ، ووسيلة لتعطيل الإرادة الدولية. وهو ما سيراه العالم واضحا في نهاية هذا الشهر عند بداية الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة حيث ستكون الأزمة في سوريا محور جدول أعمالها.
الرأي
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو