الخميس 2024-12-12 06:27 ص
 

المهاجرين السوريين ومسؤولية العرب

08:12 ص

لنصفق للجامعة العربية التي تذكرت أن هناك لاجئين ومشردين سوريين يعانون أشد العناء ويعانون صنوف البلاوي التي لا تخطر على بال أحد، الحمد لله على هذه العاصفة التي قدمت الدليل الدامغ لكل من رأى واستمع وشاهد أن هناك تقصيرا عربيا واضحا وأمميا تجاه هؤلاء الذين قاسمهم الأردن ماءه ورغيف خبزه !. اضافة اعلان

الجامعة العربية التي خطب فيها وزير خارجيتنا 'ناخزا' الأشقاء تجاه المأساة التي يعاني منها السوريون بعد أن قدم الأردن كل ما يستطيع ضمن إمكاناته المتواضعة مذكرا أن ترك الأردن يتحمل أعباء كل هؤلاء وما سيصل ويصل على الدوام إنما هو جريمة بحق الأردن والأردنيين والسوريين على حد سواء .
ما قدمه الأردن للأشقاء خلال العام الماضي زاد على 600 مليون دولار والجميع يعرف معنى هذا الرقم بالنسبة للموازنة الأردنية وأبعاد تأثيرها على المواطن الأردني الذي استوعب ذلك وتحمله إكراما لحالة الإباء . .
كان الأمل أن يتم احتواء الأزمة قبل استفحالها ، لكن تفاقمها واحتدام الصراع وتصعيده ينذر بهجرات مضاعفة ، ما يشكل تحديا جديدا لا بد للعرب ودول العالم من مواجهته ، حيث شاهدنا ملامحه في موجة البرد والثلج التي هبت على المنطقة .
الجامعة العربية لم ، أو لا تريد أن ، تدرك أن مسؤولياتها العربية والدينية والانسانية تُملّكها الحق وتُحمّلها المسؤولية بأن ترعى هؤلاء العرب المشردين عن ديارهم لا أن تتركهم فريسة للصحراء والظروف الاقتصادية القاسية التي يعاني منها الأردن .
الموقف لا يحتمل تشكيل لجان ، ولا يحتاج إلى خبراء ولا إلى تقرير يقدم لمؤتمر الكويت نهاية هذا الشهر ، ما يحتاجه هو مواقف صادقة وجادة للوقوف أمام تحدي هذه المأساة .
ما هي قيمة المئة مليون دولار أو المئتين ؟ ماذا تساوي في موازنات زاد الفائض منها على الـ150 مليار دولار ؟ لماذا اللجنة ؟ هل لتقرر كم بطانية أو خيمة ، كم لوكس إضاءة أو مدفأة ، وكم رغيف خبز أو شوال أرز ، كم دجاجة أو فخذ عجل؟
لماذا لم يكتفوا بتقرير الهيئة الخيرية الأردنية ؟ لماذا لم يوكلّوها حيث هي القائم على هذه المهمة منذ الأزمة السورية؟ لماذا لا يقرون المبالغ ويتركون الأردنيين يتعاملون مع الأمر بكل خبرتهم ومعرفتهم خاصة وأن الأمر على أرضهم ، بدل أن تصبح 'كطبيخ الشحادين ' ؟. نحن لا نريد خبراء ولا إدارات نحن نريد توفير المستلزمات اللازمة ، ونحن أكفأ من يديرها بأرقى وأفضل الأساليب .
لا أفهم موضوع تشكيل اللجنة إلا بطريقة لا أحبها ولا أرغبها لأن في ذلك تشكيكا وتعطيلا ، وهذا أمر مرفوض بكل أبعاده ومعاييره . نحن قدمنا قبل أن نقول للجميع أعطونا ، فأيهما أكرم مَن يستدين مِن أجل أن يُطعم ضيوفه المشردين أم أولئك الذين ما زالوا يدرسون ويشكلون اللجان ويتبرعون بـ 800 الف دينار من دون أن يكلفوا أنفسهم مجرد اتخاذ قرار الدعم وإيصاله للدول العربية .
المشكلة التي نقولها ونؤكد عليها تقوم على أمرين ؛ الأول: برنامج متكامل للموجودين خلال عام كامل . و الثاني: عمّا هو متوقع من مهاجرين وسط تصاعد الأزمة وزيادة زخمها .
ولا بد من التأكيد لو أن أوضاع الأردنيين ميسورة لبادرنا بأنفسنا ودفعنا وقطعنا اللقمة عن أولادنا ومنحناها إلى لاجئ فقد بيته وأمانه ، ولما طلبنا من أحد أن يمد يد العون خاصة وأن تجربتنا مع الأشقاء الفلسطينيين والعراقيين وأخيرا السوريين منذ 23 شهرا قدمنا لهم من دون أن نقول لأحد أعطونا العون أو المدد .. نعم ليست بمنة ولكنه ديدننا نحن الأردنيين ، نحن نستقبل الإخوة والأشقاء ونبذل ما في وسعنا من أجل تمكينهم وبقائهم على الأقل ، ونوفر لهم بالضبط ما نوفره للمواطن الأردني ، لكن الأمر لا يمكن أن يستمر على هذا المنوال ، فقد قدمنا ما استطاعت امكاناتنا أن تقدمه السنة الماضية.
فهل تريدوننا أن ننتحر حتى نكفي هذا الجحود المشهود . إنهم الإخوة العرب وسنبقى معهم ولهم ونقاسمهم ما تبقى لدينا من خبز ' والجود من الماجود ' .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة