الخميس 2024-12-12 06:26 ص
 

العنف الجامعي والمجتمعي

02:11 م

بقلم ... شذا محمد الربيع




لم تكن حالة المجتمع في يوم من الأيام كما نراه ونسمعه هذه الأيام ، بالرغم من الثقافة المتدنية والتعليم المحدود الذي كان يسود مجتمعنا الأردني منذ بداية الستينات ، هذا بالإضافة إلى الفقر. إلا أن لغة الحوار المطروح والتفاهم ما بين شتى فئات المجتمع كانت تدور بروح التفاهم والأخوية ، حتى وإن كان هناك شدّ وجذب إلا أنه كان في حدود مصلحة الوطن والمواطن ، فلم نسمع بالاعتداءات الشخصية لفظية كانت أو جسدية ، فهي شيء مستهجن وغريب عن هذا المجتمع العتيق العريق.اضافة اعلان

فما الذي حدث ؟ فهل يعقل أنه كلما زادت ثقافة الإنسان واتسع أفقه ومداركه ، ومع كل هذا التحصيل العلمي والتقدم التكنولوجي الذي يفترض أن يكون له الأثر الإيجابي في صقل شخصية المواطن ، فإننا نرى العكس تماماً فيكاد لا يخلو يوماً واحداً إلا ونسمع فيه عن مشاجرات طلابية داخل الحرم الجامعي ، والجامعات هي مراكز للتنوير والثقافة. ومشاجرات تحت القبة وغيرها من العنف المجتمعي والطلابي ، وتلاحظون هنا يا سادة ، بأننا نتحدث عن العنف المثقف ، ذلك أن مصدر هذا العنف هو الطبقة المثقفة في المجتمع ، فهل يعقل أن يكون جواب أحدهم على سؤال الآخر هو أن يشهر السلاح في وجهه أو أن يستخدم العصي والأحذية، هل انحدر مستوى الثقافة والحوار في مجتمعنا الطيّب إلى هذا المستوى ؟ وهل هذه هي الرسالة التي يجب أن نرسلها للغير والصورة الجميلة التي نرسمها ونقدمها ؟ .
لذلك فإنني أتساءل ، فقد كنّا أكثر فقراً وأقل ثقافة ، ولكن كان حديثنا وحوارنا نحن المثقفين وغير المثقفين أكثر موضوعية ومنطقية. نحن أبناء مجتمع متآخي عربي مسلم ، وأن ديننا الحنيف يوصينا بحسن الخلق وحسن المعاملة لقوله سبحانه وتعالى : (ولو كنتَ فظاً غليظَ القلبِ لانفضوا من حولك) ، وكذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام : (خالقِ الناسَ بخلقٍ حسنٍ) ، وكذلك (إنّما الدين المعاملة).
فلنرتقي بأنفسنا ولنترفّع عن هذه الأساليب الحوارية التي تشوّه صورة الوطن والمواطن ، وتخالف شرعنا الحنيف وفطرتنا السليمة.

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة