السبت 2024-12-14 05:31 ص
 

المجالي يقرع ناقوس الخطر؟

07:34 ص

أزمة اللاجئين السوريين كسرت ظهر الامن العام

التحذير الذي أطلقه مدير الامن العام الفريق اول حسين هزاع المجالي أمام اللجنة المالية في مجلس النواب محذّرا من تفاقم أزمة اللاجئين السوريين التي 'كسرت ظهر الامن العام' يكفي ليخيف الدولة الاردنية والمواطن العادي ويقض مضاجع الجميع ويضعهم أمام تفكير عميق في الأزمة السورية التي تحولت الى أزمة اردنية بامتياز، ليس في مجالها الاقتصادي بل في مجالها الديمغرافي والاجتماعي والامني.اضافة اعلان

الجرس الذي قرعه مدير الامن العام يجب أن يوقظ النائمين أو المتنائمين بعد أن بلغ السيل الزبى، وبعد أن اترعت الارض الاردنية باللاجئين وأصبح الطلب على الخدمات الطبية والاجتماعية والتعليمية والمائية والبيئية والسكنية والكهربائية...الخ في كافة أنحاء المملكة يفوق المتوفر.
هل من المعقول أن يصبح العدد المسجل للاجئين على اراضينا يفوق 450 الف لاجئ، بينما لا تستقبل تركيا اكثر من 150 ألفا؟ هل من المعقول أن نستقبل يوميا أكثر من ألفي شخص؟ ألا يعلم المسؤولون أن مخيم الزعتري الذي يضم 125 ألف شخص أصبح عدد قاطنيه أكثر من المجموع الكلي لسكان مدينة المفرق؟ ألا يعلم المسؤولون أن الاردنيين في لواء الرمثا أصبحوا أقلية في بلدهم؟ ما هي تكلفة ذلك ديمغرافيا وامنيا وخدميا؟
نعرف أننا اخطأنا في 'تزيين الملجأ الاردني' فأصبحنا مقصدا سياحيا، لكن الى متى؟ ما هي مقدرتنا حكومة وشعبا على الاحتمال؟ هل نستسلم لقدرنا بأن نتحول الى 'اسفنجة' امتصت وتمتص كل الازمات الديمغرافية في المنطقة ابتداء من هجرات بداية القرن الماضي وأهمها مأساة فلسطين مرورا بالازمات اللبنانية والعراقية وأخيرا السورية؟ ألا يعلم المسؤولون حجم التغيرات الهائلة على طرأت على المجتمع الاردني نتيجة الهجرات؟
الامر جداً خطير ويحتاج الى مراجعة سريعة وناجعة قبل أن تقع 'الفأس بالرأس' ونعجز عن تأمين الخدمات للاشقاء المستضافين ويتحول شعبنا الى حالة لجوء تنتج أزمة داخلية في تكلفة المعيشة وتوفر الخدمات، نحتاج أولا الى مراجعة لدراسة امكانيات الوفاء بواجباتنا حكومة وشعبا وارضا وامكانيات، فهل نحن قادرون على ذلك؟ من يتحمل أن يقول كلمة نعم بوضوح؟ من يتحمل المسؤولية عن الصمت وتفاقم المشكلة؟
نعرف أن الحكومة لن تستطيع إغلاق الحدود ومنع دخول اللاجئين، ونحن لا نطالب بذلك، لكن كفوا عن إطلاق حملات الدعاية والاعلام التي تمارسونها بشغف كبير، أطلقوا صرخات التحذير للمجتمع الدولي والعربي، فهل ما يصل من المساعدات يغطي جميع احتياجات اللاجئين السوريين؟ من يغطي حاجات المتضررين الاردنيين؟ هل وصول المساعدات أخلى طرف الاردن ووفّر امواله وكوادره؟ لماذا لا تأخذ النخوة بلدان عربية تعتبر نفسها لاعبا اساسيا في الأزمة السورية باستضافة بضع آلاف من اللاجئين للتخفيف على الاردن وعلى اللاجئين انفسهم؟
واهمٌ من يعتقد أن كل اللاجئين السوريين إذا انتهت الأزمة بأية طريقة (حربا أو سلما) سوف يعودون؟ هل يعود من دمّر بيته قبل أن يؤمن سقفا يأويه؟ هل يعود من فقد مصدر رزقه قبل أن يجد مصدرا آخر؟ هل يعود اللاجئ قبل توفر الأمن والأمان في مسقط رأسه؟
يكفي أن تمارس الدولة لعبة 'إغماض العيون' فالغرق ليس قدرا، يكفي أن يحاول الغريق. غالبا ما تكون هناك فرصة تستحق المحاولة، لكن علينا أن نعرف قدراتنا فالمكابرة لا تفيد، يجب أن ندافع عن مصالحنا، نعرف أننا نقف أمام امتحان اخلاقي، لكن على الدولة أن لا تجامل ولا تقامر بحق الاردنيين بالحياة الكريمة.
رحم الله أبي عندما كان يقول بعد كل مشكلة يصعب علاجها 'اذا فات الفوت ما بنفع الصوت'، فهل نقول عظّم الله اجركم أو ننتظر عبارة اخرى؟

[email protected]


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة