بين الضيافة وكرمها والخيانة ومكرها

أشرف صقر الكريميين


يغادرون أوطانهم وجروحهم تكفيهم ، يغادرون أرواحهم ولا يعلمون متى اللقاء ، يتركون أبنائهم وأمهاتهم وبيوتهم ، لا يعلمون كيف السبيل والخلاص ، سحقا لمن جعلهم يتركون أرواحهم ويذهبون بعيدا . سحقا لكل من جعل وطنه يباع ويشترى ، سحقا لكل من جعل من أرواح أبنائه دماء تسيل .

على الجانب الآخر من الرواية أبناء ضاعوا ببلادهم ، أوطان ربما ستسلب ، أوطان ترحب بضيوفها على الرغم من ضيق عيشها ، لأن هذه الأوطان تعلمت معنى الضيافه والكرم منذ الأزل ، أوطان تعلمت كيف تناصر إخوانها ، أوطان تعلمت كيف للعروبة العربية قيمه بحياتنا ، رسمت ملامح حلم عربي كان حلم وأصبح واقع مرير ، واقع يبشر بأن لا حلم بعد الآن .

بين هذا وذاك أين نحن من هذه الرواية ، ومن سيلعب دور البطولة ، لا نعلم ، ولا نعي سوى أن خطر يلوح من بعيد ، خوفا من مستقبل مرير ، ترى ما الحل وضيوفنا كثر وأوطاننا تسلب ، ترى من سيوقف هذا النزوح ، ما الحل وكيف لنا .

لا يخفى علينا ان الربيع العربي أثَر سلبا على وطننا الأردن الغالي ، وأصبحنا نسمع مسميات خطيره مثل التجنيس والمواطنه ، لكن السؤال المطروح اي مواطن يريدون ولمن ؟ وهل المواطنه هويه غلافها صلب تحتوي بيانات بلا روح ، وهل لنا ان نشتري المواطنه اذن نستطيع أن نبيع مواطن ، وكيف لنا ان نبيع وطننا مقابل أي شي ، وكيف لنا أن نرضى بالتجنيس ، أتسائل أي عبارات تطرح وأي مفاهيم استحداثها هذا الربيع العربي .

وطني نحبك بأبنائك ونفديك بأرواحنا لن يكون للتوطين مكان فنحن وطن يعشق ولا للتجنيس ، عذرا لسنا ممن يفهم هذا المصطلحات فنحن نعشق وطننا فقط . واعلموا أن الوطن ليس بهدية هو روح منذ الازل ترافقنا .
أي أيدي خفية تعبث بأمن وطننا ، وأي انسجه عنكبوت تحاك ، ترى إلى ما ترمي تلك التفاهات ، هل يريدون لوطننا أن يصبح وطن بديل ، أي وطننا بديل تريدون ، عذرا لن نسمح لمخططاتكم أن ترسم ، ولن نسمح لوطننا أن يصبح وطن لاجئيين ، لهم حق الضيافه ولنا حق الأمان والأمن ، لهم بقدر ضيافتهم , سحقا لكم يا من ترسمون ملامح وطننا تريدونه أجزاء وهو وطن واحد لا يتجزأ ، كفاكم مخططات . فوطننا لنا ولن نسمح لأحدهم العبث به .

نحن نقول لا للوطن البديل ولا للتجنيس ، نعم للأردن الغالي ، ونعم لك من يعشق تراب هذا الوطن .
ولا لوجود الأيدي العابثة ولا للمخططات الغاشمة ، فنحن شعب نرتقي ونعرف كل المخططات ، نعي من المسؤول عن ذلك وماذا يريد.

نحن نعرف ماذا يحاك للوطن ونعلم أن هذا الوطن تحمل الكثير ، نتيجة استقبال للعرب واستقبال للاجئين ، ونتيجة ضيافتها ، ولكن هناك فئات لم تعرف معنى الضيافة ، وتعدت على هذا الوطن الغالي ، ونعلم من وراء ذلك وما هي الأهداف لكن نقول نحن معك يا وطني وسنقف معك ضد كافة المخططات .

أشرف صقر الكريميين

[email protected]