الجمعة 2024-12-13 02:51 ص
 

الكلام لنا!

08:12 ص

الذين ما زال عقلهم مغلفاً على ديكتاتوريات العسكر منذ منتصف القرن الماضي, لا يمكن أن يفهموا مبدأ الاصلاح التدريجي واستيعاب مراحله الصعبة:اضافة اعلان

- فالتصور بأن الاصلاح يمكن أن يحدث في يوم وليلة, أوصلهم الى ثورة العسكر.
- وثورة العسكر لم توصل الى الديمقراطية وانما اوصلت الى الديكتاتورية.
- والديكتاتورية العسكرية لم توصل الى كسب الحروب وانما الى خسارتها. فالارض المحتلة لم تتحرر وانما اصبحت عام 1967 ثلاثة اضعافها, باحتلال كل سيناء وكل الجولان وكل الضفة وغزة.
- والديكتاتورية المهزومة خاضت حرباً واحدة انتهت الى معاهدات سلام ومعاهدات هدنة اسوأ من التي كانت تحققت بيد «الرجعية العربية»!
لقد كان من الممكن للربيع العربي أن يضع أسساً للاصلاح المتدرج العاقل, ولكنه بدل ذلك ايقظ الذاكرة على الثورة القديمة للعسكر.. لكن بأدوات الاسلام السياسي الذي حل في مصر بالذات محل الديكتاتورية الموروثة, وأحل الفوضى محل القذافية في ليبيا, وهيأ للتطرف الديني الاعمى فرصة الامساك بالشارع التونسي, ثم بثورة الدم في سوريا.
الملك عبدالله الثاني يؤمن بالنموذج الاردني للربيع. فهو يعمل على الاصلاح المتدرج الذي يستوعب الصعوبات, والمآزق الداخلية والخارجية. ومثلما يهمه بناء أسس الدولة الحديثة, والحكومات المنتخبة, فإنه يهتم اكثر بالمعارضة.. ويريد لها أن تكون «حكومة الظل» وليس التجمع في الشارع وعلى رصيف الحياة!!
أحد زملائنا في الصحافة حذر من الترويج للعملية الانتخابية على اساس ان المجلس النيابي القادم سيحقق الحكم الرشيد, وسيقضي على الفساد, وسيقيم الحكومة المنتخبة.
والملك هو الآخر يحذر بالطريقة ذاتها لكن باسلوبه الرفيع, فهو يتحدث عن تجربة حكومة برلمانية ليس لدورة برلمانية واحدة, وانما لعدة دورات. فأي حكومة منتخبة لا بد أن تعمل «بحكومة ظل معارضة». ففي بريطانيا حكومة جلالة الملكة ومعارضة جلالة الملكة!!
الملك عبدالله يتحدث عن اردن المستقبل لصحيفة «لونوفيل اوبزرفاتور» الفرنسية. ونتمنى للقارئ العزيز أن يكون على يقين بأن الملك يوجه كلامه له.. لا للفرنسيين!!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة