أصبحت العاصمة عمّان عبارة عن ورشة للحفريات فلا يمرّ المواطن في أحد الشوارع إلا ويلمح إحدى الآليات الكبيرة وهي تقوم بالحفر، والأتربة والحجارة تملآن الشارع وعندما نسأل لمن هذه الحفريات يقال لنا، إنها لوزارة المياه. وعندما نذهب إلى شارع آخر ونشاهد الآليات والعمال يحفرون الشارع نسأل أيضا عن الجهة التي تقوم بهذه الحفريات فيقولون لنا، إنها شركة الإتصالات. وفي شارع ثالث يقولون لنا، إنها شركة الكهرباء وفي شارع رابع يقولون، إنها شركة إنترنت خاصة وهكذا تتعدد الجهات التي تقوم بالحفريات في الشوارع ولا يوجد أي تنسيق بين جهة وأخرى فكأنها «حارة كل من إيده إله» كما يقول المثل الشعبي.
وقد يقول قائل، إن هذه الحفريات ضرورية جدًا من أجل تحسين البنية التحتية في العاصمة؛ لأن البنى التحتية الموجودة يجب تحديثها حتى تواكب المتغيرات الحديثة ونحن مع هذا القول ومع تجديد البنية التحتية بشكل مستمر لكننا نرفض العشوائية ونرفض أن تقوم كل جهة بالحفر ساعة تشاء وفي أي مكان تريد، ففي دول العالم التي تحترم مواطنيها هناك مكتب اسمه مكتب التنسيق وهذا المكتب هو الجهة الرسمية الوحيدة المسؤولة عن الحفريات ومهمته التنسيق بين كل الجهات التي يتطلب عملها الحفر أحيانا في بعض الشوارع فإذا أرادت وزارة المياه الحفر في أي شارع فإن هذا المكتب يطلب من الجهات الأخرى أن تنفذ مشاريع الحفر الخاصة بها في هذا الشارع في نفس الوقت حتى تتم إعادة الشارع إلى ما كان عليه ولا يسمح هذا المكتب بعد ذلك لأي جهة بالحفر في نفس الشارع إلا بعد مرور سنوات محددة.
أما الأدهى والأمر في مسألة الحفريات فهو البطء الشديد في التنفيذ فنجد أن بعض الشوارع يستمر العمل فيها لشهر أو أكثر ويظل العمل يسير ببطء شديد؛ ما يتسبب في إرباك حركة السير وحدوث ازدحامات شديدة ويظل أصحاب المنازل والمحلات التجارية يعانون معاناة شديدة بسبب هذه الحفريات التي -مع الأسف- لا تنتهي أبدا.
بعد انتهاء الحفريات يعاد تعبيد الجزء الذي تم فيه الحفر بشكل سريع وعند بداية فصل الشتاء تتشقق الخلطة الإسفلتية إذْ تجرفها المياه؛ لأنها لم توضع في الأصل بشكلٍ جيدٍ بل بشكل سريع بعد انتهاء الحفر.
لقد أصبحت شوارع العاصمة عمان مصيدة للسيارات وصار أصحاب السيارات يدفعون مبالغ كبيرة من أجل صيانة سياراتهم؛ لأن معظم الشوارع مع الأسف أصبحت غير مستوية وتوجد فيها الحفر وما زاد الطين بلة المطبات العشوائية التي تملأ الشوارع والتي وضع معظمها دون دراسة خصوصا المطبات القديمة التي تكسرت حوافها وأصبح القفز فوقها يقصر عمر السيارات.
المطلوب من أمانة عمان تشكيل مكتب تنسيق للحفريات وأن تضع خلطة إسفلتية على معظم الشوارع وتزيل معظم المطبات التي أصبحت تشكل مظهرًا غير حضاري على الإطلاق.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو