الجمعة 2024-12-13 01:31 ص
 

بتراء الورد .. تعشق اردن "بحجم بعض الورد

01:23 م

مؤخرا تابعنا ما يحصل من احتجاجات وغضب في الشارع الاردني على قرار الحكومة الاخير بتحرير اسعار المشتقات النفطية ,, وما سيكون بعده من رفع متوقع لاغلب السلع كتحصيل حاصل ,,
كل منا جالس امام التلفاز يتابع كل ما هو جديد من الاخبار عن الاردن ,, اغلب هذه الاخبار تحدثت عن حرق وتدمير وتكسير لمقدرات الوطن التي لا ذنب لها سوى أنها تخدمهم ورفعوا شعارات تجاوزت كل السقوف ربما لو أدركوا معناها وتداعياتها لندموا اشد الندم..

من خلال وقفة تامل لواقع الاوضاع ولو عقدنا مقارنة سريعة تتبادر لذهن أي شخص متابع لما يحصل على الساحة لوجدنا ان مدينة البتراء الوردية 'عجيبة الدنيا ' والتي تعتبر بوابة السياحة الاردنية ,, هناك في البتراء كان احتجاج اهلنا مختلف ؛ لم نسمع ' عن تكسير ..عن تخريب.. عن تواجد للدرك .. عن اشتباكات ....' لم يكونوا إلا مع الأردن لأنه الوطن .. وهنا لا اعني ان من خرجوا للشارع للتعبير عن رايهم لم يكونوا مع الوطن .. لكن من منا يضمن بان جميع من خرجو للشارع هم مع الوطن ؟؟

كما تتداول الروايات وكما تواصلنا مع الاهل في البتراء ، كان هناك احتجاجات لكن لماذا لم نسمع عنها على شاشات التلفزة لان يوم الاحتجاج الأول كأنه اشبه بيوم عيد، استنفر الجميع مبكرا .. ونبه الوجهاء والأهالي 'واثمن هنا على هذه النقطة 'على الجميع بضرورة أن يكون التعبير حضاري يليق بشموخ البتراء.. لأنهم يؤمنون بان 'بترائهم ' ليست لهم فقط بل لكل الوطن.. ولمعرفتهم ووعيهم وادراكهم بان بأيديهم رافد لخزينة الدولة والوطن والمواطن، وبالتالي انتهى احتجاجهم كما بدا بكل سلام..

وايضا تمثل احتجاج أهالي البتراء برسائل وبيارقيات كتبها قادة الرأي ووجهاء العشائر هناك عبروا فيها عن رفضهم لسياسة رفع الأسعار، ودعوا فيها الأردنيين إلى عدم استغلال ظرف وطن لا ذنب له سوى أنه حضن دافئ للأردنيين ,,وواحة لامنهم واستقرارهم..اذن نتيجة لكل ما سبق استمرت الحياة في البتراء على طبيعتها، وعاش الأهالي أياما طبيعية، وتجول السياح بين أروقة المدينة وآثارها وربوعها بكل راحة واطمئنان.. في البتراء أثبت الناس هناك أن الاحتجاج يجب أن يتم بشكل يوصل رسالة ويحافظ على مقدرات الوطن فنفذوا وقفة احتجاجية واحدة شرحوا فيها همومهم واوصلو فيها صوتهم وعبروا عن ما يدور باذهانهم 'بالرفض للقرار' وما يدور بقلوبهم 'من حب للاردن'
وما شاهدناه من هذا وذاك حول ما يجول في الوطن من احداث بمجرد ان سمعو عن حجم الخسائر والتخريب الذي طال مقدرات الوطن ,, سارعوا عبر مواقع التواصل وكلهم فخر بنشر صور بترائهم الوردية ,, التي توسلت مرارا وتكرارا لابناء الوطن بان لا يرشون الملح على جرح اردن الجميع ..
وكباقي الوية المملكة تحتضن البتراء فقراء وجياع وعاطلون عن العمل بنفس الحجم ان لم يكن اكثر واغلب اهاليها يعانون من قرار رفع الدعم لكنهم آثروا ان يبقوا في صف الاردن لان أي خسارة ستودي بامنة واستقراره واقتصاده ,,

كل ما يمكن قوله ان في البتراء الأردنية التي تقدس الوطن ويقدسها مظاهر راقية مشرفة رافقت الاحتجاجات كان أبرزها 'لا تحرقوا.. لا تستغلوا ظرف الوطن' تستحق أن نحيي أهلها الطيبين المنتمين بصدق إلى تراب الاردن ونرفع لهم القبعات .. تحية إلى البتراء التي تثبت دوما أنها ابنة وطن أصيلة .. وقلبها ابيض ووجهها ندي وردي نقي كنقاء اهلها.

اضافة اعلان

عروب نوفان العبادي


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة