التغيير .. البعث والتجدد!

الهزّة التي أحدثها الملك سلمان بن عبدالعزيز في هياكل الدولة. هي الثانية في النظام السعودي، بعد إعفاء الملك سعود وتنصيب الملك فيصل.. وكان التغيير محدوداً.. لكن دور أهل الحل والعقد في العائلة الحاكمة كان أساساً في هذا التغيير.اضافة اعلان

الصورة الآن أكبر وأوضح، فاستعفاء ولي العهد وهو أصغر أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز، أتاح للملك فرصة ضخ المزيد من الشباب في النظام السياسي، ولعل الأهم إعفاء الأمير سعود الفيصل من وزارة الخارجية بعد أن انهكته الجراحات التي اجراها.
وتعيين الجويبر السفير في واشنطن وزيراً للخارجية، ووضع الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع وليّاً لعهد محمد بن نايف، أي الشخص الثالث في الهرم.. بعد أن اثبت قدرة وتميّزاً في عملية عاصفة الحزم.
السعودية الآن غير السعودية التي كانت وهي الآن قطب الرحى في شبه الجزيرة العربية، مثلما انها قوة مؤثرة في النهوض العربي، بعد غياب الأمة عن قضاياها، ووضعها في يد القوى الإقليمية والدولية.
كان السياسي الأميركي، أو الأوروبي، أو حتى العربي يتحدث عن ثلاث قوى مؤثرة في الشرق الأوسط: إيران وتركيا وإسرائيل. وكان العرب يبحثون عن موقع فاختاروا أميركا أو الاتحاد السوفياتي. لكنهم لم يختاروا أنفسهم.. على أرضهم، وبإرادة شعوب بمئات الملايين تنتظر النصر.. والعزّ.. والكرامة من الآخرين.
يقول الرجل البسيط: تفاءلوا بالخير تجدوه. فهناك ومن وسط الرماد ترتفع الراية، والجزيرة كانت دائماً موئل النهوض: من محمد بن عبدالله، إلى الحسين بن علي.. إلى صناعة الحزم التي تزيح تركيا وإيران وإسرائيل، ليأخذ العرب مكانهم الطبيعي في وطنهم. وليتحركوا على أرضهم دون انتظار الآخرين.
والتغيير بعث وتجدد، وإذا كان الربيع العربي وقع بين أيدي فئات لم تفهم حقائق النهوض القومي، فهناك دائماً.. ربيع.