مات الملا عمر خليفة طالبان، ومرَّ على موته سنتان، حتى سمعنا بانه قضى من أنباء مختصرة ومشوّشة عن خليفته.
وقد تمر مدة مماثلة ونحن لا نعرف اذا كان الخليفة أبو بكر البغدادي مات في الاغارة على موكبه او انه لم يكن اساساً في هذا الموكب، كالخبر الذي سبق عن اصابته.
ومثل هؤلاء الناس لا يعيشون في ظروف طبيعية مثل اي سياسي في اي بلد نعرفه. ولذلك فاسمه سر، ومكان اقامته سر، وموته سر، وحياته سر.
فهناك ثوار كانت الطائرات تلاحقهم، ولكننا نعرف د.فيديل كاسترو، ونتعرف الى صورته، ولحيته في جبال السيرامايسترا، ونعرف تشي جيفارا حتى وهو يحمل الثورة إلى أميركا الوسطى.. وقد اثارت صورته وهو ممدّد جثة هامدة بعد اعتقاله واغتياله في بوليفيا.. اثارت عاصفة من الاستنكار والحزن.. ولعل الكثيرين في العالم العربي لا يعرفون ان الرئيس الهواري بومدين له اسم حقيقي آخر هو محمد بوخروبه واسمه المعروف حمله اثناء الثورة، حين كان قائداً للجيش الجزائري المرابط في تونس فالرئيس الراحل درس اساسا في الازهر.. والهواري هو التلميذ، وبومدين هو عالم وفقيه إسلامي كان معجباً به.
ان قادة الارهاب في وطننا وفي العالم يهربون من العلنية لا خوفا على حياتهم فقط، وانما لان اساس تحركهم السياسي يقوم على السرية والغموض.. فهذه السرية والغموض تضع هالة يحتاجها القائد السوبر الذي يقترب من النبوّة.. فأبو بكر أول خليفة إسلامي وتسمي قائد داعش باسم أول خليفة يجعل منه أول خليفة بعد بعث الإسلام الجديد.. أو هكذا يحاول الرجل الغامض أن يصوّر نفسه للناس.
ولو كان أبو بكر الجديد هو التابع المخلص لأخذ من رضوان الله عليه وصيته لجيش أسامة: ولا تقتلوا النفس، ولا تقطعوا شجرة ولا.. من وصايا الأخلاق الإسلامية في الحرب قبل السلم. فهل تنسجم هذه الوصايا مع قطع الرؤوس امام الكاميرات، واستعباد الناس، وتحويل النساء الى جوار للبيع والشراء. وهدم بقايا حضارات بناها أبناء هذه الامة في عصور الازدهار والعزة.. فتدمر هي عاصمة دولة عربية وليست مدينة رومانية. ونينوى هي ايضا عاصمة آشورية وبابلية.. ومن هي آشور وبابل؟ أليست هي هجرات سامية من جزيرة العرب بنت حضارة عظيمة وامبراطوريات ثم ألم يجتاح نبوخذ نصر كل سوريا سلماً ليقضي على دولة اليهود ويسبيهم إلى بابل؟!.
والملا عمر، وأبو بكر البغدادي ومثلهما الكثير لن يحولوا هذه الأمة عن دينها، وتحضّرها، وحياتها. ولن يحولوا ابناءها إلى قتلة، وقاطعي رؤوس، ونخاسين يبيعون الناس في الأسواق ويستحضرون العبودية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو