"العقاب": ديوان جديد للشاعرة أمينة العدوان

عن دار أزمنة للنشر والتوزيع في عمان، صدَرَ مؤخَّراً الكتاب السابع والثلاثون للشاعرة أمينة العدوان، وهو ديوان شعر بعنوان 'العقاب'، يقع في 228 صفحة من القطع المتوسط ، كتبت مقدمته الناقدة د.رفقة دودين.اضافة اعلان

يؤرخ الديوان للمرحلة الحاضرة من التاريخ العربي الحديث وخاصة في مصر وتونس والبلاد العربية الأخرى، فترصد الشاعرة السلبيات رامزة لها بالخريف،ومنها: نمط الاستهلاك، وعدم التنمية، والافتقار للديمقراطية، وتهميش المواطن، وانتشار الانتهازيين، داعية إلى محاربة الفساد، وتحقيق التنمية والانتاج واستثمار الثروات، وحرية الرأي، والديمقراطية، وحكم الشعب، وإشراكه في صنع القرار، ومراقبة البرلمان.
أما الايجابيات فقد رمزت لها بالربيع، ورأتها تتمثل في التطورات التي شهدتها القضية الفلسطينية حين تم رفع علم فلسطين على اليونسكو الأمر الذي يعني أن هذا العلم الذي حاول العدو طيّه قد أصبح في قلوب وضمائر وبيوت العالم، عدا عن تحرير الأسرى وما مثّله من انتصار للمقاومة وتحقيق لأهم إنجازاتها لا سيما وأنها لم تنس أسراها، وأيضا بروز ظاهرة النشطاء الأجانب الذين غدوا أسلحة تحارب مع الفلسطينيين، عدا عن قضاة العالم الذين انتصروا لفلسطين ووقفوا في وجه العدو وأدانوا جرائم الحرب التي ارتكبها، وحرموه من أهم اسلحته، وأشعروه أنه ليس فوق القانون الدولي، في الوقت الذي وقفوا فيه مع الفلسطينيين في مواجهة الانتهاكات التي يرتكبها ضدهم.
من أجواء الديوان تقول الشاعرة مستبشرة بالمستقبل الأجمل لأمتنا تحت عنوان الربيع العربي 'ما تزال تركض/ نحو الربيع/ تحمل الأزهار/ قبل أن يدوسها'، وتحت عنوان 25يناير قالت 'أردية كثيرة/كانت قامته/ ولا رداء لهم/ كيف أصبح أمام غضبهم / قميصا ممزقا الآن'. أما عن (الخريف العربي) فتقول: 'القمر مضيء/ولكن لا نراه/هل للقبو المظلم، نوافذ'.
وجاء في المقدمة المهمة للناقدة د.رفقة دودين لهذا الديوان والتي أبرزت فيها التطوّرات الجمالية والموضوعية التي تميّزت بها تجربة الشاعرة 'تتمظهر هندسة الكتابة في إبداع أمينة العدوان في صورة ثابت ومتحرك، فالثابت في كل القصائد هو احتلال فلسطين ومعاناة أهلها، وآمالهم في التحرر والحياة الكريمة.. في حين أن العديد من القضايا الأخرى التي تتوزع بين الخاص والعام قابلة للتنويع عليها'، وأضافت: 'من مقطع شعري إلى آخر، يرسّخ حضور الأم، قبل وبعد رحيلها، وفي تفاصيل عديدة تكتب ألم الذات، وإحساسها بالفقدان الذي جعل الحياة والشواطئ من بعدها كما لو كانت محض رمال، تهب حاجبة النهر، والضوء...'.