السبت 2024-12-14 04:51 ص
 

الخائفون من الحب

12:26 ص

ذات يوم غضب مني أحد المسؤولين لأنني كتبتُ أنه شوهد يُقبِّّل إبنه في مناسبة اجتماعية عامة. وكانت حجّته انه رجل وقور وأن الناس اذا ما عرفوا انه يفعل ذلك يقللون من احترامهم له. اضافة اعلان


يومها ضحكت، واندهشت واستغربت.لأننا في الأول والآخر بشر، والعاطفة جزء من تكويننا الإنساني.

منا من يستحي ان يتحدث مع والدته اذا ما تصادف ولقيها في الحارة. ومن الناس من يتجاهل والده اذا ما شاهده في الشارع او في « الباص»، وبخاصة اذا ما كان الأب بسيطا ويرتدي الملابس التقليدية (العباءة او القمباز او الدشداشة).

بتنا نخاف من إنسانيتنا، ونهرب من بساطتنا. فلا نجرؤ على البوح بمشاعرنا حتى لو كانت لأقرب الناس الينا.

ومنا من أصاب نفسه الصدأ، ولا يصدق ان في الدنيا كائنات يمكن ان تُحب او تحنّ او تتعامل مع الآخرين بمحبة حقيقية. ولهذا ، تجده «يجفل»،من تقرب شخص اليه معبرا عن محبته له. هو أو هي، يستغرب، وبسبب التلوث العام، الذي يغطي الحياة، وجود أناس ما يزالوا يحتفظون بمخزون المشاعر في داخلهم رغم كل شيء.

بتنا نشكّ ونشكّك بمن يتلفظ بكلمات تمس أبجديات الحياة. يشكّ في الإخلاص وفي الاهداف النبيلة وفي الغايات السامية، وفي القيم والمبادىء وعمل الخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

يشكّ في مفردات مثل التفاؤل والأمل والفرح. يشكّ في دهشة الآخرين، وفي لحظات سَرحانهم وتأملهم وانحيازهم لقيم الحياة الأساسية والتي نسيناها في غمرة لهاثنا اليومي.

بتنا نقول لمن يبتسم:» الله يسترنا من هالابتسامة». ولمن يقدم لنا مشاعره:» أبصر شو قصده». أو: « أكيد في مصلحة ورا هالمشاعر».

صرنا فئران مذعورة تخاف من كل شيء ومن أي شيء .

وصارت نكتتنا:» مرّة واحد شاف طفل حزين وبكى».

أو: « مرّة واحد حبّ، واختفى».

المشاعر نكتة .. ثقيلة الدم.

معقول» نشفنا الى هذا الحدّ؟!».


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة