الأحد 2025-03-02 07:26 م
 

الكاتبة المصرية هويدا صالح: المثقفون المصريون وقفوا مع مدنية الدولة!

11:59 ص

الوكيل - يكاد يضيء وجه هويدا صالح ميدان التحرير، قبل الثورة وبعدها، مناضلة جسورة لا تهادن ولا تدافع إلا عن قناعات لا مصالح، ورغم هذا الزخم الثوري الذي وصل بها لمقاومة جريئة وقت الثورة، كادت تقضي عليها، مع زوجها الروائي سعيد نوح، فقد سار مشروعها الفكرى متزنا وملتزما مع مشروعها الإبداعي، فحصلت على الدكتوراه في النقد، وكان موضوعها’ ‘الهامش الاجتماعي في الرواية’من منظور منهج السسيو ثقافي في العقد الـ20..’الرواية’المصرية نموذجًا’.. وحصلت عليها بامتياز، بجوار ذلك أصدرت ‘سكر نبات’ ـ مجموعة قصصية، عمرة الدار ـ رواية، ثم ‘عشق البنات’ رواية، ثم متتالية’ الحجرة رقم 13، وعددا من الكتب النقدية مثل ‘طرائق السرد’ و’صورة المثقف’ وغيرهما . اضافة اعلان

‘ في رواية ‘ عشق البنات ‘ إحساس دائم باستخدامك لغة و’ نَـَفس ‘ القصة القصيرة في السرد الروائي .. هل شعرت بذلك أثناء الكتابة ؟
‘ نعم شعرت بذلك وأؤمن أنه ليست هناك جماليات نموذجية يجب أن يلتزم بها المبدع، لكل نص جمالياته، إنني أؤمن بتعدد جماليات وفنيات الإبداع، فقد أكتب الرواية بروح القصة القصيرة، فتصير عشق البنات، وقد أكتب القصة القصيرة بروح الرواية فتصير متواليات سردية مثل الحجرة 13 وبيوت تسكنها الأرواح.
‘ على المستوى المضموني أنت مشغولة دوما بالمرأة : تهدينها رواياتك، وتتناولينها إبداعيا، ألا يعد هذا انحيازا بشكل ما ؟
‘ طبعا انحاز تماما للنساء، أكشف عالمهن، أفضح المسكوت عنه في حيواتهن، أعري الثقافة العربية التي تتحيز ضد النساء، الثقافة الذكورية التي لا تحترم الإنسان في عموم حياته دون تصنيف على أساس الجنس أو الدين أو العرق. أنا معركتي ليست مع الرجل، إنما مع الثقافة الإقصائية التي تنال من النساء وتتحيز ضدهن.
‘ في دراستك ‘صورة المثقف في الرواية المصرية’ هل اختلفت صورته بعد ثورة 25 يناير ؟
‘ لقد اختلفت بالطبع صورة المثقف التي رصدتها في كتابي ‘ صورة المثقف في الرواية الجديدة ‘ عن صورة المثقف بعد ثورة يناير، المثقف في الرواية الجديدة كان يتوزع ما بين المثقف الفوضوي الذي لا يؤمن بقضايا أمته والذي يعيش دون مشاركة حقيقية في هذه القضايا، والمثقف العدمي الذي لا يؤمن أصلا بقيمة الحياة، يشعر باللاجدوى والعدمية وأيضا لا يشارك في صناعة مستقبل أمته، والمثقف الذي على يسار السلطة، والذي يناهضها، ويعمل من أجل قضايا أمته دون الالتفات لمكاسب أو مصالح، والمثقف الذي على يمين السلطة يتمتع بما تمنحه له هذه السلطة، ويتبنى قضاياها ويدافع عنها. أما المثقف في 25 يناير فقد التحق بالثورة، ولو كان متأخرا، نعم ربما لم يكن الكثير من المثقفين يصدقون أن هذه ثورة، والتحقوا بها مثل كثير من الشعب، لكن في النهاية التحقوا وصاروا فاعلين، وآمنوا بها، ووقفوا بضراوة في وجه أخونة الدولة المصرية، ودافعوا عن مدنيتها.
‘ أنت ثائرة قبل الثورة وبعدها : هل اختلفت طرائق تعبيرك عن غضبك قبل الثورة عن بعدها ؟
‘ كانت وستظل طرائق تعبيري عن قضاياي التي أؤمن بها واحدة قبل الثورة وبعدها، أنني أقاوم بشتى الطرق التي أراها متاحة سواء مقاومة أو نضال بالقلم، ونشر الوعي، وفضح الاستبداد، أو نضال بالجسد الفيزيقي بالنزول للشارع ومواجهة المستبد وجها لوجه، وسأفعل مهما تعددت أشكال الاسبتداد سواء كان استبدادا دينيا أو سياسيا .
‘ يذكر أحد النقاد أنك اختزلت صور التهميش العديدة في المجتمع في نمط المرأة المهمشة فقط، في رسالتك للدكتوراه .. ما رأيك ؟
‘ ليس دقيقا أنني اختزلت الهوامش الاجتماعية في المرأة، لقد قمت بتحري واستقصاء كل صور التهميش على المستوى النظري، سواء التهميش الديني او الاجتماعي أو الاثني والعرقي والجندري أو النسوي، لكن ساعة التطبيق قمت فقط بالتطبيق على نماذج نسوية وبررت ذلك في المقدمة، تخيل لو أنني قمت بالتطبيق على كل نماذج التهميش لاحتجت لعشرات الرسائل، لسبب بسيط أنني سوف أطبق على كل تراث الرواية العربية منذ نشأتها وحتى اليوم.
‘ في روايتك ‘ عمرة الدار ‘ لغة طازجة شجاعة، وأجواء مختلفة .. إلى أى حد أنت حاضرة في كتاباتك ؟
‘ كل كتابة هي أنا بشكل أو بآخر، كل كتابة حتى لو تعليق على الفيس بوك، فما بالك بروايتي الأقرب لروحي، نعم هي تمثلني لغة وبناء وجماليات، إنني ابنة كتاباتي وكتاباتي ابنة وعيي ورؤيتي للحياة، ووجهة نظري، وقناعاتي.
‘ قاومتم كجماعة مثقفين وزير الثقافة السابق ، لماذا يقاوم المثقف هذا الوضع من الأساس ؟
‘ وزير الثقافة ذاك لا يمثل الجماعة الثقافية، أتصور أن الإخوان كان هدفهم من هذا الأمر سيناريوهين، إما تفكيك الثقافة من داخلها وإما إهانة المثقفين بتولية رجل لا يعرف الثقافة ولا المثقفين، وليس له أي تاريخ إبداعي أو فكري، رجل أول تصريح له ضد أكاديمية الفنون التي هو ينتمي إليها، فقط لأنه على خلاف مع رئيسها.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة