السبت 2024-12-14 10:02 ص
 

الطريق الى بغداد

01:04 م

ايمن شافي الشرفات - لست بصدد الحديث عن الطريق الى بغداد سياسيا انما سوف اتحدث عن الطريق الى بغداد جغرافيا فقط اضافة اعلان


طريق بغداد هو الاسم النظري لطريق من مدينة المفرق الي الرويشد شرقا وهو طريق الموت عمليا هو الطريق الذي يغطن على اطرافه ما يقرب من ربع مليون مواطن فعند المسير عليه سوف تعرف مدى الفساد الأداري الذي وصلت اليه الحكومات الاردنيه المتتابعه عند المسير عليه تدرك مدى الظلم الذي تتعرض له ابناء الياديه الشماليه نعم وبلى مبالغه انه لا يصل الى حد مواصفات طريق زراعي يربط بيت احدهم بمزرعته عند قيادتك على هذا الطريق الذي هو بوابه الزائرين القادمين من الشرق للأردن تقف على المخاطر الكبير التى يتعرض لها سكان اطراف هذا الطريق وتتسأل كيف لبشر السير على هذا الطريق يوميا .

طريق بغداد من اقدم الطرق الدوليه في الأردن لكن للأسف لقد بقي على قدمه لم يأبه احدا بالاروح التى لطالما زهقت على جنبات هذا الطريق لقد مات شباب بسن الزهور وماتت احلامهم وأمانيهم معم على اعتاب طريق الموت كلنا أيمان بالقضاء والقدر ولكن ايضا علينا ان ناخذ بالاسباب فكل من سار على طريق الموت يشبهه بلعبة السيرك التي تعتبر ممراستها من الأشياء الخياليه كذلك طريق بغدد المسير عليه من الاشياء الخياليه التي يمارسها ليس عدد من الهواة انما ابناء الباديه الشماليه بشكل يومي وايضا المسافرين الى بغداد وضيوف الاردن القادمين من الشرق .

ما من يوم يمر الا وتشاهد حادث او عدة حوادث سير على اطراف طريق الموت ما من يوم يمر الا وتفجع الباديه الشماليه بفقدان احد ابنائها جراء المسير على هذا الطريق لما لا وانت تسير على طريق دولي بأتجاهين ليس لمن وقف واشرف على تصميمه شىء من الهندسه فأنت لا ترى امامك اكثر من 200 متر فبعد كل طلوع نزول وبعد كل نزول طلوع وبعد المنعط منعطف اخر اكثر منه حده وبين كل مطب سوف تجد مطب اخر بأنتظارك طبعا اكتشف واضعي هذا المطبات ان مسألة وجود شواخص تحذيريه و وجود عواكس تحذيريه هي امور لا داعي لها وعند أي هطول للأمطار من المؤكد ان هناك اغلاق لطريق بسبب السيول التى صمم الطريق على ان تمر التجمعات المائيه من فوقه وهذا سبق علمي لمن صممه , عند مروركم بهذا الطريق وانا اعلم ان كثير منك يعرف هذا الطريق جيدا سوف تجد شاحنات نقل كبيره وقلابات الحجر ونقلايات السفريات وباصات نقل الركاب و سيارة ركوب صغيره ومشاه وطلاب مدارس جميعهم يسيرون سويا على هذا الطريق الذي يتمتع بمواصفات (خياليه) !!! , اما اذا اضطررت واردت ان تسير عليه ليلا فعليك ان تدرك انك في مهمه شبه مستحيله لانك تسير على طريق الظلم والظلام و عند تفكريك بالوقوف او التوقف فأن السبيل والوحيد هو ان تقف بالطريق نفسه فالرصيف هو الأخر ضاع في اروقة وزارة الاشغال العامه .


قبل نحو عام استبشرنا خيرا عندما اعلن عن منحه كويتيه لأعادة تأهيل هذا الطريق من قبل وزارة الاشغال العامه بكلفة 300 مليون دينار وتمنينا ان لا يكون مصير هذه المنحه هو نفسه مصير التعويضات للبادية الشماليه عن حرب الخليج ولكن هاقد مضى عام ولا جديد فقط ما زلنا نطالع يوميا وفاة 3 شباب اثر حادث مروع على طريق بغداد ثم دهس طالبا على طريق بغداد ثم اغلاق طريق بغداد بسبب الأمطار و و و ... ولكن الى متى الم تعد هناك لغه تفهما الحكومات الا لغة الأحتجاج والتظاهر ... !!! .


دائما عندما ارى مأساة هذا الطريق اسأل نفسي سؤالا هو الم يمر مسؤلا تائها من هذا الطريق فيأنبه ضميره ثم ينقل الصوره لاصحاب القرار ؟ الم يدرك المختصون الذين (فوق ) ان طرق الموت يمر باكثر من 50 تجمعا سكانيا ويجب تحويل مسير الشاحنات الكبيره ونقليات السفريات الى طريق الأزرق_ الصفاوي بدلا من مرورها داخل التجمعات السكانيه ويقتل ابنائها ؟ الم يدركوا ان وضع المطبات هو زيادة للمشكله لا لأنقاصها الم يعلموا بأن هناك شىء يسمى جسرا للمشاه يوضع عند مدارس الأطفال ؟ وان هذه الحلول يجب ان تكون مؤقته وبأسرع وقت لحين العمل على اعادة تأهيل الطريق وتحويله الى طريف يستحق ان يطلق عليه طريق !!! ... ام سوف يستمرو بنفس نهجهم وهو عند موت اي شخص على هذا الطريق يتم وضع مطب تذكاري مكان موته ... !!!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة