السبت 2024-12-14 04:03 ص
 

المركز القومي للترجمة يصدر ‘مصر تحت حكم بونابرت’

01:46 م

الوكيل - صدر حديثا عن المركز القومي للترجمة النسخة العربية من كتاب ‘مصر تحت حكم بونابرت: غزو الشرق الاوسط’، الكتاب من تأليف خوان كول، وترجمة مصطفى رياض، ومراجعة وتقديم أحمد زكريا الشلق.اضافة اعلان

يروي الكتاب في 577 صفحة، المواجهة السياسية والعسكرية والثقافية التي وقعت بين الفرنسيين والمصريين في السنوات الاخيرة من القرن الثامن عشر، وتعتمد في المقام الاول على قراءة موسعة لمذكرات وخطابات خلفها وراءهم شهود عيان على ذلك العصر.
من الواضح أن الدراسات التي تتناول فترة الاحتلال الفرنسي لمصر ما زالت تثير اهتمام المؤرخين والكتاب، كما ان نابليون بونابرت لا يزال يحظى بالاهتمام نفسه، وربما اكثر، سواء في نطاق التاريخ الأوروبي او في مغامراته العسكرية خارج أوروبا.
فلا يكاد يمر عام أو بضعة اعوام الا وينشر كتاب جديد يتناول تاريخه، حيث ان تاريخه لا يتعلق بتاريخ وطنه فرنسا وثورتها الكبرى فحسب، وانما يتقاطع ويتداخل مع بقية بلدان اوروبا بدرجة او بأخرى، ولعل هذا ما دفع المؤلف الى ان يقدم لنا هذا الكتاب.
أهم ما يميز هذا الكتاب هو اعتماد المؤلف على مصدر له طابع خاص لدى المؤرخين وهو مذكرات وأوراق ومراسلات ضباط الحملة الفرنسية وجنودها من صناع الوقائع والمشاركين فيها او شهود العيان. وهذا المصدر مهم وملهم وله طابع انساني، وباعتباره مصدرا غير رسمي فان درجه مصداقيته عادة ما تكون اعلى من المذكرات والقرارات الرسمية، خاصة وأن الحملة لم تكن مجرد حملة عسكرية، وانما كانت لها جوانبها الحضارية والاجتماعية المتعلقة باختلاط الفرنسيين بالمصريين في اواخر القرن الثامن عشر. ومن أبرزالجوانب التي ابرزها الكتاب، أنه سجل جوانب كبيرة من العمليات العسكرية الفرنسية التي ابرزت وحشية جيش الشرق الاستعماري التي حاول الفرنسيون اخفاءها تحت قناع الحداثة والتحديث، حيث كان الضباط الفرنسيون يكتبون ويسجلون في مذكراتهم وخطاباتهم لذويهم، ما أحدثوه من تدمير وإحراق لقرى بكاملها، فضلا عن عمليات السلب والنهب التي مارسها دعاة الحرية من الفرنسيين.
صور المؤلف خوان كول في هذا الكتاب كيف قاوم العثمانيون مع المصريين والماليك، هذا الغزو عندما دارات معركة اشتهرت بمعركة الاهرام، فذكر أن العثمانيين قاوموا ولم يهربوا أو يستسلموا الا بعد قتال عنيف، فقد صور شهادات فرنسية مهمة عن إحراق الفرنسيين للرحمانية انتقاما من الاهالي الذين فروا منها، وكيف اشعلوا الحرائق في كثير من القرى في طريق زحفهم الى القاهرة، ومن الامثلة التي اوردها الكتاب وتدل على الوحشية، عندما أحرق البدو أحد أمناء المخازن وخادمة الفرنسيين، استشاط بونابرت غضبا وأمر باضرام النار في القرية بأكملها، وقتل اهلها جميعا رميا بالرصاص او بضرب اعناقهم بالسيوف، وهي عقوبة جماعية لا تستند الى منطق، وممارسة فجة للارهاب.
ونلاحظ على امتداد الكتاب، كيف تميز المؤلف بنظرة نقدية، لا تستسلم لما ورد بالتقارير والمنشورات الرسمية، فهو يرى أن الفرنسيين الذين جاءوا الى مصر لتخليصها من ظلم المماليك واستبدادهم، لم يختلفوا عنهم كثيرا في السطوة والجشع. وأنه ربما كان وجه الاختلاف يتمثل في انهم كانوا اكثر حرصا على ما يلزمهم من موارد، وانهم افضل تسليحا ايضا.
وقد حظيت سياسة بونابرت الاسلامية باهتمام خاص من جانب المؤلف فخصص لها الجزء السابع، حيث أوضح باسهاب كيف انه استخدم الدين لاغراض سياسية، حيث حاول مثلا اقناع ائمة المساجد بالدعاء له في صلاة الجمعة كما كانوا يدعون للسلطان العثماني.
وهناك قضية هامة ايضا يثيرها الكتاب، وهي ان بونابرت احرق مستندات دولته ذات الصلة بجمهورية مصر الفرنسية بعد ان ادرك مدى الفوضى التي احدثها في وادى النيل، والفشل الذريع الذي منيت به حملته، والاعلام والدعاية الكاذبة التي احاطت بحملته، وقتل الالاف بدون رحمة واحراق القرى وتدميرها، ويتعجب المؤلف بانه على الرغم من كل هذا فان هناك البعض من انصار القومية المصرية في مصر يصفوا هذه الحملة بانها كانت دفعة قوية نحو الحداثة!
المؤلف خوان كول، مفكر امريكي متخصص في تاريخ الشرق الاوسط وجنوب اسيا، حصل على درجة الليسانس في التاريخ والاداب من جامعة نورثوسترن، ودرجة الماجستير من الجامعة الامريكية بالقاهرة، ودرجة الدكتوراة في جامعة كاليفورنيا بلوس انجلوس في مجال الدراسات الاسلامية ويعمل حاليا استاذا للتاريخ بجامعة ميتشغان، وهو رئيس جمعية دراسات الشرق الاوسط في أمريكا الشمالية منذ نوفمبر 2004، له العديد من المؤلفات وقد ترجم أيضا ثلاثة مجلدات من اعمال الشاعر جبران خليل جبران العربية الى الانجليزية.
المترجم، مصطفى رياض، حصل على الدكتوراة في الأدب الانجليزي من جامعة عين شمس 1988، يعمل حاليا استاذا للادب الانجليزي بكلية الاّداب، عضو مجلس ادارة الهيئة المصرية العامة للكتاب، له العديد والعديد من الابحاث في الأدب الانجليزى والأدب المقارن.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة