القهوة: قد تخفض من خطورة الإصابة بسرطان البروستات القاتل

يبدو أن الرجال الذين يشربون القهوة بانتظام لديهم خطورة أقل لتطوير الشكل القاتل من سرطان البروستات، وذلك بحسب دراسة جديدة قام بها باحثون في كلية هارفرد للصحة العامة HSPH. هذا وقد تبين أن هذا التأثير المنقص للخطورة أثبت لدى الرجال ممن يتناولون القهوة العادية أو منزوعة الكافيين على حد سواء.اضافة اعلان

لوريلي موسي، أستاذ مساعد في قسم علم الأوبئة في HSPH، تقول: 'قامت دراسات قليلة بالبحث في العلاقة بين استهلاك القهوة وخطورة الإصابة بسرطان بروستات قاتل، حيث يعد هذا الشكل من السرطان الأهم لاتخاذ تدابير الوقاية ضده. تعد الدراسة التي قمنا بها الأضخم -حتى تاريخه- بما يخص دراسة هذه العلاقة'. نعني بسرطان البروستات القاتل ذلك السرطان الذي يتسبب بالوفاة أو ينتشر إلى العظام.
يعد سرطان البروستات السرطان الأكثر شيوعاً من حيث التشخيص، ويأتي بالمرتبة الثانية في الوفيات بسبب سرطاني، بين الرجال في أمريكا. إذ يصيب سدس الرجال خلال فترة حياتهم. في أمريكا هناك أكثر من مليوني ناجي من سرطان البروستات، بينما يصل هذا الرقم إلى 16 مليون على مستوى العالم.
'حتى الوقت الراهن، نفتقر إلى فهم عوامل الخطورة التي يمكن تغييرها أو التحكم بها من أجل خفض خطورة الإصابة بسرطان بروستات قاتل. إذا ثبتت صحة نتائج هذه الدراسة، فإن القهوة عندئذ ستعد أحد العوامل القابلة للتعديل التي يمكن أن تنقص من خطر الإصابة بالشكل الأخطر لسرطان البروستات' كاثرين ويلسون.
اختار الباحثون القهوة للدراسة لأنها تحوي مركبات مفيدة عديدة تعمل كمضادات أكسدة وتقلل من الالتهاب وتنظم الإنسولين؛ وكل من هذه الوظائف يمكن لها أن تؤثر في سرطان البروستات. فقد أُثبت في دراسات سابقة تأثير القهوة الخافض لخطورة الإصابة بكل من مرض باركنسون، السكري نمط2، مرض الحصيات الصفراوية، وسرطان الكبد وتشمعه.
قامت هذه الدراسة بالبحث في العلاقة بين شرب القهوة وخطورة الإصابة بسرطان البروستات، ولاسيما خطورة الإصابة بالشكل العدواني منه. وقد شملت الدراسة 47911 رجل أمريكي قاموا بتسجيل مقدار استهلاكهم للقهوة كل 4 سنين، بين 1986 و2008. وخلال فترة الدراسة سجلت 5035 حالة سرطان بروستات، بينها 642 حالة قاتلة أو حصل فيها نقائل.
وكان من بين النتائج:
- كانت خطورة الإصابة بأي شكل من سرطان البروستات عند الرجال ممن شربوا المقدار الأكبر من القهوة (6 أكواب فما فوق)، كانت أقل بحوالي 20%.

- كانت خطورة الإصابة بالشكل القاتل من السرطان عند نفس المجموعة من الرجال أقل بـ 60%.

- هذا الانخفاض في خطر الإصابة وجد عند الرجال الذين يتناولون القهوة العادية أو منزوعة الكافيين، لذا يبدو أن هذا الانخفاض ليس له علاقة بالكافيين.

- شرب كوب إلى ثلاثة أكواب من القهوة يومياً ترافق مع نسبة إصابة أقل بـ 30% بالشكل القاتل من سرطان البروستات.

- الذين يشربون القهوة -غالباً- يدخنون أكثر من غيرهم ويمارسون تمارين أقل. ولما كانت هذه العادات وغيرها من العوامل المرتبطة بنمط الحياة من شأنها زيادة خطورة الإصابة بسرطان بروستات متقدم، فقد تم التحكم بها في الدراسة (لتجنب العلاقة السببية غير الحقيقية). مع ذلك فقد بقي تأثير القهوة الخافض للخطورة.

يجب أن يتم التحقق من النتائج التي تم التوصل إليها في هذه الدراسة لدى جمهرات إضافية من الناس الذين يتناولون القهوة بمقادير مختلفة ومن بينهم عدد كبير من حالات سرطان البروستات القاتل. ولو تم التأكد من هذه المعلومات فإنها ستضاف إلى بقية الفوائد الصحية للقهوة. يخطط المؤلفون حالياً للمزيد من الأبحاث لنفهم بدقة الآليات التي تؤثر بها القهوة على خفض خطورة سرطان البروستات القاتل.
نشرت الدراسة في 17\\أيار\\2011 في مجلة معهد السرطان الوطني. كما حصلت على الدعم من قبل المعهد الوطني للسرطان التابع للمعاهد الصحية الوطنية، والمعهد الأمريكي لأبحاث السرطان، ومؤسسة سرطان البروستات.