الخميس 2024-12-12 05:29 م
 

المستعربون .. سلاح إسرائيلي ضد الفلسطينيين

06:40 م

 الوكيل - ملثمون بالكوفية الفلسطينية، وبلباس فلسطيني، يرشقون القوات الإسرائيلية بالحجارة، يحفزون الشبان على التقدم، وإشعال المواجهة، وعند وقوع فريستهم في موقع مدروس، يشهرون سلاحهم، يطلقون النار، يعتقلون فلسطينيا، وقد يقتلونه.اضافة اعلان


إنهم وحدة المستعربين، في الجيش الإسرائيلي، كما يطلق عليها الفلسطينيون.

وكان مستعربون، اقتحموا فجر اليوم الخميس، مستشفى الخليل الأهلي، في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وقتلوا شابا واعتقلوا آخر، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وفي تفاصيل العملية، قالت الوزارة، إن 21 فردا من القوة الإسرائيلية (المستعربون)، اقتحموا المستشفى فجرا، بلباس فلسطيني، بصحبة سيدة ادعت أنها في حالة ولادة (انجاب).

واضافت الوزارة، إن القوة اقتحمت غرفة النزيل عزام شلالدة، والمصاب بجروح منذ عدة أسابيع، واعتقلته، بعد أن أطلقت على مرافقه الشاب عبد الله شلالدة النار، وأوقعته قتيلا، وهو ما وصفته الخارجية الفلسطينية بـ'ارهاب دولة'.

وأظهرت تسجيلات لكاميرات المراقبة في المستشفى، القوة التي دخلت بلباس فلسطيني، واشهارها السلاح.

والمستعربون بحسب عماد أبو عواد، الباحث في مركز القدس للدراسات الإسرائيلية (غير حكومي)، هم وحدة منتخبة من الجيش الاسرائيلي يقوم بتدريبها، على نمط الحياة الفلسطينية بكل تفاصيلها، ويتقنون اللغة العربية ولهجات محلية، وتضم أحيانا القليل من العرب الذين يرغبون بالعمل في الجيش مثل 'الدروز'.

وعن تاريخ الوحدة، يقول أبو عواد، لوكالة الأناضول:' كان المستعربون من الوحدات المقاتلة في (البلماح) وهو الجيش اليهودي الذي عمل في فلسطين، قبل إعلان قيام إسرائيل، في السنوات 1941-1948 وبعد ذلك أصبحوا وحدة، في الاستخبارات الإسرائيلية باسم (خدمة استخبارات 18) حتى عام 1950'.

وأضاف:' من أبرز وحدات المستعربين (ريمون، شاكيد، شمشون) والتي نشطت حتى العام 1996، وتعمل اليوم وحدات (دوبدبان، ياماس، الجدعونيم)، ويناط بها عمليات استخباراتية، واعتقالات، واغتيالات، في فلسطين وخارجها'.

وقال أبو عواد:' إن خطورة هذه الوحدات تكمن بإجادتها للغة العربية ووفق لهجات أهل المنطقة، وبذلك بإمكانها التسلل والقتل والاختطاف وزرع العبوات والاجهزة الالكترونية التجسسية في مناطق مختلفة، وقد ساهم بعض العملاء العرب بتطوير عمل هذه الوحدات'.

الشاب محمد زيادة (19عاما)، من بلدة 'بيتللو' قرب رام الله، اعتقل مطلع أكتوبر/تشرين أول الماضي، على يد مستعربين خلال مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوة إسرائيلية على مدخل رام الله الشمالي.

يقول زيادة لوكالة الأناضول:' لم أعرف كيف تم اعتقالي، ولم ألحظ وجود أي قوة إسرائيلية بين المتظاهرين، كانوا يرتدون ملابس عربية، ملثمون، يجيدون العربية بطلاقة، وفي لحظة اعتقلت، أشهروا السلاح أطلقوا النار علي من مسافة الصفر، أصبت بجروح في الرأس'.

ويقول الشاب:' خضعت للتعذيب والضرب وأنا مصاب، ونقلت للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية وأفرج عني بعد أيام، أعاني من شلل في اليد اليمنى والرجل اليمنى، نتجت عن الإصابة والضرب'.

وعن تفاصيل القوة يقول:' من الصعوبة تمييزهم، فهم ينخرطون مع المتظاهرين، ويرشقون الجيش بالحجارة، ينتظرون فرصة لاقتناص واعتقال مطلوب أو متظاهر'.

يستطرد الشاب قائلا:' لا أعلم لماذا اعتقلت؟ كنت أمر من الموقع، ولم أكن أشارك في المواجهات'.

ويقول خالد عودة الله، المختص في الشؤون الاستعمارية والإسرائيلية، إن إسرائيل تسعى لتحقيق هدفين من وراء استخدام المستعربين، الأول ميداني، لتنفيذ عمليات ومهام مخصصة لهذه القوة او الفرقة، كاختراق المجتمع والوصول إلى نقاط بحاجة إلى سرية عالية.

ويضيف عودة الله لوكالة الأناضول، :' الهدف الثاني، هو شن حرب نفسية، ولخلق حالة بلبلة وعدم الشعور بالأمان، في صفوف الفلسطينيين، وأن القوات الإسرائيلية قادرة على الوصول إلى أي مكان'.

وقال:' أثبتت سنوات الاحتلال أن لا مكان محصن أمام القوات الإسرائيلية، لقد سافروا مئات الكيلومترات من أجل اعتقال أو اغتيال أشخاص خارج حدود فلسطين'.

من جانبه، يوضح عبد الله أبو رحمة، منسق 'لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية'، المناهضة للاستيطان وجدار الفصل في الضفة الغربية، أن الجيش الإسرائيلي استخدم هذه الوحدة في انتفاضة الحجارة عام 1987، وفي انتفاضة الأقصى عام بشكل2000 بشكل ملحوظ.

وأضاف لوكالة الأناضول للأنباء:' تم اعتقال عدد كبير من الفلسطينيين، وقتل آخرين على يد هذه القوة، التي كانت تتنكر في مركبات النقل وكباعة متجولين'.


الاناضول


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة