الوكيل - أبو حفص عمر بن الخطاب (40 ق.هـ / 584م - 23 هـ / 644 م) الملقب بـ 'الفاروق'. ثاني الخلفاء الراشدين ومن أكابر أصحاب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهّادهم. يعد أوّل من عمل بالتقويم الهجري. في عهده فتحت بقية العراق وشرقه ومصر وليبيا والشام وفلسطين وفارس وخرسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينيا وسجستان (أفغانستان الآن)، وصارت القدس تحت ظل الدولة الإسلامية والمسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين تحت حكم المسلمين لأول مرة. وفي عهده قضى على إحدى أكبر قوتين في زمانه وهي الدولة الفارسية الساسانية، وأنهى الوجود البيزنطي في مصر والشام.
النسب
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بنكعببنلؤي[1]بنغالب[2]بنفهربن مالك بن النضر بنكنانةبنخزيمةبنمدركةبن إلياس بنمضربن نزار بن معد بنعدنان. ويجتمع نسب عمر بن الخطاب بالرسول محمد في كعب بن لؤي.
أمه حنتمة بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وهي ابنة عمّ كلٍ منأم المؤمنينأم سلمةوالصحابيخالد بن الوليد. كما تعتبر أمه ابنة عمأبو جهل[3].يجتمع نسبها مع النبيمحمد بن عبد اللهفي كلاب بن مرة[2].
وهو أبن عمّزيد بن عمرو بن نفيلالموحد علىدين إبراهيم.
وأخوه الصحابيزيد بن الخطابوالذي كان قد سبق عمر إلى الإسلام.
[عدل]اللقب والكنية
لقبه 'الفاروق' وكنيته 'أبو حفص'، أما كنيته، فقد قيل أنالرسول محمدكنّاه بذلك يوم بدر[4].[5]ويرجع سبب إطلاقالمسلمينالسنةلقب 'الفاروق' على عمر ابن الخطاب، لأنه حسب الروايات أنه أظهرالإسلامفيمكة المكرمةوفرق بين الحق والباطل. وكان الناس يهابونه، فعندما آمن وجاء إلى الرسول في دار الارقم بن ابي الارقم قال له: «ألسنا علي حق؟» قال: «بلى» قال: «والذي بعثك بالحق لنخرجن». وخرج المسلمون في صفين صف يتقدمه حمزة وصف يتقدمه عمر فيعتبرون أن فرق الله به بين الكفر والإيمان[6]
وقيل أول من سماه بذلك النبي محمد. فقد روىابن عساكرفيتاريخ دمشقوأبو نعيمفيحلية الأولياءعنابن عباسأنه قال:
وروى الطبري فيتاريخه،وابن أبي شيبةفي تاريخ المدينةوابن سعدوابن الأثيرفيأسد الغابة في معرفة الصحابةعن أبي عمرو ذكوان قال:
وروى ابن عساكر في تاريخ دمشقوالمتقي الهنديفيكنز العمالعن النزال بن سبرة قال:
وقيل سماه به أهل الكتاب. قال ابن سعد في الطبقات الكبرى:
وقيل سماه به جبريل عليه السلام. رواه البغوي.[16][17]
أماالشيعةفيرون أن من لقب بـ 'الفاروق' من قبل النبي محمد هوعلي بن أبي طالب.[18]
[عدل]المولد والنشأة
ولد بعدعام الفيلوبعد مولد الرسول بثلاث عشرة سنة[19]. وكان منزل عمر فيالجاهليةفي أصل الجبل الذي يقال له اليومجبل عمر، وكان اسم الجبل في الجاهلية العاقر وبه منازل بني عدي بن كعب، نشأ فيقريشوامتاز عن معظمهم بتعلمالقراءة. عمل راعياً للإبل وهو صغير وكان والده غليظاً في معاملته[20]. وكان يرعى لوالده ولخالات له من بني مخزوم. وتعلمالمصارعةوركوب الخيل والفروسية، والشعر. وكان يحضرأسواقالعربوسوق عكاظومجنة وذي المجاز، فتعلم بهاالتجارة[21]، وأصبح يشتغلبالتجارة، فربح منها وأصبح من أغنياءمكة، ورحل صيفاً إلى بلادالشاموإلىاليمنفي الشتاء، واشتهر بالعدل[22]، وكان عمر منأشراف قريش، وإليه كانت السفارة فهو سفير قريش، فإن وقعت حرب بين قريش وغيرهم بعثوه سفيراً،وإن نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر، رضوا به، بعثوه منافراً ومفاخراً[23][24][25]
[عدل]المظهر والشكل
كان عمر بن الخطاب أبيض البشرة تعلوه حمرة، وقيل أنه صار أسمر فيعام الرمادةحيث أصابته مع المسلمين مجاعة شديدة.[26]وكان حسن الخدين، أصلع الرأس. له لحية مقدمتها طويلة وتخف عند العارضيان وقد كان يخضبها بالحناء وله شارب طويل[27]. وكان في وجهه خطان أسودان من البكاء لشدة خشيته من الله[28][29]أما شاربه فقيل أنه كان طويلاً من أطرافه وقد روىالطبراني، قال: حدثنا عبد الله بنأحمد بن حنبلحدثني أبي ثنا إسحاق بن عيسى الطباع قال رأيتمالك بن أنسوافر الشارب فسألته عن ذلك فقال حدثنيزيد بن أسلمعن عامر بنعبد الله بن الزبيرأن عمر بن الخطاب كان إذا غضب فتل شاربه ونفخ[30].
كان طويلاً جسيماً تصل قدماه إلى الأرض إذا ركب الفرس يظهر كأنه واقف وكان أعسراً سريع المشي.
وكان متواضعا في الله، خشن العيش، خشن المطعم، شديدا في ذات الله، يرقع الثوب بالأديم، ويحمل القربة على كتفيه، مع عظم هيبته[31]، وكان ذا هيبة.ويتصف بالشجاعة والقوة.[26]
[عدل]عائلة عمر
تزوج وطلق ما مجموعه سبع نساء في الجاهلية والإسلام وله ثلاثة عشر ولدا[32]، وهن:
[عدل]الزوجات قبل الإسلام
[عدل]الزوجات بعد الإسلام
[عدل]اعتناق الإسلام
أسلم عمر بن الخطاب فيذي الحجةمن السنة الخامسة من البعثة[38]وذلك بعد إسلامحمزة بن عبد المطلببثلاث أيام[39]، وقد كان عمره يوم بعث النبي محمد ثلاثين سنة، أو بضعاً وعشرين سنة، على اختلاف الروايات. وقد سبقه إلى الإسلام تسعة وثلاثون صحابياً فكان هو متمماً للأربعين، فعن ابن عباس أنه قال:
ووفق المصادر الإسلامية فإنه قد استجاب الله به دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إذ قال:
وعنأنس بن مالكقال:
.
كما روي أن عمر أسلم بعد هجرة المسلمين إلىالحبشة– والتي قد وقعت في السنة الخامسة للبعثة – أي أنه أسلم في السنة السادسة للبعثة.[43]
كما روي أن عمر قد أسلم قبل الهجرة بقليل حينما هاجر الرسولمحمدفي السنة الثالثة عشر من البعثة. حيث ذكر بعض المؤرخون أن عمر أسلم بعد 40 أو 45 رجلاً بعد الهجرة إلى الحبشة[44]بينما كان كل المهاجرين من المسلمين الذين آخا بينهم النبي وبين الأنصار في المدينة المنورة لا يتجاوزون 45 رجلاً[45]وعليه ترجّح بعض الروايات أن عمر كان من أواخر من أسلموا من المهاجرين حيث ذكر بعض المؤرخون أن عمر دنا من رسول الله في مكة وهو يصلي ويجهر بالقراءة فسمعه عمر يقرأ في صلاته الجهرية بالمسجد الحرام هاتين الآيتين منسورة العنكبوت:?وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ‹48›بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ‹49›?«29:48—49»[46]، فتأثر عمر وأسلم.[47]وقد كانت سورة العنكبوت آخر سورة نزلت فيمكة المكرمةقبل الهجرة إلىالمدينة المنورة.
[عدل]بعد الإسلام والهجرة إلى المدينة
توجد روايتين عن ما جرى بعد إسلامه الأولى عن أبنهعبد الله بن عمر بن الخطابقال: بينما عمر في الدار خائفا إذ جاءهالعاص بن وائلفقال: ما بالك؟ فقال له عمر: زعم قومك أنهم سيقتلونني إن أسلمت، فقال العاص بن وائل: لا سبيل عليك، فقال عمر: بعد أن قالها أمنت وعجبت من عزه.[48]
والثانية تقول أنه لم يهاجر أحد من المسلمين إلىالمدينة المنورةعلانية إلا عمر بن الخطاب، حيث لبس سيفه ووضع قوسه على كتفه وحمل أسهما وعصاه القوية، وذهب إلىالكعبةحيث طاف سبع مرات، ثم توجه إلىمقام إبراهيمفصلى، ثم قال لحلقات المشركين المجتمعة: 'شاهت الوجوه، لا يُرغم الله إلا هذه المعاطس، من أراد أن تثكله أمه ويوتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي'. فلم يتبع أحد منهم إلا قوم مستضعفين أرشدهم وعلمهم ومضى[49][50].
ووصل عمرالمدينة المنورةومعه ما يقارب العشرين شخصاً من أهله وقومه، منهم أخوهزيد بن الخطاب، وعمرو وعبد الله أولاد سراقة بن المعتمر، وخنيس بن حذافة السهمي زوج ابنتهحفصه، وابن عمهسعيد بن زيدأحد المبشرين بالجنة. ونزلوا عند وصولهم فيقباءعند رفاعة بن عبد المنذر. وكان قد سبقهمصعب بن عميروابن أبي مكتوم وبلالوسعد وعمار بن ياسر.
وفيالمدينة المنورةآخى النبيمحمد بن عبد اللهبينه وبينأبو بكر[50]وقيل عويم بن ساعدة[51]وقيلعتبان بن مالك[52]وقيلمعاذ بن عفراء[50]، وقال بعض العلماء أنه لا تناقض في ذلك لاحتمال أن يكون الرسول قد أخى بينه وبينهم في أوقات متعددة[53]. وفقا لابن الجوزيثبت أن عمر شهد جميع المواقع والغزوات التي شهدها النبي محمد[54]ففيغزوة بدركان عمر ثاني من تكلم ردا على الرسول محمد عندما استشارهم قبل الغزوة بدر بعد أبو بكر، فأحسن الكلام ودعا إلى قتال المشركين. وقد قتل عمر خاله العاص بن هشام في تلك الغزوة. وفي غزوة أحد رد عمر على نداء أبي سفيان حين سأل عمن قتل. وفي غزوة الخندق صلى العصر فائتا مع الرسول بعد أن غابت الشمس.[55]
[عدل]الخلافة
عمر بن الخطاب | |
أمير المؤمنين | |
---|---|
أقصى امتداد للخلافة في عهد عمر 644. |
ولي عمر الخلافة بعهد من أبي بكر وكتب له كتابا بذلك.[56]. فلما نزل بأبي بكر رضي الله عنه الموت، نظر في أمر المسلمين، وقام باستشارة الصحابة من المهاجرين والأنصار: فدعاعبد الرحمن بن عوففقال: أخبرني عن عمر. فقال: إنه أفضل من رأيك إلا أنه فيه غلظة. فقال أبو بكر: ذلك لأنه يراني رقيقاً، ولو أفضى الأمر إليه لترك كثيراً مما هو عليه، وقد رمقته فكنت إذا غضبت على رجل أراني الرضاء عنه، وإذا لنت له أراين الشدة عليه. ودعا عثمان بن عفان وقال له: أخبرني عن عمر. فقال: سريرته خير من علانيته، وليس فينا مثله. فقال أبو بكر لهما: لا تذكرا مما قلت لكما شيئاً، ولو تركته ما عدوت عثمان، والخيرة له أن لا يلي من أموركم شيئاً، ولوددت أني كنت من أموركم خلواً وكنت فيمن مضى من سلفكم. ودخل طلحة بن عبيد الله على أبي بكر فقال: استخلفت على الناس عمر وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، وكيف به إذا خلا بهم وأنت لاقٍ ربك فسائلك عن رعيتك! فقال أبو بكر: أجلسوني، فأجلسوه، فقال: أبالله تخوفني! إذا لقيت ربي فسألني قلت: استخلفت على أهلك خير أهلك. ثم إن أبا بكر أحضر عثمان بن عفان خالياً ليكتب عهد عمر، فقال له: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين، أما بعد. ثم أغمي عليه، فكتب عثمان: أما بعد فإني قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب ولم آلكم خيراً. ثم أفاق أبو بكر فقال: اقرأ علي. فقرأ عليه، فكبر أبو بكر وقال: اراك خفت أن يختلف الناس إن مت في غشيتي. قال: نعم. قال: جزاك الله خيراً عن الإسلام وأهله. فلما كتب العهد أمر به أن يقرأ على الناس، فجمعهم وأرسل الكتاب مع مولى له ومعه عمر، فكان عمر يقول للناس: أنصتوا واسمعوا لخليفة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإنه لم يألكم نصحاً. فسكن الناس، فلما قرىء عليهم الكتاب سمعوا وأطاعوا، وكان أبو بكر أشرف على الناس وقال: أترضون بمن استخلفت عليكم؟ فإني ما استخلفت عليكم ذا قرابة، وإني قد استخلفت عليكم عمر فاسمعوا له وأطيعوا، فإني والله ما ألوت من جهد الرأي. فقالوا: سمعنا وأطعنا.[57].
وقال عمر يوم أن بويع بالخلافة: «رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده».[58]ولقد كان عمر قريبًا من أبي بكر، يعاونه ويؤازره، ويمده بالرأي والمشورة، فهو الصاحب وهو المشير.
وروي أنه لما ولي الخلافة صعد المنبر وهمَّ أن يجلس مكان أبي بكر فقال: «ما كان الله ليراني أرى نفسي أهلاً لمجلس أبي بكر»، فنزل مرقاة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «اقرءوا القرآن تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتزينوا للعرض الأكبر يوم تعرضون على الله لا تخفى منكم خافية، إنه لم يبلغ حق ذي حق أن يطاع في معصية الله، ألا وإني أنزلت نفسي من مال الله بمنزلة ولي اليتيم: إن استغنيت عففت، وإن افتقرت أكلت بالمعروف.»[59]
وروي أن عمر خطب المسلمين يوما فقال:
وقد اتسم عهد عمر بالعديد من الإنجازات الإدارية والحضارية، لعل من أهمها أنه أول من اتخذالهجرةمبدأ للتاريخ، وفقا لمشورة علي بن أبي طالب.[61]. كما أنه أول من دون الدواوين، وهو أول من اتخذ بيت المال، وأول من اهتم بإنشاء المدن الجديدة، وهو ما كان يطلق عليه 'تمصير الأمصار'، وكانت أول توسعة لمسجدالرسولفي عهده، فأدخل فيه دار 'العباس بن عبد المطلب'، وفرشه بالحجارة الصغيرة، كما أنه أول من قنن الجزية على أهل الذمة، فأعفى منها الشيوخ والنساء والأطفال، وجعلها ثمانية وأربعين درهمًا على الأغنياء، وأربعة وعشرين على متوسطي الحال، واثني عشر درهمًا على الفقراء.
فتحت في عهدهبلاد الشاموالعراقوفارسومصروبرقةوطرابلسالغرب وأذربيجانونهاوندوجرجان. وبنيت في عهدهالبصرةوالكوفةوقد سمى الكوفة بجمجمة العرب ورأس الإسلام ويقولحسن العلويأن عمر هو مؤسس حضارة رافدية مثله مثلسرجون الأكديوحمورابيونبوخذنصر[1]. وكان عمر أوّل من أخرجاليهودمنالجزيرة العربية
قالالزهري: 'فتح الله الشام كله على عمر، والجزيرة ومصر والعراق كله، ودون الدواوين قبل أن يموت بعام، وقسم على الناس فيئهم'[62].
[عدل]سقوط فارس
[عدل]التسمية بأمير المؤمنين
على خلاف معالشيعة، يرىأهل السنةأن عمر بن الخطاب أول من سمي بـ 'أمير المؤمنين'، فبعد وفاة النبيمحمدخلفهأبو بكروالذي كان يلقب بـ 'خليفة رسول الله' كما يروي ذلكأهل السنة. فلما توفيأبو بكرأوصى للخلافة بعده لعمر بن الخطاب، فقيل لعمر 'خليفة خليفة رسول الله'. فاعترض عمر على ذلك قائلاً: فمن جاء بعد عمر قيل له خليفة خليفة خليفة رسول الله فيطول هذا ولكن أجمعوا على اسم تدعون به الخليفة يدعى به من بعده الخلفاء فقال بعض أصحاب رسول الله نحن المؤمنون وعمر أميرنا. فدُعي عمر أمير المؤمنين.[63].
وروىالبخاريفيالأدب المفردوالحاكمفيالمستدركوالطبرانيفيالمعجم الكبيروغيرهم: أنعمر بن عبد العزيزسأل أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة : لم كان أبو بكر يكتب : من أبي بكر خليفة رسول الله، ثم كان عمر يكتب بعده : من عمر بن الخطاب خليفة أبي بكر، من أول من كتب : أمير المؤمنين ؟ فقال : حدثتني جدتي الشفاء، وكانت من المهاجرات الأول، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا هو دخل السوق دخل عليها، قالت : كتب عمر بن الخطاب إلى عامل العراقين : أن ابعث إلي برجلين جلدين نبيلين، أسألهما عن العراق وأهله، فبعث إليه صاحب العراقين بلبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم، فقدما المدينة فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثم دخلا المسجد فوجدا عمرو بن العاص، فقالا له : يا عمرو، استأذن لنا على أمير المؤمنين عمر، فوثب عمرو فدخل على عمر فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال له عمر : ما بدا لك في هذا الاسم يا ابن العاص ؟ لتخرجن مما قلت، قال : نعم، قدم لبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم، فقالا لي : استأذن لنا على أمير المؤمنين، فقلت : أنتما والله أصبتما اسمه، وإنه الأمير، ونحن المؤمنون. فجرى الكتاب من ذلك اليوم.[64][65]
وقالالذهبيفي 'تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام': قال الزهري: أول من حيا عمر بأمير المؤمنينالمغيرة بن شعبة.[62]
في حين يرىالشيعةعلى أنعلي بن أبي طالبهو أول من لقب بـ 'أمير المؤمنين'.[66][67]
ويروى كذلك أنعبد الله بن جحش الأسديهو أول من سمي بأمير المؤمنين في السرية التي بعثه فيها النبيمحمدإلى نخلة حسب الأحاديث الصحيحة الواردة في كتب السنة.[68]
[عدل]من أولياته
[عدل]في العبادة
[عدل]العلاقات العامة
[عدل]في مجال الحرب
[عدل]فتوحاته
[عدل]في مجال السياسة
[عدل]إغتياله ووفاته
خرج عمر إلىصلاة الفجريوم الأربعاء26 ذي الحجةسنة23 هـيؤمّ الناس، فتربص به غلام اسمه فيروز وهو عبد للمغيرة بن شعبة ويكنىأبا لؤلؤة، وهو في الصلاة وانتظر حتى سجد، ثم طعنه ثلاث طعنات بخنجر مسموم كان معه، فقال عمر: 'قتلني -أو أكلني- الكلب'[70]، ثم جعل يطعن كل من دنا إليه من الرجال حتى طعن ثلاثة عشر رجلا، مات منهم سبعة[70]، فألقى عليه أحدهم ثوباً، ولما رأى أن قد تقيّد وتعثر فيه قتلأبو لؤلؤةنفسه بخنجره[70][71][72].
ثم تناول عمر يدعبد الرحمن بن عوففقدمه حتى يكمل الصلاة بالناس، وبعد الصلاة حملالمسلمونعمراً إلى داره. وعندما سأل عمر عمن طعنه قيل له أنهأبو لؤلؤةفقال: 'الحمد لله الذي لم يجعل منيّتي بيد رجل يدعيالإسلام'، ثم قال لابنه: 'يا عبد الله انظر ما عليّ من الدُّين' فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألف درهم، فقال: 'إن وفّى مال آل عمر فأدّه من أموالهم، وإلا فاسأل في بني عديّ، فإن لم تفِ أموالهم، فاسأل فيقريش'، ثم قال: 'اذهب إلىأم المؤمنينعائشة، فقل: يستأذن عمر أن يدفن مع صاحبيه' فذهب إليها، فقالت: 'كنت أريده -المكان- لنفسي، ولأوثرنّه اليوم على نفسي'، فلما رجع وأخبر بذلك عمر، حمد الله[73]. فدفن بجانب النبيمحمد، وأبو بكركما أراد. وقد استمرت خلافته عشر سنين وستة أشهر، وقبل أن يموت اختار ستة من الصحابة ممن توفي رسول الله وهو راضٍ عنهم ؛ على أن يكون الأمر شورى بينهم وهم:عثمان بن عفان،علي بن ابي طالب،طلحة بن عبيدالله،الزبير بن العوام،عبد الرحمن بن عوف،سعد بن أبي وقاصليكون أحدهم خليفة على أن لا يمر ثلاثة أيام إلا وقد اختاروا من بينهم خليفة للمسلمين.
[عدل]عمر في عيون الغرب
إن تاريخ عمر بالكامل يظهر لنا أنه (عمر) كان ذو عقليّة فذّة، ونزاهة ثابتة صلبة، وعدالة صارمة، وكان أكثر من أي أحد آخر هو المؤسس للإمبراطورية الإسلامية، مؤكدا ومنفّذا للوحي النبوي، مساعدا ومشاورا لأبي بكر خلال فترة خلافته القصيرة، وواضعا ومؤسسا للأنظمة واللوائح التي تنظم إدارة القانون عبر حدود وأنحاء الفتوحات الإسلامية الممتدة بسرعة، وقد كانت (سياسة) اليد الصارمة التي تعامل بها مع قادة جيوشه الأكثر شعبية في خضم جيوشهم وفي أبعد مشاهد إنتصاراتهم، أعطت (هذه السياسة) دليلا بارزا على قدرته الاستثنائية على الحكم. من خلال بساطة عاداته وازدرائه لمظاهر البهاء والترف والأبهة، فقد اقتدى بمثال النبي وأبو بكر. وقد سعى بشكل مستمر ليؤثر ويحث قادة جيوشه على التحلي بهذه الصفات والسياسات، ففي رسائله لقادة الجيوش كان يقول: 'حذار من الترف الفارسي، سواء في المطعم او في الملبس والزموا عادات بلادكم البسيطة، وسينصركم الله عليهم وسيفتح لكم.' وقد كانت عقيدته القوية واقتناعه الراسخ بهذه السياسات هي التي جعلته يتشدد في معاقبة كُلّ أسلوب متباه وإنغماس فاخر في ضبّاطِه. وبالإضافة لذلك، فإن المراسم المتبّعة (في وقته) تشير بالثناء على قلبه بالإضافة إلى عقله، فقد نهى أن تُباع أية امرأة وقعت في الأسر وقد وُلد لها طفل على أنها رقيق، وأما عند توزيع الأعطيات للمسلمين، من الغنائم أو من بيت المال، فقد قسّمها حسب حاجات وليس مميزات الطالبين، وكان يقول: 'الله أعطانا هذه الأشياء الدنيوية لسدّ احتياجاتنا، وليس لمكافأة فضائلنا، تلك المكافأة حسابها في الآخرة'[74]. |
إن حياة عمر لا تتطلب الكثير لإظهار ملامحها، البساطة والواجب كانتا مبادءه التوجيهية، النزاهة والعدل والتفاني كانت الميزات الرائدة في حكمه، وكانت تثقل كاهله مسؤولية الخلافة حتى أنه كان يقول: 'يا ليت أمي لم تلدني، او أني كنت قصبا من عشب بدلا من ذلك'. كان في صباه ذا مزاج ناري سريع الإتّقاد، ومن ثم عُرف بعد ذلك في الأيام القادمة خلال صحبته ألأولى لمحمد كالمحامي الصارم المتأهب للثأر، ومن ذلك نصيحته بأن يقتل أسارى بدر، ولكن التقدم في العمر فضلا عن كاهل المسؤولية قد خففت من حدّته، وكان حسّه بالعدالة قويّا. وباستثناء ما وقع بينه وبين خالد بن الوليد من المشاحنات، قإنه لم يسجَّل عليه أي عمل من الطغيان أو الظلم، وحتى في مسألته مع خالد فإنما كانت معاملته له كخصم في الحق وليس لأهواء شخصية. وكان اختياره لقادة جيوشه خاليا من المحاباة والتفضيلية، وباستثناء عمّار والمغيرة فإن اختياره كان دائما محظوظا. إن القبائل والجماعات المختلفة في أنحاء الإمبراطورية، والتي تمثل المصالح الأكثر تنوعا، قد وضعت في نزاهته الثقة المطلقة، وقد أبقت قبضته القوية على إنضباط القانون والإمبراطورية... كان يجوب شوارع وأسواق المدينة وسوطه بيده، جاهزا لمعاقبة المفترين فورا، وهكذا ظهر المثل 'أن درّة عمر (سوطه) مهاب أكثر من سيف غيره'. ولكن مع كل هذا، فقد كان رقيق القلب، وسجّلت له أفعال من الشفقة والرحمة لا تعدّ مثل مواساة وتخفيف حاجات الأرامل واليتامى..'[75] |
ومع ذلك فإن عفّة تواضع عمر لم تكن بأقل مستوى من فضائل أبي بكر، كان طعامه (عمر) يتكون من مجرد التمر أو الخبز، وكان شرابه الماء. وكان يخطب بالناس وعليه ثوب مخرّق في إثني عشر موضعا. وقد رآه المرزبان (حاكم مقاطعة فارسي) عندما أتى زائرا ليؤدي لعمر فروض الطاعة، رآه نائما مع الفقراء المعدمين في أحد طرقات المدينة. إن هذا التواضع والتسامح مقرونا بزيادة الدخل العام (للدولة) مكّن عمر من توزيع الأعطيات على المؤمنين بشكل عادل ومنتظم متجاهلا لمكافأة نفسه. فمثلا أعطى العباس عم الرسول أول وأعلى المخصصات، حوالي خمس وعشرين ألف درهم. وخصص خمسة آلاف للمجاهدين الأولين ممن شهدوا بدرا، أعطى للباقين من أصحاب محمد ثلاثة آلاف درهم لكل منهم. ... خلال خلافته ومن سبقه (أبو بكر) فقد كان فاتحوا الشرق هم عبيد الله المخلصون، كانت الثروات المجتمعة مكرّسة للنفقات، للحرب والسلام، في مزيج حكيم من الغنيمة والعدالة. حافظ هذا على اتحاد وانضباط أهل الصحراء عن طريق سعادة نادرة كوّنت توازنا بين تنفيذ الحكم المطلق والحكم الجمهوري من خلال ثوابت متساوية للكل.[76] |
[عدل]فضله ومكانته
يعتقد المسلمون منأهل السنة والجماعةأن أفضل الأمة بعد نبيها محمد هو أبو بكر، ثم عمر. ثم عثمان ثم علي[77]. وتواترتالأخبار عن السلف في ذلك[78]. روىالبخاريفيصحيحهوالترمذيفيالسننوالطبرانيفيالمعجم الأوسط، عنمحمد بن الحنفيةقال: «قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر. وخشيت أن يقول عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.»[79][80][81]
وقد وردت أحاديث وأخبار كثيرة في فضل عمر ومكانته. منها:
قال رسول الله ??:«إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه».حديث صحيح[82].
سمعت رسول الله ?? يقول : «لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب» قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد. وحسنهالألبانيفي صحيح الجامع.[83][84][85]
أن رسول الله ?? قال: «إنه كان قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون، وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب»حديث صحيح[86][87]
أن رسول الله ?? قال لعمر:«والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فَجّا إلا سلك فَجّا غير فَجّك»حديث صحيح[88][89][90][91]
«إذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر، إن إسلامه كان نصرا، وإن إمارته كانت فتحا، وايم الله ما أعلم على الأرض شيئا إلا وقد وجد فقد عمر حتى العضاه، وايم الله إني لأحسب بين عينيه ملكا يسدده ويرشده، وايم الله إني لأحسب الشيطان يفرق منه أن يحدث فيالإسلامحدثا فيرد عليه عمر، وايم الله لو أعلم أن كلبا يحب عمر لأحببته.»
خطبنا علي فقال: من خير هذه الأمة بعد نبيها؟ قلت: أنت ياأمير المؤمنين. قال: لا، خير هذه الأمة بعد نبيهاأبو بكر، ثم عمر، وما نُبعدُ أن السكينة تنطق على لسان عمر.
'مازلنا أعزة منذ أسلم عمر.'[92]
'ما كان عمر بأولنا إسلاماً ولا أقدمنا هجرة، ولكنه كان أزهدنا في الدنيا وأرغبنا في الآخرة'، خرجه الفضائلي.[93]
'لو أن علم عمر وضع في كفة ميزان ووضع علم أحياء الأرض في كفة لرجح علم عمر بعلمهم'[62]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو