الجمعة 2024-12-13 01:51 ص
 

بين الخريف والربيع

06:54 ص

أولئكم الذين خذلتهم التراجعات الماساوية للربيع العربي ، بعد فترات انتصار مذهلة، إضافة الى اولئك الذين يعادون الربيع العربي لأسباب متنوعة لا اريد الحكم عليها، لأن بعضها نابع من قناعات ايديولوجيه، وبعضها تحت تأثير الوعي المزيف، ومن تبقى هم أبناء التيار السائد التابع للزعامات العربية التقليدية .اضافة اعلان

أولئكم ، يبدؤون حديثهم بجملة ساخرة يعتقدون بانهم أطلقوا رصاصة الرحمة على الربيع العربي ، حينما يوسمونه بلقب « الخريف العربي»، ثم ابتسامة يجهدون بأن تتسم بالذكاء الاحترافي .
بالمناسبة ، أنا (والحمد لله على قول أنا) ما زلت مع الربيع العربي قلبا وقالبا ، ومخا ومخيخا ونخاعات ،لكني لا أمانع على الإطلاق في أن يسمى الخريف العربي ، بل اعتقد أنها التسمية الأقوى، والأكثر دلالة.
نعم، انه خريف ..ومصطلح الخريف العربي يحمل معنى اكثر عمقا، وهو ما يمكننا أن نراه ونلمسه ونشمه ونشعربه ،ونحن على بوابة فصل الخريف هذا، الذي من المفترض أن يفتتح رسميا بعد اسبوع، حسب التوقعات الفلكية.
الخريف، هو مشروع مطروح على المستقبل، إنه الفصل الذي يجهز الأرض ويعدها لاستقبال الشتاء، ويملأ التراب بطبقات من الأوراق المتساقطة التي تتحول الى سماد طبيعي من أجل الخصب القادم، وهذا ما نريده بالفعل مما نسميه بالربيع العربي .
الربيع العربي، مع براءة العبارة ورومانسيتها ، الا أنها لا تدلل على الواقع تماما، فلا يمكن اطلاقا تحويل هذا الليل والقحط الطويلين الى ربيع عربي فورا، اذ نحتاج الى اسقاط القديم والسماح لنورالشمس أن يطبخ التربة ويجهزها للبذور الجديدة وللمطر .....وللربيع القادم.
علينا الا نيأس مما نراه من قحط ومن تساقط اوراق حولنا، فالقديم يتساقط بالتدريج، والجديد لم يولد بعد، نحن بانتظار المطر ...ثم يأتي الربيع .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة