.. الحرية في موسم الربيع!

تمَّ تعديل دستور 2012 في مصر والاستفتاء عليه «دون الاخوان!!»، وفي تونس تشكلت حكومة محايدة في اليوم الذي أقر فيه المجلس التشريعي دستور الجمهورية الثانية دون اخوان النهضة!!.اضافة اعلان

وقد فوجئ التوانسة بتصريحات الغنوشي – وقد كنا نراهن على اعتداله – بأن اقرار الدستور وتشكيل حكومة جديدة ليست من حزب النهضة، إنما «منع الحرب الأهلية» في تونس الخضراء وحافظ على ثورة الياسمين دون إراقة الدم واستعداء الجيش والأمن، وتحدي الشعب في حريته، ورزقه، وحياته!!.
.. واستطراداً، فإن ما جرى خلال اليومين الماضيين في اليمن، ووصول «لجنة الحوار» إلى صيغة ايجابية لمعضلتي الشمال والجنوب، والحوثيين والسلفيين.. يخفف ولو قليلا من حالة «الخراب العربي».. رغم استمرار الخراب في سوريا، وبداية الخراب في العراق!!.
كان الديغولي الكبير إندريه مالرو يقول: إن ضمان الحرية السياسية وحرية الفكر ليست في مذهب الليبرالية المحكوم عليها بالموت، طالما كان الديكتاتوريون في مواجهتها، ان ضمان الحرية هو قوة الدولة في خدمة كل المواطنين!!.
هذا كلام لم يرد أبداً في أدبيات الربيع العربي، فقد طرح التيار الديني نفسه ضامنا لحرية ممحية الوجه واللغة، فاستمسكت الليبرالية العاجزة بالعسكر «لانقاذ الوطن»، من الفاشية.. ولعل اخوان الغنوشي في تونس وجدوا ان الافضل لهم العودة الى الشعب.. بدل «التمكين» الذي يلغي كل شيء ما عدا الحكم. ثم اكمل غياب الجيش عن المشهد من احتماء الليبراليين وراءه فكان دستور الجمهورية الثانية مقبولاً من الجميع، وحاز على ما يشبه الاجماع نعم 200، لا 12، امتناع 4).
ضمان حرية الوطن هو قوة الدولة في خدمة كل المواطنين، لا المظاهرات المليونية، ولا الاعتصامات ولا الصندوق.. ولا كل هذه الخزعبلات التي صنعتها «سيكولوجية التقنيات» التي اخذت شكلها في فضائيات تصنع الثورات، وتبيع الانتصارات .. تماماً كما تبيع زيوت المحافظة على الشعر الناعم، والصابون الذي يثير فحولة الرجال على امرأة مصرودة بالشبق، ومعاجين الأسنان التي ترسم السحر على كل الوجوه!!.
.. نعم إن ضمانة الحرية هي قوة الدولة في خدمة كل المواطنين!!.
لنفهم المعنى دون ان نفتح التلفزيون ولو ساعة واحدة!!.