اوّل ( زلمة ) !

كشف مدير الرقابة والتفتيش في وزارة الزراعة المهندس رائد العدوان ان هناك مسؤولين يتدخلون في وزارة الزراعة وان احدهم قام بإدخال شحنة دجاج غير صالح الى الاسواق بعد ان رفضتها الحكومة العراقية .اضافة اعلان

الكارثة في تصريحات هذا المدير ليس ما ذكره عن تدخلات المسؤولين وعن فساد بعضهم فتلك مسائل اصبحت عادية ولم تعد تشكل صدمة للشعب الاردني .
بل إن الكارثة الحقيقية هي دخول شحنة ( الدجاج ) الغير صالح للاسواق وحتى الان لم يعلن عن ( مقاقاة ) أي مواطن من الوجع !
اذا ثبت فعليا دخول هذه الشحنة للاسواق واستهلاكها من قبل المواطنين فعلى الحكومة القيام فورا بالغاء كافة الدوائر الصحية المعنية بالاشراف والرقابة على المستوردات الغذائية وذلك من باب ترشيد النفقات، فمن الواضح انه ليس هناك حاجة لصرف ملايين الدنانير على إجراء الفحوصات المخبرية و لدى المواطن الاردني (معدة ) : ' طايح فيها رايح ' !
عند دخول مثل تلك ( الشحنات ) عادة ما نتهم الدولة بالتقصير ونطالب بتشكيل لجان تحقيق لمحاسبة المتسببين !
دعونا من هذه الديباجة ولنكن في هذه ( الشحنة ) واقعيين .. لنفرض ان في هذه الشحنة ( 100 ) الف ( دجاجة ) .. وان رب الاسرة في المتوسط يقوم بشراء ( دجاجتين ) أي ان هناك ( 50 ) الف سيدة قمن بتنظيف هذا ( الدجاج ) او ( طهيه ) او حتى ( أكله ) .. لاحظ ان أي واحدة منهن لم تكتشف عدم صلاحية ( الدجاج ) مع ان اللون والطعم والرائحة في هذا ( الدجاج ) بالذات تكون عادة غير شكل ، وهذا دليل على تورط ( ربات البيوت ) ايضا مع هذا المسؤول في إدخال هذا ( الدجاج ) الغير صالح الى بطوننا .. فاذا اردنا محاسبة احد فالاولى ان نحاسب انفسنا بالاول !
هذه ( الشحنة ) مثلها مثل غيرها لن يتم التعرف على صاحبها ..لكنها قد تؤثر على خفض نسب الكوتا النسائية في قانون الانتخاب الجديد .. لانه من الواضح ان المرأة في بلدنا غير قادرة على مراقبة صلاحية ( الدجاج ) فكيف ستكون قادرة على مراقبة عمل ( الحكومة ) !
اكلنا ( الدجاج ) وفيه ( العافية ) .. لكن الاهم هو اننا تعرفنا على اوّل ( زلمة ) طلّع اللي بقلبه ؟! .