الخميس 2024-12-12 06:38 ص
 

العربيات يحتفلن بيوم المرأة العالمي بثياب سوداء ..

12:39 ص

الوكيل - اليوم هو يوم المرأة العالمي، المناسبة التي تحيي نساء العالم بها ذكرى انتصارات حققتها نساء بسيطات في دول كانت المرأة تعاني بها الويلات والقمع ومجردة من أبسط الحقوق الانسانية.اضافة اعلان


وعندما ننظر إلى وضع المرأة العربية حاليا، يتبادر بالأذهان سؤال..هل هذا اليوم لنا..هل يحق لنا أن نشارك العالم فرحته بانتصارات دفعت نساء فقيرات وبسيطات حياتهن ثمنا لإنجازها..؟

المعطيات تشير إلى أن ما وصل إليه حال المرأة العربية في دول عدة وتحديدا تلك التي أصابها داء ما يسمى بـ»الربيع العربي»، لا يمكن لها أن تحتفل وتشعر بنشوة النصر والفخر بمنجزات هي الآن بعيدة عنها ، فالنساء العربيات في دول الربيع العربي، إما أم مكلومة أو أرملة ترعى أيتام، أو يتيمة ، وإن ظلت مع عائلتها فهم كعائلة يعانون النزوح أو اللجوء أو الفقر والتعطل عن العمل.

هذا فضلا عن الردة التي أصابت حقوق المرأة في بعض الدول، فقد عادت بعضها إلى المربع الأول، وتم طرح قضايا كانت تعد من أساسيات حقوق المرأة، على بساط البحث لدى القوى التي انتصرت في تلك الدول،ليس لتحسينها أو زيادتها وإنما للتفكير للعودة عنها،بحجة الخوف والحرص على المرأة.

فبرلمانات بعض الدول التي حققت خطوات متقدمة بحقوق المرأة قبل موجة الربيع الذي حمل لنا رائحة الدم والتشظي والانقسام، خلت من العنصر النسائي وبعضها الآخر العدد لا يتناسب لا مع حجم المرأة ولا مع عددها.

ويشكل ظهور تيارات متطرفة ومتشددة ومعادية لحقوق المرأة حالة قلق لدى النساء العربيات، ما يدعو بالضرورة إلى تحرك نسائي حقيقي على صعيد الدول العربية للوقوف بقوة ضد التراجع الكبير الذي أصاب وضع المراة بالاعتلال الذي يبعث على الحذر.

الصورة العامة لحال النساء العربيات هي ابعد ما تكون عن تجسيد شعار الأمم المتحدة لاحتفال يوم المرأة العالمي لهذا العام وهو «المساواة للنساء تحقق التقدم للجميع».

فقد دعت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرية التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بومزيلي ملامبو نتشوكا، في رسالة وجهتها للعالم بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يصادف في الثامن من آذار، إلى التحقق من أن النساء ينعمن بالأمان والسلام من العنف المبني على النوع الاجتماعي.

وعند إدارة العدسة وتركيزها على حال المرأة الأردنية، نجدها في ظل ما يحيط بعالمنا من تراجع، تمكنت من المحافظة على ما تم إنجازه في السنوات السابقة، لكن دون تحقيق أي تغييرات ملموسة على أرض الواقع إلا من بعض التطورات هنا وهناك في مجالات ضيقة، فالمؤثرات كبيرة على الصعيد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.

لسان حال المرأة الأردنية يقول.. «في ظل تراجع وضع المرأة في الوطن العربي، فإن البقاء مكانك سر هو أفضل ما يمكن تحقيقه في منطق ملتهبة».

بيد أن هذا الأمر لا يعني الوقوف منتظرين المعجزة، بل على المرأة أن تواصل نضالها لإحراز التقدم والمضي قدما في ظل توفر إرادة سياسية حريصة على تقدمها باستمرار ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني، الذي يؤكد على هذه النقطة في كل مناسبة.

الأردنيات رغم كل شيء حققن تقدما واضحا في التمثيل بالسلطتين التشريعية والتنفيذية، وحصلن على قوانين ساهمت برفع التمييز ضدهن.

لكن ما زال الطريق أمامهن طويل لإحراز التقدم والمساواة في بعض القوانين وضرورة مجابهة العنف الأسري، الذي تعاني منه المرأة.

ويبقى التحدي الأساسي الذي تواجهه المرأة الأردنية وهو التمكين الاقتصادي وزيادة مساهمتها في سوق العمل، في ظل أن نسبة مشاركتها التي أعلنت عنها أخيرا دائرة الاحصاءات العامة لم تتعدى 13,2%.

العام الحالي الاحتفال بيوم المرأة العالمي سيبقى منقوصا عربيا، فهل سيكون الوضع مختلف في العام المقبل؟؟.

الراي


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة