السبت 2024-12-14 10:12 ص
 

النجاح بالعقل الجمعي وخلايا الإدارة

11:08 م

نجحت الدولة بتقديم الجهد الجماعي تحت لافتة مركز ادارة الازمات , كمظلة تحتضن العقل الجمعي لإدارة الملفات أو الازمات , وكان اختبار العاصفة الثلجية باكورة نجاح لعقل اردني عمل كفريق تحت مظلة واحدة وانعكس النجاح على حجم الرضا مع تسجيل بعض الملاحظات على الأداء ومدى استجابة المجتمع لخلية إدارة الأزمة , فكانت الخدمة ترتفع كلما ارتفعت استجابة المجتمع للتوجيهات المهنية .اضافة اعلان

لا شيء يغري بالنجاح اكثر من النجاح نفسه , ولهذا يدفعنا النجاح المقطوع في ادارة ازمة العاصفة الثلجية الى سحب هذا النجاح على ملفات عالقة تحتاج الى خلية ازمة لإدراتها واستخلاص التوافقات وعكسها على شكل قرارات ومشاريع قوانين , فثمة آراء مطروحة على بساط المشروع السياسي الأردني تحمل وجاهة وتحمل مشروعية وتحتاج فقط الى ادارة والى ايجاد توافقات بينها وهذه تحتاج الى خلية ازمة ولا تحتاج الى لجان .
ظاهرة اللجان لم تعد مقبولة لدى العقل الجمعي الاردني خاصة أن اللجان ترسخت كحالة تسويف او تثاؤب سياسي وإداري لشراء الوقت وتمرير اللحظة دون حساب تداعيات تفاعل موضوع اللجنة تحت الرماد السياسي والرماد اللحظي , فكل لجانننا السابقة لم تقدم النتائج ولجنة واحدة قدمت نتائج عمومية واقصد لجنة مراجعة الخصخصة , على عكس مركز إدارة الأزمات او خلايا ادارة الازمة التي نجحت في بناء لبنات ثقة مع المجتمع الأردني وتوسيع بيكار عملها ليشمل العالق من السياسة والعالق من الاقتصاد سيسهم في البدء في معالجات وسط بيئة حاضنة موثوق بها نسبيا .
وحتى لا يكون الكلام على العموم فإن ملف الشباب على سبيل المثال وثنائية مظلته الراعية تحتاج الى اعادة قراءة للتجربة بمجملها , اين نجحت هيئة شباب كلنا الاردن واين اخفقت وكذلك الأمر بالنسبة للمجلس الأعلى للشباب اين نجح وأين أخفق وما جدوى بقاء مظلتين للعمل الشباب ومآل إحداهما للعمل تحت مظلة الأخرى او ادماج المظلتين تحت مظلة وزارة الشباب والرياضة او أي تسمية اخرى .
من الملفات القابلة للحل نقترح ان تبدأ خلايا الازمة او مركز الازمات عملها في الملفات السياسية وملف الشباب قابل للحل وقابل لجلوس عقول متنوعة على طاولة واحدة لإيجاد مخارج لحالة العبث الدائرة في اوساط الشباب وانحياز الشباب الى مفاهيم التعصب والتطرف او انزياحهم الى مفاهيم اللامبالاة والتقليد الأعمى الى كل ما هو خارج عن منظومتنا الثقافية والاجتماعية طبعا دون قصد الانغلاق بل الى تحديث المفاهيم وتصويبها فقد قدمت مجاميع شبابية نماذج ايجابية خلال العاصفة الاخيرة واثبتت انها قابلة للعمل الجماعي ولكنها تحتاج الى البوصلة والمظلة القابلة لهضم امالهم وطموحاتهم .
إغراء النجاح يغوي بالنجاح، لذا نريد البناء على تجربة العقل الجمعي لمعالجة اختلالات كثيرة طالت البناء الشبابي وطالت طموحاتهم وآمالهم كما طالت المحافظات وتهميشها وتهشيمها , وكل التشخيص السابق كان يشير الى اختلال آلية العمل وتشظيّها بين دوائر متعددة حتى تسلل الى وعي المواطن ان مؤسسات الدولة تعمل كجزر معزولة بل واحيانا متناقضة وتجربة مركز ادارة الازمات في تعظيم قيمة العمل الجمعي والعقل الجماعي تفتح الشهية لتعظيم التجربة وتعميمها على باقي الملفات الوطنية التي تحتاج الى مظلة وخلية علاج .
العاصفة انزاحت بهدوء وبنجاح قياسا بالتجارب السابقة رغم أن الإدارات هي هي، والمؤسسات نفسها، فلماذا اخفقنا في “ألكسا” ونجحنا في العاصفة هدى ؟
وكان الجواب واضحا ولا يحتاج الى كثير بحث , لدينا مؤسسا كل واحدة منها قصة نجاح , فالدفاع المدني جهاز كفؤ وكذلك امانة عمان وشركة الكهرباء والقطاع الخاص لم يتغير والذي تغير هو عقلية الادارة التي نجحت في ادارة العقل الجمعي وهذه كلمة السر في النجاح إذا اردنا اكمال النجاح على كل المستويات .
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة