الخميس 2024-12-12 06:37 ص
 

القادم أسوأ .. لهم!

07:38 ص

-1-
تكاد كل الرؤى التي نقرأها للنخب العربية تتفق على أن «القادم أسوأ» بالنسبة للعرب، بالنسبة لي لا أتفق مع سيناريوهات من هذا النوع، وأحسب أن الأسوأ هو ما مضى، والقادم سيكون مفاجئا لكل الذين تواطأوا مع الاستبداد، وكانوا جزءا من الكارثة التي حلت بالعرب، بعد الثورات العربية..

اضافة اعلان


-2-
الاستخبارات الإسرائيلية لها وجهة نظر أخرى في المستقبل، فهي تعبر عن قلق بالغ إزاء مستقبل علاقات الكيان الصهيوني بالعالم العربي، وعموم التطورات القادمة في المحيط العربي.


الجنرال دورون شالوم، قائد «لواء الأبحاث» في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، مثلا، يرى أن العالم العربي مقدم على «موجة جديدة من التحولات ستؤثر على العلاقات التي تربط حاليا إسرائيل بعدد من الدول العربية». «والمقصود هنا بالتحولات الجديدة، شيء جديد قد يغير ما هو سائد الآن من مناخ مريح جدا للكيان، يقول شالوم في المقابلة التي أجراها معه موقع «وللا» إن «موجة قادمة من التحولات سيشهدها العالم العربي وستؤثر على استقرار الأنظمة القادمة». و»محصلة هذه التحولات ستفضي إلى تراجع علاقات إسرائيل بدول مهمة في العالم العربي»!


في السياق نفسه، يحذّر الجنرال عاموس جلبوع، الذي تولى في الماضي منصب قائد «لواء الأبحاث» في «أمان» دوائر صنع القرار في تل أبيب من الركون إلى التحالفات القائمة حاليا مع الدول العربية. ويتوقع في مقال نشرته صحيفة «معاريف» سلسلة من التحولات «التي ستضيف الكثير من التعقيدات على البيئة الإقليمية لإسرائيل، ما يستدعي الحذر واليقظة وأخذ الاحتياطات اللازمة لتقليص التداعيات المترتبة عليها». وبحسب جلبوع، فإن وتيرة التحولات التي يشهدها العالم العربي منذ تفجر ثورات الربيع العربي «كبيرة جدا، لدرجة أنه من الصعب على إسرائيل استيعابها وسبر أغوارها، واستخلاص العبر منها بشكل مناسب»، بل نقد جلبوع نتنياهو الذي يراهن على التحالف مع «العالم العربي السني»، معتبرا أن هذا الرهان ينطلق من افتراض أن واقع العالم العربي سيستمر طويلا، وهذا ما يتناقض مع المنطق السليم.


-3-
في الجانب الآخر من الصورة، يتعرب الصهاينة على نحو متسارع، ويتآكل ما بناه آباء الصهيونية الأوائل، بعد أن تسرطن المشروع الصهيوني بداء اليمين، والمقصود هنا احتلال «اليهود العرب» وهم المتحدرون من بلادنا، لكثير من المواقع الحساسة في الكيان، وهؤلاء توراتيون مسكونون بالأساطير، ولا يؤمنون بالديمقراطية، ويعتبرون كل من لا يحمل وجهة نظرهم من «الأغيار» وقتلهم حلال، سواء كانوا يهودا أم من العفاريت الزرق، بكلمات بسيطة، التحول الكبير في الكيان باتجاه اليمين المتطرف، والتدين الأعمى، هو بقعة ضوء أخرى مبشرة لنا نحن العرب، فكلما «تعربت إسرائيل» كلما فتكت بها الأمراض والفيروسات نفسها التي رمتنا خلال القرن الماضي على سرير المرض!


-4-
صدر مؤخرا في تل أبيب كتاب «الشرق الأوسط: الأزمة الأكبر منذ صعود محمد» لمؤلفه البروفسيور حجاي إرليخ، أهم المستشرقين في كيان العدو، وكما كتب عنه، يعتبر أن التحولات التي يشهدها العالم العربي ما زالت في أولها فقط، وأن «الأسوأ ما زال ينتظر إسرائيل في المستقبل». أرجو أن تتاح الفرصة قريبا لنا لقراءة هذا الكتاب!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة