الوكيل - قتل 114 شخصا بينهم 32 طفلا في مجزرة جديدة نفذها الجيش السوري عندما قصف امس الاول مدينة الحولة في حمص احد اهم معاقل الثورة ضد نظام الرئيس بشار الاسد، الامر الذي حذا بالجيش السوري الحر دعوة عسكرييه ومقاتليه الى شن هجمات ضد القوات النظامية بهدف منع النظام وميليشياته من الوصول للمناطق المدنية من خلال قطع طرق الامداد والتهديد بوقف التزامه بخطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان اذا لم يتحرك مجلس الامن بشكل فوري لحماية المدنيين، فيما دعا المجلس الوطني السوري امس مجلس الامن الى «عقد اجتماع فوري»، بالتزامن مع اقرار الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة بان المجموعات المنشقة باتت تسيطر على اجزاء «كبيرة» من بعض المدن محذرا من تزايد خطر نزاع شامل.
واكد رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود امس مقتل 114 شخصا بينهم 32 طفلا دون سن العاشرة في مدينة الحولة في حمص. وقال «ذهب المراقبون العسكريون والمدنيون الى الحولة واحصوا اكثر من 32 طفلا تحت سن العاشرة وستين بالغا مقتولين». ودان مود «المأساة الوحشية» في الحولة وقال ان المراقبين الدوليين «يدينون باشد العبارات المأساة الوحشية»، مؤكدا ان التدقيق الذي اجرته البعثة كشف «استخدام مدفعية الدبابات» في قصف المدينة. وحذر مود الذين يستخدمون العنف من انهم «قد يقودون البلاد الى حرب اهلية»، مضيفا ان «الذين يستخدمون العنف لاجنداتهم الخاصة سيتسببون بمزيد من عدم الاستقرار وبمزيد من الاحداث غير المتوقعة وقد يقودون البلاد الى الحرب الاهلية».
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ونشطاء على الارض ان «عدد الشهداء الذين سقطوا في المجزرة ارتفع الى اكثر من 114 بينهم 32 طفلا»، مشيرا الى ان القصف الذي بدأته القوات النظامية صباح امس الاول استمر حتى ساعة مبكرة من يوم امس. واوضح المرصد ان «بلدتي تلدو الواقعة على طرف مدينة الحولة الجنوبي والطيبة الواقعة على الطرف الغربي، وهما البلدتان اللتان تركز عليهما القصف، شهدتا نزوحا جماعيا الى المناطق الداخلية في المدينة، خوفا من تجدد القصف او حصول هجوم».
ودعا المجلس الوطني السوري المعارض في بيان اصدره فجر امس مجلس الامن الدولي الى «عقد اجتماع فوري» بعد «مجزرة الحولة الشنيعة» التي حصلت «في ظل وجود المراقبين الدوليين». واورد المجلس من جهته حصيلة للقتلى تجاوزت الـ100، مشيرا الى ان عائلات بكاملها قتلت «ذبحا» على ايدي «شبيحة النظام ومرتزقته»، وانه تم «تقييد ايدي اطفال قبل قتلهم»، واصفا الهجوم «بالهمجي». ودعا المجلس الى «تحديد مسؤولية الأمم المتحدة ازاء عمليات الابادة والتهجير القسري التي يقوم بها النظام في حق المدنيين العزل». كما شدد على مسؤولية المجتمع الدولي في اتخاذ «القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت الفصل السابع (من ميثاق الامم المتحدة)، والتي تتيح حماية السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة».
كما طالب جامعة الدول العربية بـ»عقد اجتماع عاجل للمجلس الوزاري لسحب ما تبقى من اعتراف بالنظام وقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معه، ودعوة دول العالم كافة لمعاملة هذا النظام بما يوازي جرائمه الوحشية».
من جهته، دعا المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر امس مقاتليه الى «توجيه ضربات عسكرية منظمة» الى قوات النظام ورموزه، عقب المجزرة. وقال رئيس المجلس العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ في بيان «ندعو كافة مقاتلينا من عسكريين وثوار الى توجيه ضربات عسكرية منظمة ومدروسة ضد كتائب الأسد وشبيحته ورموز النظام كافة من دون استثناء». كما جدد الشيخ طلب الجيش الحر من مجموعة «دول أصدقاء سوريا وبشكل عاجل تشكيل حلف عسكري خارج مجلس الأمن لتوجيه ضربات جوية نوعية لكتائب الأسد ورموز نظامه». واشار الى ان على المجتمع الدولي والموفد الدولي الخاص كوفي انان «اتخاذ موقف يتناسب وهول الجريمة التي ارتكبها النظام الأسدي القاتل في منطقة الحولة». كما دعا المجلس العسكري السوريين الى «وخصوصا في دمشق وحلب الى «التظاهر على مدار الساعة وعلى امتداد ساحة الوطن من دون توقف».
وحذر الامين العام للامم المتحدة امس الاول من ازدياد مخاطر اندلاع نزاع على مستوى كبير في سوريا حيث قتل زهاء 10 الاف شخص في اعمال العنف المستمرة منذ 15 شهرا. واقر كي مون بسيطرة المنشقين المعارضين لنظام الاسد على مناطق واسعة من بعض المدن. وقال في تقرير بشأن الوضع ان القوات الحكومية ما زالت ترتكب انتهاكات «كبيرة» لحقوق الانسان بينما يصعد مقاتلو المعارضة من عملياتهم، ملمحا الى امكانية وقوف «مجموعات ارهابية» في هجمات.
وقال كي مون في تقريره الذي سيناقشه مجلس الامن الدولي ان «الازمة مستمرة على الارض وتتسم باعمال عنف متكررة وتدهور في الاوضاع الانسانية وانتهاكات لحقوق الانسان ومواجهة سياسية متواصلة». واكد ان بعثة المراقبين الدوليين لاحظت «دمارا ماديا كبيرا ناجما عن النزاع في مناطق عدة واضرارا كبيرة في بعض مناطق المعارضة». واكد المراقبون ان «اجزاء كبيرة من بعض المدن اصبحت على ما يبدو فعليا تحت سيطرة عناصر المعارضة».
ولم يذكر الامين العام تقديرات محددة بشأن المساحة التي تسيطر عليها المعارضة، الا انه اشار الى جو من «التوتر وانعدام الثقة والخوف» يسود في البلاد. واشار الى مخاوف من نزاع متجذر لمسها انان وفريقه في اتصالاتهم مع المسؤولين في كل الاطراف. وقال التقرير ان «الوضع القائم وكذلك عدم الثقة في امكانية حصول عملية انتقالية حقيقية يثيران انزعاجا». واضاف ان «كثيرين يخشون تبعات تزايد الطابع العسكري للنزاع والبعض يشككون في امكانية تحقيق تغيير سلمي».
وقال التقرير ان مواكب المراقبين تعرضت لخمس هجمات بقنابل على الاقل وتتعرض باستمرار لاطلاق النار. الا انه اكد ان وجود هؤلاء المراقبين في سبعة مواقع على الاقل في سوريا له «اثر مطمئن». واكد في الوقت نفسه ان «مستوى العنف بشكل عام لا يزال مرتفعا». وعبر الامين العام للامم المتحدة عن قلقه من وجود «قوة ثالثة» ارهابية في البلاد تعرقل فرص التوصل الى اتفاق محتمل بين النظام والمعارضة. واشار الى زيادة في التفجيرات في مدن مثل دمشق وحلب وادلب ودير الزور والى مقتل عشرات المدنيين في تفجيرات انتحارية. واوضح ان «الطابع المتطور للقنابل وحجمها يدفع الى الاعتقاد بوجود مستوى متقدم من الخبرة قد يدل على تورط مجموعات ارهابية موجودة». ولم يسم اي تنظيم لكنه عبر مؤخرا عن تخوفه من تورط القاعدة في التفجيرات.
ودانت فرنسا امس مجزرة الحولة واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان باريس تدين «الفظائع» التي يتحملها الشعب السوري وتدعو المجتمع الدولي الى المزيد من التعبئة.
ورغم المجزرة، لم تتوقف اعمال العنف التي اوقعت 8 قتلى امس، حيث قتل 5 عناصر من القوات النظامية في اشتباكات وعمليات اطلاق نار وقصف في مناطق متعددة من سوريا. وقال المرصد في بيانات متلاحقة ان شخصا قتل اثر اصابته خلال سقوط قذائف على البويضة الشرقية في ريف القصير في حمص. واشار الى اشتباكات وقعت في عدد من القرى في محيط البويضة الشرقية. كما ذكر المرصد ان اصوات انفجارات سمعت صباح امس في حمص، بالاضافة الى اطلاق نار من رشاشات ثقيلة في حي جوبر في المدينة.
وقتل مواطنان في سقوط قذائف على مدينة اريحا في ريف ادلب صباح امس. وقتل 5 عناصر من القوات النظامية في كمائن في مناطق مختلفة في محافظة درعا.
واكد المرصد ان تظاهرات عدة خرجت بعد منتصف ليل الجمعة وفجر امس في قرى وبلدات في ريف ادلب وريف دمشق ودرعا «تنديدا بمجزرة الحولة». وذكر ان قوات الامن اطلقت النار على احدى التظاهرات في بلدة معضمية الشام في ريف دمشق.
وقال المرصد ان وفدا من المراقبين الدوليين وصل امس الى بلدة تلدو في الحولة لتدوين الجرائم التي ارتكبت خلال الساعات الـ24 الفائتة من خرق لوقف اطلاق النار والمجزرة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو