السبت 2024-12-14 03:08 ص
 

"الفن ميدان" .. يوم خرجت الثقافة والغناء إلى شوارع مصر

02:43 م

الوكيل - على بعد أمتار قليلة من الميدان الذي شهد ثورة امتدت لثمانية عشر يوما، كان هناك ميدان آخر ولكنه حمل طابعا مختلفاً، امتزجت فيه الثقافة بالغناء، ولكنه بقي دائما معبرا عن ثقافة الثوار ومطالبهم، كل هذا تحت مسمى واحد وهو 'الفن ميدان'، تلك الفعالية التي تقام في السبت الأول من كل شهر بميدان عابدين، على بعد أمتار قليلة من ميدان الثورة المصرية، ميدان التحرير.اضافة اعلان

في أبريل/ نيسان المقبل يتم 'الفن ميدان' عامه الثاني. سنتان قدم خلالهما العديد من الفعاليات، التي أقيم بعضها في قلب الأحداث المشتعلة، فيما لبس بعضها الآخر تأبينا للشهداء.


'العربية.نت' التقت أحمد حسن أحد منظمي 'الفن ميدان' الذي يقام تحت رعاية ائتلاف الثقافة المستقلة، ليوضح أن الفكرة جاءت في البداية عقب نجاح الثورة المصرية، و'كانت تهدف إلى الخروج بالثقافة والغناء إلى شوارع وميادين مصر، التي كان محظورا عليهم الخروج إليها في ظل النظام السابق'. أما اختيار السبت الأول من كل شهر لإقامة الاحتفالية، فيرى حسن أنه جاء بكل بساطة لكونه اليوم التالي للمليونيات التي كان يشهدها ميدان التحرير، في كل يوم جمعة، كي يستمد المنضمون إلى الفعالية روحية أعمالهم من قلب مليونية ميدان التحرير. لذلك اختير ميدان عابدين كي يكون إلى جوار ميدان التحرير مع كل ما يحمله من رمزية ورسالة.


'كوكتيل' ثقافي
يجسد 'الفن ميدان' الثقافة بكل أشكالها، من الأفلام السينمائية، إلى ساحة رسم ومعارض كتب، إضافة إلى مسرح كبير يقدم عروضه الغنائية مجاناً، كل هذا بنكهة ثورية.
لطالما كان 'الفن ميدان' بجمهوره حاضراً في كافة الأنشطة الثورية، حتى أنه أحيا فعالية أمام مجلس الوزراء، بالتزامن مع ما عرف باسم 'أحداث مجلس الوزراء' التي سقط إثرها عشرات الشهداء. حينها قام فريق 'اسكندريلا' بإحياء اليوم، بالإضافة للشاعر المصري زين العابدين فؤاد. في المقابل، ألغيت الفعالية عندما تزامنت مع الأربعين الخاص بالشهيد جابر صلاح الشهير بـ 'جيكا' وتم استبدالها بوقفة على روح الراحل، إضافة إلى الاحتفال بمنطقة النوبة في أحد الشهور تحت عنوان 'يوم النوبة العالمي'.

وزارة الثقافة توقف دعمها
على الرغم من كونها فعالية ثقافية فنية، يحتفي فيها المصريون بالفن على طريقتهم الثورية، إلا أنها تعاني منذ إقامتها أزمات مادية متلاحقة، باستثناء شهور قليلة، تولى فيها الدكتور عماد أبو غازي وزارة الثقافة. إذ كان يدعم فيها الاحتفالية بمبلغ من الوزارة، لكن الدكتور صابر عرب الذي حل بديلا لأبي غازي تخلف عن دعمها بعد توليه زمام الوزارة، وذلك بحسب ما يرويه حسن لـ 'العربية.نت'، مؤكدا أن الاحتفالية لا تقام سوى بتبرعات أعضاء الائتلاف والمتطوعين.
كما أكد أن كافة الفرق التي تشارك تتنازل عن أجرها، حتى أنه في أحد الشهور قدم علي الحجار حفلا في 'الفن ميدان' وهو متبرع بأجره، وكذلك حضر باسم يوسف أحد الفعاليات، إضافة إلى عدد كبير من الرموز الثورية والسياسية، من بينهم الإعلامية المصرية ريم ماجد، لذلك يرى حسن أنه على الدولة أن تدعم 'الفن ميدان' بمبلغ شهري من أجل أن تتم إقامة الاحتفالية في أكثر من محافظة مصرية.

احتفالية تدخل عامها الثالث
احتفالية تدخل الشهر المقبل عامها الثالث، تضع لها أحلاما وطموحات يرويها لنا أحد المنظمين، حيث أشار إلى أنهم يهدفون إلى تكوين مؤسسة 'الفن ميدان' كي يتم انتخاب مجلس أمناء لها، ويكون هناك مقر خاص بها، وكذلك افتتاح عدد من الفروع في المحافظات المصرية المختلفة، مشيرا إلى أنهم في الوقت الحالي أصبحوا يمتلكون المعدات الخاصة بهم كالمسرح، كما أنهم ينوون إقامة شراكة باسم مؤسسة 'الفن ميدان' مع الأحزاب السياسية دون تسمية، حتى يظل 'الفن ميدان' احتفالية باسم جميع من يحتفلون بها.
يذكر في النهاية أن 'الفن ميدان' فقد قبل شهر ونصف أحد منظميه، وهو المصور محمد زهير، الذي كان دائم الحضور في كافة الفعاليات، وقد أقيم له تأبين خاص في 'الفن ميدان'.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة