الخميس 2024-12-12 06:29 ص
 

الصحّاف يظهر في دمشق!

04:55 م

الوكيل - تتشابه الانظمة الهزيلة بُنى وسياسات، وحتى بداياتها ونهاياتها، بل اكثر من البارحة ظهر الصحاف في دمشق بهدوئه المعهود وحرصه الشديد على ضبط الكلمات فهو الذي يعرف اكثر من غيره ان زلات اللسان في نظامه لا تقود الا الى طريق الجحيم الذي يقف حارسها على بابه كي لا ينسى ولا يسترسل، وكي لا يخطئ وكي يبقي يده على مكابح لسانه. ذلك تنفرد بخطاب محنط متعجرف لا يمت للعقل والمنطق بصلة غير قابل للتطور او حتى التحديث. لا يعترف الا بلغته مهما امتلأت من التزوير والكذب فتجعل من البراغيث طائرات نفاثة، ومن الجوع تخمم، من الاوهام حقائق، لدرجة تشعر انك تستمع لمتحدث رسمي باسم المجانين في كل انحاء العالم. صحاف دمشق لم يستطع ان ينسى اوروبا كما وعد ولم يستطع ان يتوجه الى الجنوب باستثناء جيبوتي، فلم يجد بها حتى عنصرا ارهابيا واحدا فلربما تكون ملجا امنا لمن سيهربون من العدالة. صحاف دمشق انكر وينكر كل ما فعله النظام بنفس الطريقة الاستعراضية التي كان قد عرض بها فلم المجموعات الارهابية المسلحة تسحل وتشنق شخص تبين لاحقا ان ذلك حدث في لبنان ومنذ زمن ليس بعيد.اضافة اعلان


الصحاف الذي يمسح القارات عن الخرائط ويعيد ترتيبها شرقا وشمالا، لم يحدثنا اين قرر ان يضع اميركا الشمالية وفي اي المحيطات سيغرقها ام سيعلقها حمالة مفاتيح يهديها لسائقه كتذكار عن انجازاته السحرية. لم يقل لنا عن الرد المفاجىء اكان ذلك خشية ان تفسد المفاجئة ام يعتبر ان الاختباء في الجحور اقوى اسلحة الردع كانه لا يعرف ان دلو ماء قذرو واحد كفيل باخراجه وربما سينسى اين يضع مسدسه الشخصي على اليمين او اليسار ومؤكد انه لن يجرؤ على لمسه كما حدث مع القذافي. يذهب صحاف دمشق ابعد من ذلك ويحدثنا عن ضربة استباقية في غوطة دمشق وهل اصبحت غوطة دمشق خارج سورية؟! فمعروف ان الضربات الاستباقية تقع خارج حدود البلد وبمسافات بعيدة جدا عن الحدود الدولية وليس على بعد امتار من قلب العاصمة!

الغريب العجيب ان من الحضور وجلهم عناصر استخبارات النظام في الاعلام السوري من يسأل عن تخلي الروس عن النظام فلا يجدوا لدى المعلم غير حديث عن علاقات طويل وستستمر،فقد فات الاوان كثيرا على وصفهم بالخيانة ولم يجرؤ على ذكر الصفقة التي قايض بها الروس النظام.. اكانت وزة ام بطة سمينة ام الاثنين معا؟! فقد تعذر على المعلم التميز بين ظهر الدب الرسي ووجهه.

اما في ما يتعلق بالضربة المرتقبة على سورية فهو متفائل بها ومن عدمها.. فكيف يجتمع في شيء صفة الطول والقصر بأن واحد؟! هنا يجدر بنا ان نستحضر روح مخترع الشطرنج ليحل لنا هذا اللغز الاستراتيجي العجيب الغريب، فمعروف ان كاسباروف يحتاج الى تصاريح كي يخبرنا بها وقد يموت ولا يستطيع الحصول عليها.

لم يبتسم المعلم وهو يرد على من سأل بلغة انكليزية بلكنة سورية، بل تعاون مع المخرج المترجم بشكل سلس وكان اعلاما اجنبيا كان حاضرا، فتعذر على الممثل الذي لعب دور الاعلامي بدون وسيلة اعلامية اخفاء انفعاله من شدة الكذب فقد رسب في امتحان القبول لمنصب كذاب محترف في الخارجية وربما الاعلام ايضا.

لقد كان هناكَ فارقا شاسعا بين صحاف دمشق وصحاف العراق الدمث وصاحب الصوت المميز والحضور الذي لم ينكره حتى الامريكان انفسهم رغم انهم يعرفون متى يكذب وكيف وينتظرونه على شاشات التلفزة، بينما صحاف دمشق بدا مثل فيل يحب الجرمقه، حاول ان يداعب احد المنافقين وبتملقٍ لشخصه وكتاباته فحنى عليه كثيرا فخنقه، فتلك لغة لا يجيدون غيرها.

لقد بات واضحا للمعلم ان المؤتمر الصحافي اخر المشاهد في (مسلسل هروب حكواتي) ولقد بات واضحا ان ارصــفـــة مقـــاهي دمشق لن تقبل به حتى لو قـــرر ان يـتــعــالــج من داء الانفصام والكذب مهما بدت حـكـايـــاته مثيرة للسخرية والضحك فليس لديهم في اعمـــاقهم ما يبـــعث على الـــضـــحك اكثر من تذكرهم لصحاف دمشق وما كال لهم من الاكاذيب.

القدس العربي


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة